محمود الدنعو

مرحلة انعطاف


[JUSTIFY]
مرحلة انعطاف

أعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أن الأزمة المستمرة منذ ثلاثة أعوام دخلت في (مرحلة انعطاف) لصالح النظام. وبحسب وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا)، قال الأسد “هناك مرحلة انعطاف في الأزمة إن كان من الناحية العسكرية والإنجازات المتواصلة التي يحققها الجيش والقوات المسلحة في الحرب ضد الإرهاب، أو من الناحية الاجتماعية من حيث المصالحات الوطنية وتنامي الوعي الشعبي لحقيقة أهداف ما تتعرض له البلاد”.

غض الطرف عن كونه لصالح النظام أم ضده، فإن الانعطاف الذي يتحدث عنه الأسد في سوريا واقع ملموس، ولكن ليس كما يشتهي الأسد الذي استفاد من الانشغال الأميركي والغربي عموما عن الملف السوري في ظل التطورات الراهنة في أوكرانيا التي باعدت كثيرا بين روسيا والولايات المتحدة الراعيتين لمفاوضات جنيف للسلام في سوريا تلك المفاوضات التي توقفت عند الجولة الثانية أواخر يناير الماضي دون التوصل إلى قرارات، على أمل أن تستأنف في المستقبل القريب، ولكن الواقع لا يشير إلى إمكانية العودة إلى طاولة مفاوضات جنيف في القريب الراهن.

ويرجح الكثير من المراقبين أن يظل الملف السوري في حالة الجمود الراهنة ريثما ينجلي غبار المعارك الراهنة بين روسيا والغرب حول أوكرانيا، ويبدو أن الأسد كما أشرنا هو المستفيد الوحيد من اشتعال الأزمة في أوكرانيا، حيث ذكرت صحيفة السفير اللبنانية أن أزمة شبه جزيرة القرم جاءت لصالح الرئيس السوري بشار الأسد، فساعدته في توجيه ضربة جديدة للثوار. ونقلت عن (مصدر من المعارضة) أن الحكومة الأميركية تتحفظ في إيصال شحنات الأسلحة للثوار و”تؤجل أيضا الإعلان عن موقفها السياسي تجاه سوريا تفادياً لتفاقم التوترات مع روسيا”. ويرى جوناثان إيال، مدير الدراسات الدولية في المعهد الملكي البريطاني، أن هذه الرسالة تتناسب مع الأولويات الحالية للغرب. ويضيف في حوار مع موقع دوتش فيلا الألماني: “إن الولايات المتحدة عازمة على إبقاء الإشكالية السورية معزولة عن أزمة العلاقات الروسية-الأميركية”.

وتصبح مرحلة الانعطاف التي أشار إليها الرئيس الأسد أشبه بالمرحلة الراهنة من تجميد الوضع السوري في ظل تراجع الاهتمام الدولي والإقليمي، وليس بعيدا عن الأذهان القمة العربية الأخيرة في الكويت التي فشلت في حسم مسألة من الذي سيشغل مقعد سوريا بالجامعة العربية، هذا التراجع يقرأ مع تقارير استخبارية، نُشرت مؤخرا في العديد من الصحف العالمية، تتحدث عن الأزمة السورية التي تجاوزت عامها الثالث مرشحة لبلوغ السنوات العشر أو يزيد دون أن تجد لها حلا سليما شاملا، وهذا ما يجعل الأسد يتحدث بكل هذه الثقة عن مرحلة انعطاف لصالح النظام على بعد شهرين من الانتخابات الرئاسية في يونيو القادم.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي