محمود الدنعو

نتائج لقاء باريس

[JUSTIFY]
نتائج لقاء باريس

النتائج التي خرج بها الاجتماع المطول الذي عقده وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في باريس ليل الأحد تبدو أقل بكثير من طموحات طرفي الصراع حول أوكرانيا، فالمتابع لوسائل الإعلام الدولية، وهي تبدي اهتماما كبيرا بهذا اللقاء يتوقع أن ينتقل الطرفان من مرحلة توصيف الأزمة إلى علاجها، ولكن اللقاء الذي استمر لأربع ساعات فشل في تقريب وجهات النظر المتباينة حول الأزمة الأوكرانية، وبما أجواء اللقاء الذي جاء في منزل السفير الروسي في أحد أحياء باريس الراقية، وهو أي المنزل، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية عبارة عن فندق خاص خلاب، ولكن هذه الأجواء لم تؤثر في الموافق المتباينة، ونقلت وسائل الإعلام صور للوزيرين اللذين يمثلان طرفين مهمين في الصراع وبينهما توترات إعلامية تعيد لأذهان أيام الحرب الباردة الصور عكست تبادلهما الأحاديث الودية وحتى الضحكات على طاولة العشاء على الرغم من التباينات في مواقفهما.
الوزيران الروسي والأمريكي اتفقا على مواصلة الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة الأوكرانية، وهي جهود تتسع لجميع الأطراف الدولية الأخرى، حيث من المتوقع أن يكون الوزير الروسي التقى أمس الإثنين في باريس مع نظيره الفرنسي على أن يسافر الوزير الفرنسي بعدها إلى برلين، حيث سيجتمع مع نظيريه الألماني والبولندي.
الأزمة الأوكرانية التي تشكل في الوقت الراهن تحديا كبيرا للمجمتع الدولي تتطلب تضافر جهود الحل الدبلوماسي الذي أمن عليه اجتماع الوزيرين الروسي والأمريكي بباريس، ولكن الأهم هو التوافق على هذا الحل الدبلوماسي، حيث لا تزال الهوة سحيقة بين الموقف الروسي والموفق الغربي والدولي عموما من الأزمة. فالوزير الروسي قبل التوجه إلى باريس للقاء نظيره الأمريكي قدم اقتراحا للحل وهو اعتماد النظام الفيدرالي في أوكرانيا، حيث قال الوزير الروسي في مقابلة بثتها قناة (بيرفي) التلفزيونية العامة أن نظاماً فدراليًا “من شأنه حماية حقوق من يعيشون في أوكرانيا، وخصوصاً السكان الروس الذين يهمنا أمرهم”.
الاقتراح الروسي لم يجد قبولا لدى كييف إلى سارعت رفض الاقتراح وقالت الخارجية الأوكرانية في بيان “نرغب في أن ننصح روسيا بالكف عن توجيه انذاراتها إلى بلد سيد ومستقل والاهتمام بالوضع الكارثي والانعدام الكامل لحقوق أقلياتها، بما فيها الأوكرانية”.
وزير الخارجية الأمريكي بدوره، أكد أن أي قرار بشأن مستقبل أوكرانيا لا يمكن أن يتخذ من دون أن تشارك فيه كييف، داعيا موسكو إلى سحب قواتها المحتشدة على الحدود مع أوكرانيا، والدعوة إلى سحب القوات هي العقدة الرئيسة في جهود التسوية السلمية.
نتائج لقاء باريس كما اشرنا لم تأت بجديد رغم الزخم الإعلامي كونها جاءت بعد ساعات من اتصال هاتفي جرى بين أوباما وبوتين هو الأول منذ فرض واشنطن عقوبات اقتصادية على موسكو وتوافق الزعيمان على إجراء محادثات سريعة لوضع حد للتصعيد.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي