قير تور

وقفة العيد

[ALIGN=JUSTIFY]عقلية وقفة العيد كامن فينا حتى النخاع وتطبق بإمتياز على سياسات الدولة…
وبئس عقلية وقفة العيد السودانية.
والعيد مناسبة لا تأتي وهي متخفية داخل ثوب اسود وتسير في الظلام، ولا يمنع نفسها من إستخدام المعادن لئلا تصادفها بعض الرادارت فتصاب بصواريخ موجهة من نوع توما هوك.. ومن الأشياء الثابتة أن مذكرات بعضها حكومية توزع للموظفين تحوي قوائم المناسبات والأعياد الرسمية بالدولة.
ورغم ذلك فإننا نجد الأسر لا تكترث بالعيد إطلاقاً إلا قبل ثلاثة أو يومين من العيد.
وفي تلك اليام يزداد الإزدحام في أماكن بيع طلاء الجدران.
وأمام محل بيع الملابس لا تجد فرصة وضع رجليك وينام بعض الأشخاص في الأسواق قبل يوم واحد فقط من العيد.
ويمكننا إيجاد عذر لأغلب هؤلاء الناس وهم يجهلون قيمة الجاهزية مبكراً قبل زمن كاف من العيد. فمثلاً إذا كنت ناوي تغيير لون سراير المنزل فمن الأفضل لي في الوقت الراهن التفكير في تجهيز الألوان المناسبة وشراء الطلاء لأن ذلك له اشياء تلحق به فالمدام ستقول بأنها تريد ملايات الوانها كذا تتماشى مع لون الحيطة ديك… وكمان حنكتشف إنو نحن محتاجين للديكورات في المكان داك بالوان محددة…. تخيلوا الحاجات دي ممكن تتم في واحد؟.
طبعاً ممكن نقول نعم لأن نساءنا قد تكون غير ملتزمات بكل المكتوب في الدفاتر التي تستخرجها الشركات والمصالح الحكومية.. ولذا فحضرة (كل مدام) تجعل بيتها غرفة عمليات في اليوم السابق لصباح العيد.
والأفضل تسميتها عقلية ست البيت.
وعقلية ست البيت لا نقبلها صراحة في اعمالنا الرسمية لكننا تنطبق علينا ونحن صامتون لا نجرؤ على التفوه بكلمة.
وعندما نقول عقلية ست البيت فليس هذا تقليلاً من شأنها لكن لأن المرأة في بيتنا السوداني لم تتعود عمل جدول مكتوب فيه شكل منظم نعرف فيه بأن يوم كذا يتم تنفيذ كذا وفي شهر كذا يتم الإنتقال إلى النقطة كذا…. المهم ليس هناك منزل نجد فيه كل الأفراد يعرفون ماذا عليهم إنجازه بنهاية العام.
ونظل نعيش هكذا.
والمأساة أن تكون هذه الصورة هي نفسها نموذج قيادة الدولة.
ومن اراد مني البرهان على ما أقول لئلا اكون فاسقاً عند نقلي (النبأ) وإقرأوا معي ما نقلته المركز السوداني للخدمات الصحفية يوم أمس (أصدر د. عبد الحليم المتعافي والي الخرطوم قراراً قضى بتشكيل لجنة برئاسة اللواء محمد أحمد إبراهيم عرديب معتمد الرئاسة لتقوم بزيارة جميع المدارس بولاية الخرطوم بما فيها المدارس الخاصة بهدف الوقوف على أحوال المدارس ميدانياً لمعرفة أوجه القصور) هذا هو المنشور بموقع المركز الألكتروني ونقلته بدون حذف أو إضافة.
والي الخرطوم.. صاحب أهم ولاية سودانية… ينتبه فقط في نهاية شهر يونيو لتحديد أوجه القصور في مدارس الولاية وكأن فتح فتح المدارس امر جاء بدون معرفة مسبقة. والأمر ليس كذلك فقط إنما توحي التحليلات إلى وجود عفريت من الجن يستطيع حل المشاكل التي ستقوم اللجنة بتحديدها.
من ناحيتي سيتغلب على التطفل وإدخال أنفي فيما لا يعنيني وابرع بمشكلة واحدة اضعها امام اللجنة إذا عمل الوالي بجدية فلن تكون هناك مشكلة بعدها: جهزوا المعلم المربي!!.[/ALIGN]

لويل كودو – السوداني-العدد رقم 940- 2008-06-25