أزمة أوكرانيا.. أزمة أوباما
بانتهاء المهلة التي أعطتها الحكومة الأوكرانية لانفصاليين موالين لروسيا لإلقاء سلاحهم وإنهاء سيطرتهم على مبنيين حكوميين، واتهامات الدول الغربية لروسيا بحشد عشرات الآلاف من الجنود المجهزين بشكل جيد قرب الحدود الأوكرانية استعداداً لغزو على غرار ما قامت به في القرم، تدخل الأزمة الأوكرانية مرحلة صعيد جديدة تبدو الأخطر في مواجهات موسكو مع الغرب التي تجاوزت التحركات العسكرية إلى اللعب بأسعار الغاز في مسعى من موسكو لاستخدام كل الأسلحة في المعركة مع الغرب، ولكن وزير مالية ألمانيا فولفغانغ شويبله قال في تصريحات لدوتش فيلا: “على روسيا أن تعلم أن الغرب لا يمكن ابتزازه”.
أزمة أوكرانيا الراهنة تحولت إلى كابوس يطارد الرئيس باراك أوباما في ولايته الثانية التي كان ينوي تكريسها لمواجهة التحديات الداخلية خصوصا الاقتصاد ومشروعه الخاص بالخدمات الصحية، ولكن تصاعد الأحداث في شرق أوكرانيا والتعقيدات والتحديات الروسية على المسألة الأوكرانية سترغم أوباما على إيلاء الأزمة الأوكرانية الاهتمام الأكبر، بل التحرك السريع المنشود لتضييق الخناق على موسكو من خلال المزيد من العقوبات الاقتصادية الرادعة للطموحات الروسية في التهام أوكرانيا على غرار القرم.
صحيفة (وول ستريت جورنال) أشارت إلى أن خط أوباما الأحمر في الأزمة الأوكرانية يتطلب قرارات حاسمة بفرض عقوبات على القطاعات الاقتصادية الرئيسية في روسيا التي حذر أوباما من أنها قد تضر أيضا بالاقتصاد الأمريكي. ولفتت إلى أن أوباما لم يفعل شيئا يذكر لإعداد الأمريكيين لتداعيات المواجهة مع التصعيد من قبل الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين, على الرغم من أن مساعديه قاموا بتحليل الآثار المترتبة على الولايات المتحدة من فرض عقوبات مختلفة على القطاعات الاقتصادية الرئيسية في روسيا وفي الواقع فشل أوباما في الآونة الأخيرة لإبقاء الأزمة الأوكرانية تحت السيطرة.
من جانبها، قالت صحيفة واشنطن تايمز إن السناتور الأميركي جون ماكين شن هجوما لاذعا ضد إدارة الرئيس أوباما بشأن موقفها السلبي من الأزمة الأوكرانية، موضحة أنه اتهم الإدارة بالفشل في دعم أوكرانيا وإخراجها من محنتها. ونسبت الصحيفة إلى السناتور الأميركي قوله إن العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة ودول الغرب على روسيا لا تجدي نفعا، مضيفا أنها لم تثن بوتين عن تنفيذ خططه في المنطقة.
الضغوط التي تواجه أوباما حاليا للتحرك ضد روسيا تترافق مع مساعٍ أوروبية لفرض المزيد من العقوبات، حيث اتفق وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم في بروكسل على توسيع قائمة العقوبات المفروضة على أوكرانيين وروس لدورهم في الأزمة الأوكرانية الراهنة. وقد يقرر الأوروبيون في حال فشل اجتماع جنيف المرتقب الانتقال إلى المرحلة الثالثة من العقوبات، أي عقوبات اقتصادية بحق روسيا.
العالم الآن – صحيفة اليوم التالي