قير تور
صنع في السودان

والأمر لا يتوقف على الجريف وحدها فإذا كنت تمر بالحدائق المسماة بالسلام بالقرب من كبري القوات المسلحة شمال مطار الخرطوم سوف تلاحظ جفاف الحدائق وموت الأشجار..علماً بأن هذه الحدائق كانت محل إهتمام عند بدايتها!!!.
وطرحي لموضوع الحدائق اليوم قد يجعلك تستغرب عزيزي القارئ خاصة وأن العنوان الذي إخترته أعلاه لا علاقة له بما اتناوله في فحوى الموضوع ….لكن ماذا نقول في بلادنا الذي إذا كنت تناقش أحدهم فيفاجئك بالسؤال (هل أحلى السكر أم أسرع الكلب) فتحتار تماماً ماذا يجمع الشيئين؟…..
المهم موضوع مثل ذلك التساؤل…إلا أنه يختلف قليلاً بزاوية النظر التي اريدكم معي النظر إليها:ما هي مشكلتنا في الحفاظ على الإمتياز والجودة؟
نحن السودانيون لسنا سيئين في الأشياء التي نصنعها أو ننتجها لكننا لسنا ممتازين في الحفاظ على ميزتها وجودتها.هذا الأمر يظهر بوضوح جداً في اعلاقات الإجتماعية فالذي يرتبط بإحداهن أو التي ترتبط بأحدهم تكون العلاقة ما بينهما أجمل ما يكون وبعد فترة تجد نفس الشخصين يتنافران ولا يستطيعان الجلوس مع بعض في مكان واحد.
اعود للسؤال لماذا لا نستطيع الحفاظ على الجودة ؟.وإذا اردتم تأمل هذا السؤال جيداً هل عندما يرفض الزبون السوداني اي صناعة سودانية هل سبب ذلك بسبب رداءة الصناعة أم سببه ان المصنوع يكون تدهور فيما بعد؟.هناك صناعات سودانية كانت تسيطر على الأسواق (مصنع الإطارات الدولية ببورتسودان بطاريات الروبي ثلاجات كولدير بوهيات سادولين اسمنت عطبرة- بطاريات راس الأسد) هذه أمثلة فقط للأشياء التي بدأت قوية لكنها تراخت فاصيبت بالوهن.
(صنع في السودان) علامة تجارية لا تجد الرواج ولذا صارت الرشكات تلجأ إلى تزييف العلامات وتضع علامة أخرى تفيد بأن المصنوع أتى من خارج البلاد فيشتريه الزبون بكل إرتياح….ويبقى المنتج سليماً دون شك والمشترى يقسم بأنه أصلي ؟؟!!…إذن فالمشكلة ليس في المصنوع بقدر ما هي متعلقة بما نحمل من خبرات عن صناعتنا.
ويقى السؤال قائماً :لماذا نبدأ ممتازين دائماً ثم نرخي الأيادي ونترك الحبل على الغارب يجرفه التيار أينما سار ثم بعد ذلك نبكي على الأيام الجميلة؟.[/ALIGN] لويل كودو – السوداني-العدد رقم 939- 2008-06-24