تحقيقات وتقارير

شلل الأطفال .. جهود تبذل .. وأرقام تتزايد .. !!

التخوف الذي أطلقته وحذرت من خطورته، وزارة الصحة الإتحادية، بجانب منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة بولاية الخرطوم، بشأن إحتمال إنتشار مرض شلل الأطفال، يبدو أنه تخوف مبرر، إستنادا إلى أن المرض لايعرف الحدود، بجانب أن الشلل من الامراض شديدة العدوى، بعد أن تزايدت وتيرة الاصابة حتى بلغت حالات الإصابة بولاية الخرطوم وحدها إلى أكثر من (34) حالة إصابة بل وأن حالات الإصابة آخذة في الإزدياد رغم الجهود التي تبذلها الجهات المختصة .
وقالت وزارة الصحة بولاية الخرطوم، إن مرض شلل الأطفال يعد من الامراض الفيروسية شديدة العدوى، ولا توجد أي أنواع من الادوية والعلاجات له، وتسببه ثلاثة أنواع من الفيروسات (1،2،3) وذكرت أنه ينتقل عن طريق الطعام والشراب الملوث، على أن تكون الوقاية منه فقط عن طريق التطعيم بلقاح شلل الاطفال.
وأشارت الوزارة وضع إستراتيجيات خاصة بإستئصال شلل الاطفال، تتمثل في التطعيم الروتيني للاطفال أقل من عام، على أن يتم تطعيم الاطفال دون بلوغ السنة الاولى، بالوحدات الصحية بالولاية وفقا لاستراتيجيات حددتها في المراكز الثابتة والبالغة (398) مركزا، بجانب المراكز الفرعية البالغ عددها (302) مركزا فرعيا بالولاية، وأوضحت أنها وضعت نظاما للرصد والتقصي خاصة لحالات الشلل «الرخو الحاد» الذي يتمثل في مجموعة من الانشطة المتمثلة في الإبلاغ الاسبوعي عن الحالات، بجانب التقصي عن حالات الشلل المبلغة والقيام بالاجراءات المتبعة كالتبليغ الفوري، التقصي عن الحالة بأخذ العينات وإرسالها للمعمل القومي بجانب توثيق تلك الحالات.
وشرعت وزارة الصحة بولاية الخرطوم، يوم أمس في تنفيذ الحملة الجزئية لإستئصال شلل الاطفال، والتي ستستمر لمدة ثلاثة أيام، لكنها أطلقت تحذيرات من إنتشار وتحول المرض الى وباء بإعتباره شديد العدوى، حال عدم التجاوب من قبل بعض المواطنين والأسر بعدم تطعيم أبنائهم، وكشفت أن عدد الحالات المبلغ عنها بالولاية، بلغت 34 حالة شلل «رخو حاد» حتى الاسبوع السابع والعشرين من العام الجاري، بينما تم التبليغ عن 22 حالة إشتباه بالشلل الرخو الحاد من خارج الولاية.
وأشارت الى وضع إستراتيجية تهدف الى إستئصال شلل الاطفال، بجانب وضع خطة للحد من إنتشار الحالات وكذلك التصدي للحالات الوافدة من خارج الولاية، وقالت إن الحملة الجزئية، تستهدف مناطق الحراك السكاني بالتركيز على أماكن الاحتكاك والتحرك من الولايات القريبة من ولاية الخرطوم وغيرها من الولايات مثل ولاية غرب دارفور، النيل الابيض وبورتسودان، لافتة الى تكوين 18 فريقاً صحياً مقسمة الى 253 قطاع، وأضافت أن الحملة سيتم إدارتها بعدد 296 مشرف بجانب 7273 متطوع، تشمل الاطفال دون سن الخامسة والبالغ عددهم (1035367) بلقاح شلل الاطفال الفموي.
بينما أوضح مدير إدارة الرعاية الصحية الاولية، عماد أحمد في مؤتمر صحفي أمس الاول أن الوزارة تواجه بعض المعوقات في تنفيذ حملات التطعيم، سيما في الاحياء الراقية، التي يرفض قاطنوها القيام بتطعيم أبنائهم وأعتبرها من أكبر المشاكل التي تواجه حملات التطعيم، لكنه رجع وقال إن هذه الاحياء تحتاج الى نوعية محددة من المتطوعين، مطالبا المواطنين بالتعاون لانجاح هذه الحملة بإعتبار أن الاطفال غير المطعمين يشكلون خطورة على بقية الاطفال، وقال إن وزارته لم تكتفِ برفض بعض الاسر للتطعيم لكنها تقوم برفع أمر الرافضين للتطعيم من جهة الى أخرى حتى يتم إيصالها الى منظمة الصحة العالمية، والتي بدورها توجه بوضع الحلول الممكنة، وأشار الى أن وزارته تركز في الحملات على رياض الاطفال وتعتبرها من الاماكن المهمة للحملات لكنه ربط مسألة التطعيم بعد موافقة الاسر على ذلك.
وفي ذات المنحى قال الخبير بمنظمة الصحة العالمية، محمد حردان إن الاطفال دون سن الخامسة يحتاجون الى 15 جرعة للوصول الى المناعة المضادة للفيروسات، وبرر الخطوة الى عدد من الدراسات التي أجريت بهذا الشأن، ولفت الى أن (177) دولة تخلصت من المرض بينما يحمل 20% من الاطفال في الدول النامية الفيروس المعوي المسبب للمرض، وقال إن ولاية الخرطوم لا يزال الفرض للتطعيم موجود بها لكنه يمثل حوالي 2,5% وأعتبر أن الرفض من قبل الاسر يساعد في إنتشار الفيروس.
وعلى صعيد وزارة الصحة الاتحادية، أطلقت إدارة التحصين الموسع بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، أمس الاول الحملة الجزئية للتطعيم ضد شلل الاطفال بأربع ولايات تشمل حوالي 2,6 مليون طفل دون سن الخامسة، بغرض التحسب لتحول حالات الإصابة الى وباء شبيه بوباء العام 2004م، الذي إرتفعت فيه حالات الإصابة إلى أكثر من (170) حالة، وجاء هذا التخوف في أعقاب إرتفاع عدد حالات الإصابة بالشلل وسط الاطفال إلى (33) حالة أكثرها في الولايات الجنوبية، وتشابه الوضع الحالي بوضع العام 2004م من إنسياب حركة الحجيج من الدول الموبوءة عبر السودان بجانب ظروف فصل الخريف وحركة الرحل والمعتمرين من دول غرب إفريقيا .
وأكدت منسق وحدة الأنشطة الإضافية، ببرنامج التحصين الموسع، سميرة محمد عثمان أن وزارتها ستنفذ حملة تحصين جزئية لتدارك الموقف ورفع المناعة والمحافظة عليها وسط المستهدفين وتستمر لمدة ثلاثة أيام تستهدف ولاية غرب دارفور وولاية الخرطوم ومحليات النيل الابيض المتاخمة للولايات الجنوبية مثل كوستي والسلام والجبلين ومحلية بورتسودان بولاية البحر الاحمر، مؤكدة إكتمال كافة الاستعداد بإشراف 20 مشرف من الوزارة ومنظمة الصحة العالمية.
ويبقى التحدي قائما حال عدم تعاون الاسر مع حملات التطعيم، رغم المجهودات التي تبذلها كافة الجهات ذات الاختصاص بأعتبار أن المرض شديد العدوى والانتشار، ولا توجد علاجات بخلاف التطعيم المبكر وإلتزام الاسر حتى لا ينتشر الوباء والذي يمكن أن يؤثر على بقية الأطفال.
سامي عبد الرحمن :الصحافة

تعليق واحد

  1. اشكركم كثيرا علي التغطية الشاملة للموضوع شلل الاطفال ولقد افادني كثيرا علما بانني اعمل في مجال التوعية المتجمعية …لذا ارجو طرح المشاكل الصحية التي يعاني منها المجتمع ,,ومرة اخري اكرر شكري وتقديري لما ببذولنة من مواضيع مفيدة