النصر السعودي
النصر هنا ليس فريق النصر السعودي الذي حقق إنجازا كبيرا بالحصول على لقب دوري المحترفين السعودي لكرة القدم لأول مرة منذ العام1995، وتوج بأول نسخة من دوري جميل عبداللطيف بعد أن كان الموسم الماضي مثيرا كذلك بحصول الفتح على اللقب لأول مرة في تاريخه في النسخة الأخيرة من دوري زين.
النصر الذي نحن بصدده هو النصر الدبلوماسي الذي حققته السعودية من خلال زيارة الرئيس الأمريكي أوباما التي تزامنت مع مباراة النصر السعودي والشباب التي حسمت اللقب لصالح النصر قبل جولتين من نهاية البطولة.
الزيارة ـ بحسب الصحافة الدولية ـ كانت من أجل تليين مواقف السعودية وإجراءاتها الأخيرة ضد جماعة الإخوان المسلمين في مصر وطمأنتها في الوقت نفسه بشأن التقارب الأمريكي الإيراني، ولكن القمة بين الملك عبد الله والرئيس أوباما بحسب مسؤول أميركي ناقشت بعض الاختلافات التكتيكية في رؤيتيهما لبعض القضايا، لكنهما اتفقا على أن التحالف الاستراتيجي بين الجانبين لا يزال قائما.
ممن حضروا اللقاء وتحدثوا لوسائل الإعلام من دون الكشف عن أسمائهم، مسؤول أمريكي قال إن الملك وأوباما بحثا الملفين السوري والإيراني أكثر من أي مواضيع أخرى خلال اللقاء..
وهذا يشير إلى أن مواضيع مثل الخلافات الخليجية وعلاقة السعودية بتطورات الأوضاع في مصر لم تكن محور المحادثات كما رشحت الكثير من وسائل الإعلام الدولية قبيل الزيارة، وكذلك طلب المساعدة السعودية في الجهود الأمريكية الرامية للتوصل إلى اتفاق سلام نهائي عبر مباحثات السلام الفِلسطينية الإسرائيلية، إذاً، قمة الرياض بين الملك وأوباما كانت بحسب زهير الحارثي عضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشوري الذي تحدث مع قناة “العربية” قمة مصارحة وإعادة تقويم للعلاقات بين البلدين.
النصر السعودي الذي أشرنا اليه يتعلق بتأكيد القمة على العلاقات الاستراتيجية بين البلدين رغم ما أصابها من الجانب الأمريكي خصوصا التعامل مع الملف النووي الإيراني الذي يثير المخاوف لدى السعودية والمنطقة وكذلك التعامل مع الملف السوري وقضية تسليح المعارضة السورية، وقد اجتهد الجانب الأمريكي في طمأنة السعودية حيث أبلغ الرئيس الأمريكي مضيفه العاهل السعودي أن المصالح الاستراتيجية للبلدين ستبقي “متوافقة”.
الزيارة تزامنت كذلك مع أزمة خليجية ناشبة بين السعودية والبحرين والإمارات من جهة وقطر من جهة أخرى، كانت لها ظلالها على لقاء أوباما والملك وإن لم يصرح إعلاميا بأنها كانت محور نقاشهما، وتهتم واشنطون بهذه الأزمة لأنها تربط بأطرافها في علاقات استراتيجية وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال الأمريكية” قد أكدت أن هذه الأزمة أدت إلى إلغاء قمة بين أوباما وقادة الدول الخليجية الست خلال زيارته المنطقة لكن البيت الأبيض نفي ذلك مؤكدا أن القمة كانت مجرّد فكرة ليس أكثر.
العالم الآن – صحيفة اليوم التالي