موقف عربي موحد
يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً طارئاً اليوم الأربعاء في القاهرة بناء على دعوة الرئيس محمود عباس لبحث مأزق العملية السياسية مع إسرائيل، والخروج بموقف عربي موحد يحقق الدعم السياسي والمالي للجانب الفلسطيني، المأزق الراهن كما هو معلوم هو مأزق تمديد المفاوضات بنهاية أبريل الجاري بعد أن فشلت المفاوضات في التوصل إلى اتفاق حسب الجدول الزمني الذي وضعه الوسيط والراعي الأميركي للمفاوضات وبات الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي على قناعة بضرورة تمديد التفاوض لكن لك شروطه، حيث يريد الإسرائيليون موافقة فلسطينية على تمديد المفاوضات، وتجميد الانضمام إلى المعاهدات الدولية، مقابل إطلاق سراح أسرى، بينما يريد الفلسطينيون إطلاق سراح دفعة كبيرة من الأسرى، واتفاقا على مرجعية المفاوضات ووقف الاستيطان وتوسيع نفوذ السلطة في الضفة الغربية مقابل التمديد
شروط الاتفاق على تمديد التفاوض هي التي عقدت المفاوضات السرية التي يجريها المبعوث الأميركي مارتن انديك في القدس بين الطرفين من أجل إنقاذ المفاوضات من الانهيار وهو ما لا ترغب فيه واشنطون التي بذلت جهودا حثيثة من أجل إعادة التفاوض وتأمل في التوصل إلى سلام كإنجاز دبلوماسي يسجل لإدارة الرئيس أوباما التي تعلم أن الهوة باتت كبيرة بين الطرفين بسبب تعنت الجانب الإسرائيلي، ولكنها تسعى من خلال جهود وزير الخارجية جون كيري ومبعوثه انديك لإحياء عملية السلام.
أشرنا من قبل إلى معارضة التمديد إلى سقف زمني مفتوح يستفيد الجانب الإسرائيلي من تلك المهل الزمنية لمواصلة ممارساته القمعية ضد الشعب الفلسطيني، ولكن في حال رأى فريق التفاوض الفلسطيني ثمة ضرورة للتمديد ليكن ذلك بثمن أقله التزام إسرائيل الوفاء بما تتفق عليه مع الجانب الفلسطيني، وهنا يبرز موضوع إطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى كنموذج للتهرب الإسرائيلي من الالتزامات والاتفاقات التي من شأنها دفع التفاوض بين الطرفين من أجل التوصل إلى التسوية السلمية النهائية للصراع العربي الإسرائيلي.
الموقف العربي مطلوب لدعم الرئيس محمود عباس الذي قدم الكثير من التنازلات، بينما يسعى الجانب الإسرائيلي التي تصويره كشريك غير جاد في عملية السلام، حيث يقول مساعد الأمين العام للجامعة العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة محمد صبيح لصحيفة الغد الأردنية الصادرة أمس الثلاثاء إن “الرئيس عباس سيضع الاجتماع اليوم في صورة آخر المستجدات المتعلقة بالعملية السياسية”. وأضاف أن “الجانب الفلسطيني يريد تأكيد الدعم العربي له، وإسناد موقفه في وجه الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى الطلب من دول الجامعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه سابقاً حول تفعيل شبكة الأمان العربية في ظل التهديدات بقطع المساعدات المالية عنه”. وأكد “أهمية الاجتماع في تحقيق الدعم السياسي والمالي للجانب الفلسطيني، والخروج بموقف عربي موحد حول الخطوات المطلوبة في المرحلة القادمة”.
العالم الآن – صحيفة اليوم التالي