حوارات ولقاءات

عديل: ثلاثة أشياء أدخلتنا في (حيص بيص)

[ALIGN=CENTER]86200924511AM1[/ALIGN]

من أبناء منطقة ابوزبد ومن القيادات النافذة بحزب الأمة القومي بكردفان، حاكم إقليم كردفان في العهد المايوي ووزير الطاقة والتعدين مرة والتربية والتعليم أخرى في فترة الديمقراطية الثالثة، مع كل هذه المناصب الرفيعة لم يتخل عن بساطته التي جعلته يداوم على جلسة السودانين الشهيرة قبل الغروب أمام باب المنزل، الأستاذ بكري عديل التقته (الرأي العام) بعد ان تولى رئاسة لجنة الحوار من جانب الخط العام لحزب الأمة مع السيد الصادق المهدي رئيس الحزب الذي تولى بنفسه محاولة الخروج من مأزق المؤتمر العام السابع، وامتد الحوار ليشتمل على عدد من المضابط ذات الشأن الحزبي والشخصي.
—–
* أستاذ بكري كيف تنظر لحال حزبكم الراهن؟
– والله حزب الأمة كأي حزب سياسي في السوداني يعاني من مشاكل مالية وتنظيمية ونحن كحزب له جماهير في مناطق واسعة في السودان مثل منطقة أبيي التي كان أغلب سكانها حزب أمة ولم يستطع الحزب ان يقدم لهم شيئاً في مشاكلهم الأخيرة وكذلك في دارفور وهذه كلها أعباء على السودان الوطن. وحزب الأمة يتحمل جزء كبير من هذه الأعباء، ولا أرى حلول قريبة أو في متناول اليد لهذه المشاكل في وجود وضع أمني واقتصادي متردي، بالإضافة للمشاكل الموجودة في الحزب والتي تواترت عقب انعقاد المؤتمر السابع ولازال الناس يبحثون عن حلول لها وهي غير موجودة بيدنا.
* كيف لا تكون الحلول بيدكم وأنتم من القيادات العليا بالحزب؟
ليست بيدنا بسبب أن القيادات نفسها غير متوحدة.
*هل معني هذا أن تقف هذه القيادات مكتوفة الأيدى حيال التعقيدات التي يعيشها الحزب؟
– بالتأكيد الواجب القومي والوطني والسياسي يفرض علينا التحرك لإيجاد حلول مرضية لكافة الأطراف وهذا ما يحدث في حزب الأمة.. المشكلة كبيرة والمحاولات (ماشة).
*ماذا فعلتم خلال لقاءاتكم مع السيد الصادق المهدي لحل أزمة المؤتمر العام السابع؟
– (والله أي مشكلة ليها حل) ونحن على يقين أن بمقدورنا إيجاد الحل، مع فهمنا لضرورته حتى لا يواصل الحزب مسيرته وهو أعرج.والبيان الذي خرج عقب أول أجتماع لنا بالمهدي فيه أعتراف بوجود أخطاء صاحبت المؤتمر العام ودعا البيان لمعالجته وبما أن هذا الحديث خرج من رئيس الحزب فيصبح إقرار رئاسي والزماً على الناس إيجاد المعالجة لهذا الخطأ.
*هنالك دعوة لحل أجهزة الحزب وقيام أجهزة إنتقالية ترتب لمؤتمر إستثنائي ما هو موقفكم من هذه الدعوة؟
– (دي مشكلة تانية) حتى هنالك مجموعة كبيرة من تيار الخط العام رافضة لهذه الدعوة وغير سعداء بها لأنه ليس من السهل الغاء كل العمل الذي تم وعمل مؤتمر من جديد، ولكن نحن من أول يوم إتفقنا مع رئيس الحزب أن هنالك خطأ ولكن هذا الخطأ لا يرقي لأن تحل له أجهزة الحزب وتكوين هيئة مركزية ومكتب سياسي جديدين (المؤتمر الفات كلف مليارات تاني منو العندو مليارات يدفعا).
*ماهي رؤيتكم للمخرج؟
(نحن ما عندنا حاجة الآن في يدنا)
*أثناء حواركم مع الإمام الى ماذا توصلتم؟
– حدث إعتراف بالخطأ.
*حينما خرج البيان وأقر بوجود خطأ كان ذلك في يوم 3 يوليو الماضي والبيان وضع شهر كسقف لحل المشكلة، إلا زلتم في طور الإعتراف بالخطأ؟
– الحلول موجودة ولكن يجب أن تعرض على قاعدة كبيرة من عضوية الحزب ونضمن موافقتها حتى تتم إجازتها.
*أنتم تمثلون هذه العضوية الكبيرة في اللجنة التي ترأسها أنت ويصبح ليس بالضرورة أن تأخذ رأيها فرداً فرداً؟
-هذا ليس تمثيلاً قاطعاً بمعنى أننا ندلى برأينا في كل الأشياء بل أنه من الضروري أن نأخذ آراء الآخرين لأننا تعلمنا في حزب الامة الديمقراطية وأن لا نتخذ قرارات منفردة ونحن نسعى في حلنا أن لا نترك شروخ إضافية في جسد الحزب.
*أنتم في طريقكم لعقد الإجتماع الثالث مع الإمام هل هنالك أطروحات للحل تم تقديمها؟
– نعم هنالك أطروحات قدمت ونحن الآن نستعرضها لنختار التصور الذي يحقق الإستقرار للحزب وينهي الخلافات القائمة … الأزمة كبيرة ومعقدة ولكننا نحرص على عدم تعرض الحزب لأية إنشطارات ولا نريد ان نفرض حلاً على الناس يدعوهم للخروج عن الحزب.
*إذن ما هي أبرز هذه الأطروحات؟
– المشكلة فيها جانب بسيط وسهل لحلها، هنالك عدد كبير دخلوا المكتب السياسي والهيئة المركزية دون أن يتم تصعيدهم حتى للمؤتمر العام، ودخلوا بطريقة (إستهبال، كيري، وديل من بكرة ممكن يطلعوا بدون إجراءات) ونحن نعرفهم بالإسماء.
*هل تعني أنه يتم إحلال آخرين من الخط العام بدلاً عن أولئك الذين ذكرتهم؟
– لا .. لأن الذين ذكرتهم زيادة على المكتب السياسي والهيئة المركزية ولا مهام لهم إلا في التصويت وتم إدخالهم لترجيح كفة محددة.
*كيف دخل هؤلاء؟
– (ده السؤال) الذي نبحث عن إجابة له ونريد أولاً إخراجهم من المكتب السياسي ومن ثم معرفة كيف دخلوا لتتم محاسبة فورية لمن تسبب في إدخالهم.
*يقال أنه في اطار الحل تم عرض منصب نائب رئيس الحزب على الأستاذ الدومة؟
– لم يعرض أي منصب للدومة ولم نسمع بهذا الحديث ولن يقبل الدومة بأي منصب يعرض له مقابل القبول بالخروقات الدستورية التي صاحبت تكوين الهيئة المركزية لأن القضية قضية مبدأ وليست مناصب.
*السيد الصادق المهدي في إجتماعه الاخير معكم تقدم بتصور للحل ماهي أهم ملامح هذا التصور؟
– والله في الوقت الراهن لا نريد أن نكشف عن التصور ولكن هنالك مجموعة من الخط العام تعكف على دراسته.
* طيب .. بوصفك اطلعت على التصور هل تعتقد أنه سيفضي لحل الأزمة؟
– (ما بحل مشكلة) لأن المشكلة كبيرة جداً واحدثت شرخ واسع في حزب تعتبر عافيته من عافية السودان حتى إن الحزب في ولاية الخرطوم في الآونة الأخيرة أصدر بيانات تعبر عن عدم إعترافه بالأجهزة القائمة.
* ولكن من وقعوا على تلك البيانات كلهم من المحسوبين على الخط العام ورئيس الحزب بالولاية ابوقرجة كنتيباي، اكد انهم لا يمثلون الحزب ولم يجتمع المكتب السياسي بالحزب في الولاية لينظر في هذا الأمر؟
– هؤلاء لا يريدون أن يفهموا أن الأمر في مثل هذه الأوضاع لا يحتاج لمشورة المؤسسة لأن المؤسسات القائمة مطعون في شرعيتها..
* هل تعني أن حزب الأمة القومي الآن بلا أجهزة تسيره.
– نعم .. إنعدمت المؤسسية في حزب الأمة
* ولكن هنالك رئيس معترف به من جميع الفرقاء؟
– بالفعل هنالك إعتراف برئيس الحزب ونائبه فقط ولكن دون ذلك لا يوجد شئ.
* مارأيك في إتفاق حزب الأمة مع حركة العدل والمساواة؟
– دي واحدة من الأخطاء التي وقع فيها الحزب ولم تتم إستشارتنا في هذا الأمر … العدل والمساواة معروفة بعدائها لكل الناس ولا يمكن في مثل هذه الظروف العدائية يأتي حزب في وزن حزب الأمة ليوقع معها إتفاق.
* هل تعتقد أن هنالك قرارات تتم داخل الحزب بصورة فوقية أو إنفرادية؟
– نعم (بتحصل) بحكم الصلاحيات الممنوحة لرئيس الحزب.
* إذن من الممكن أن يكون رئيس الحزب إستخدم صلاحياته في إبرام إتفاقه مع العدل والمساواة، لماذا انتم ناقمون على هذا الإتفاق؟
– لا لا هذه قضية سياسية بحته يفترض أن يناقشها الجميع ويخرجوا برؤية موحدة، ثم إن هنالك قرار يدعو للتحفظ في التعامل مع المؤسسات العسكرية وحركة العدل والمساواة واحدة من تلك المؤسسات.
* لكن حزب الأمة عقد إتفاقيات قبلها مع أكثر من خمسة حركات مسلحة؟
– لكن (مش العدل والمساواة) هذه الحركة دخلت ام درمان وروعت المواطنين.
* يبدو أنك في الفترة الأخيرة غير راضٍ عن مواقف الإمام.
– (عرفت كيف)؟
* من خلال الكثير من إجاباتك على اسئلة الحوار.
– أنا بوصفي عضو في اللجنة العليا للحزب لا بد ان تكون لي رؤيتي حول ما يفعله الإمام وليس بالضرورة أن تتطابق رؤانا. واتفاق التراضي وخروقات المؤتمر العام واتفاق العدل والمساواة كل هذه الأشياء مجتمعة دخلتنا في (حيص بيص).
* موقفكما أنت ود. مادبو من الإمام يعطي إنطباع أنه بسبب تعيين نائب جديد لمنصب رئيس الحزب الذي كنتما تشغلانه؟
– لالا (ماكده) مادبو استقال بسبب خلافات ابنائه مع ابناء الصادق المهدي، وأنا كنت نائب للرئيس في الدورة التي إنتهت الآن أنا عضو في الهيئة العليا، ولكن خلافاتنا بسبب خروقات دستورية.
* لكن الواضح أن مواقفك متضامنة مع مواقف مادبو في كثير من القضايا وعلاقتك أقرب لمادبو من الإمام الصادق؟
– مادبو علاقتي به قديمة جداً.
* كذلك علاقتك بالإمام قديمة؟
– لا أبداً أنا علاقتي بمادبو منذ أن كنا ندرس بمدرسة خور طقت لكن الإمام (عرفتو في الجامعة). بعدها سافر الإمام الى دول أوربا وبقينا نحن (نطلع من سجن ونخش سجن) الأمر الذي وحد أفكارنا وجعلنا اقرب في وجهات النظر.
* ما رأيك في المشاكل التي تحدث بين أسرتي الإمام ومادبو؟
– والله ما يحدث بينهما (بطال) وأنا تحدثت مع السيد الصادق ومادبو وقلت لهما يجب أن لا تصل الأمور بينكما الى حد الدخول الى أقسام البوليس إلا أن ما دبو مصر على ان يقول القانون كلمته في قضية الأسرتين.
* هذه المشاكل اليس من شأنها أن تشق الحزب؟
– لن تشق الحزب ولكن أنا أقول أن الذي يحدث بينهما (عيب) فهما أخواننا ونحن حريصين أن نزيل التواترات التي نشأت بينهما، ولكن هما لم يسمعا حديثنا لأن الأبناء في الفترات الأخيرة دائماً ما يسيطرون على قرارات آبائهم (وأي زول يكبر أولادو بيملوا عليهو رأيهم).
* نصيحة توجهها للقيادات الحزب من الجانبين الخط العام والمؤسسات القائمة.
– أنا أتمني أنا لا ترقى الأخطاء التي تحدث في الحزب الى المستوى الذي يؤثر في العلاقات الخاصة بين الناس، ومهم أن الناس ترجع لسابق عهدها كأخوان.
* هل تتوقع أن يرجع الحزب لسابق عهده في وقت قريب؟
– لا
* الإنتخابات على الأبواب فكيف سيشارك حزب الأمة وهو في الوضع الذي تراه؟
– (بالمجابده)
* هل (المجابده) كافيه لأن يحقق الحزب ما حققه في إنتخابات 1986م.
– والله أنا بعتقد ان هذا السؤال مبكر (شوية) قد لا تقوم الإنتخابات نفسها.
* نحن ننظر للأجندة الموضوعة أمامنا هل سيحقق حزب الأمة نتائجه القديمة؟
– إن شاء الله بقدراتنا وعزائمنا نستطيع أن نزيل الفوارق الموجودة وننظم (ناسنا) لدخول الإنتخابات.
* معظم المسيرية الآن ليسوا حزب أمة ما رأيك؟
– كلام صحيح.
* ولاية النيل الأبيض ليس كسابق عهدها مع الحزب؟
– لا (مش صحيح).
* ما مدى ثقتك في ولاية النيل الأبيض؟
– والله انا لا أشك أن النيل الأبيض أنصار وحزب أمة وملتزمون بدستور الحزب لكن قد يكون هنالك خلاف نشأ عقب أحداث المؤتمر العام السابع لكنهم متفقون على ثوابت ومبادئ الحزب.

المصدر: صحيفة الراي العام