المؤتمر السادس لحركة فتح يبقى على عباس رئيسا للحركة
بيت لحم (الضفة الغربية) (رويترز) – أقر المؤتمر السادس لحركة فتح يوم السبت الابقاء على الرئيس محمود عباس قائدا عاما للحركة خلال اليوم الخامس للمؤتمر الذي تشهد اروقته في بيت لحم نقاشات حادة حول عدد من الملفات الساخنة منها خسارة الحركة لغزة الخاضعة لسيطرة حماس.
وقال عثمان ابو غربية رئيس المؤتمر السادس بعد ان اقترح التصويت على الموافقة على ان يكون عباس رئيسا للجنة المركزية “أعتبر هذا الوقوف من الجميع وهذا التصفيق الحاد قبولا للاقتراح بالاجماع.”
ووافق المؤتمر اليوم على زيادة عدد اعضاء اللجنة المركزية من 21 عضوا الى 23 ينتخب المؤتمر منهم 18 فيما يتم تعيين الاربعة الاخرين بتزكية من الرئيس وموافقة اللجنة المركزية الجديدة باغلبية الثلثين ومصادقة المجلس الثوري.
وتمت خلال جلسة يوم السبت الموافقة على الزام الاعضاء الجدد للجنة المركزية التي سيتم انتخابها يوم الاحد كما اشارت العديد من المصادر داخل المؤتمر الى تقديم تقرير حول الذمة المالية للمحكمة الحركية التابعة لحركة فتح فيما بدت محاولة لتجاوز ما يوصف بالفساد المالي في الحركة.
وتسعى فتح الى التخلص من سمعتها فيما يتعلق بالفساد والمحسوبية. لكن الاصلاحيين يقولون إن الحرس القديم الذي شاخ في مناصبه قد تلاعب بالمؤتمر فهناك اتهامات بحدوث شراء للاصوات وبتفشي المحسوبية وتبادل لاحاديث غاضبة خلف الابواب المغلقة.
ودعا عباس في كلمة داخل المؤتمر بعد اقرار بقائه رئيسا للحركة عددا من المرشحين لعضوية المجلسين المركزي والثوري الذين وصل عددهم الى ما يقارب من 700 من بين ما يقارب من 2300 هم اعضاء المؤتمر الى الانسحاب من اجل تقليل العدد كي تسير عملية الانتخاب بسهولة.
اوضح عباس مخاطبا الحضور اثر نقاشات حادة شهدتها الساحة الفلسطينية حول احقية من يكون عضوا في المؤتمر “ليس كل من حضر المؤتمر يستحق وليس كل من لم يحضر لم يستحق.”
ووجه عباس رسالة الى العالم وقال “نريد ان نقول للعالم ان فتح صاحبة المشروع الوطني صاحبة الرؤية الحقيقية الموضوعية.. ايها العالم بدأنا المسيرة بدأنا هذه العقلانية هذه الموضوعية وسنكملها لنصل الى الدولة الفلسطينية المستقلة.”
وقال عباس ” إن فتح رقم صعب لا يقبل القسمة اليوم لدينا انطلاقة جديدة كان البعض يقول انها انتهت عندما كانت تصل الى حافة الهاوية ولكنها كانت تعود اقوى مما هي عليه.”
واضاف عباس في اشارة الى تصريحات فاروق القدومي الرجل الثاني في حركة فتح التي اتهم فيها عباس واخرين بالتامر مع اسرائيل للتخلص من الرئيس الراحل ياسر عرفات “تعرفون ايها الاخوة اننا قبل اقل من شهر كدنا ان نتعرض لعملية انشقاق وكان واضحا ان معالم هذا الانشقاق بدات تتضح والعالم بدأ يحاول ان ينعي فتح ويقول انتهت وانشقت وكبارها اختلفوا وتفرقوا ولكن فتح رقم صعب على القسمة.”
ولكن عباس عاد ودعا القدومي الذي لم يحضر للمشاركة في مؤتمر فتح المنعقد في بيت لحم لرفضه عقد المؤتمر في الاراضي الفلسطينية الخاضعة للاحتلال الاسرائيلي وقال ” نقول لاخانا ابو اللطف (فاروق القدومي) نحن بشر ولكنا نخطئ ونصيب.. انت تبقى اخانا.. عاشت فتح عاشت فلسطين عاشت منظمة التحرير الفلسطينية المجد والخلود للشهداء والتحرير للاسرى.”
وتعاني حركة فتح التي عاشت عقودا تحت ادارة منفردة للراحل ياسر عرفات ويرأسها الان الرئيس محمود عباس من انقسامات داخلية زاد من تعقيدها الخلاف مع حركة حماس. وكان من المفترض أن يطلق المؤتمر العام لحركة فتح وهو الاول منذ عام 1989 تغييرات عن طريق ضخ دماء جديدة في المستوى التنفيذي للحركة وأن يؤسس لقدر أكبر من الشفافية.
ولكنه بدلا من ذلك سلط الضوء بشدة على انقسامات داخلية تعمل فضلا عن تلك التي بين حركة فتح العلمانية وحركة حماس الاسلامية على عرقلة الامال الفلسطينية بانهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية.