منى سلمان

فاوضني بلا زعل – 1

[ALIGN=CENTER]فاوضني بلا زعل (1) ![/ALIGN] تابعت في الأيام الفائتة عبر المواقع الالكترونية، تفاعلات المشتركين فيها على تداعيات قرار جامعة الخرطوم منع تواجد الطالبات بحرم الجامعة ليلا بعد الساعة السادسة مساء ومنعهن من ارتداء الـ (تي شيرت)، وما تبعه من احتجاج الطالبات ورفعهن شكوى لمدير الجامعة بهذا الخصوص ..
لا أجد أنني أقف إلى جانب أحد طرفي النزاع لأنني أتفهم موقف الطرفين، ولنبدأ بوجهة نظر الطالبات اللاتي دعون لمساواتهن مع الطلاب للاستفادة من المذاكرة المسائية بنوعيها .. القراية (أم حب) على بساط النجيلة الأحمدي مع (الجكس)، والقراية (أم دق) على مقاعد المكتبات، لأن في النوعين من القراية مزايا وإن كرهت إدارة الجامعة !!
أما إعتراضهن على منع الـ (تي شيرت) بحجة أنه تعدي على الحريات الشخصية، وإن الجامعة مؤسسة تعليمية وليست تربوية !!! طبعا علامات الاستفهام أصر على وضعها شاويشي المحتار .. ولكني أخالفه الرأي (كيتا فيهو) واتفهم أيضا اعتراض الطالبات .. قولوا لي ليه قبال تشبوا في حلقي !!
أولا: ناس الإدارة ديل باين عليهم دقّّة قديمة لأنو الـ (تي شيرت) ده خشم بيوت .. مقاسات وخامات والـ(free size) منّو – قطع شك – لو اتلبس مع اسكيرت الجينز يبقى (سُترة وصُلحة) وحجاب عديييل.
ثم تاني يا جماعة الخير: موضة الـ (تي شيرت) خِرِفت من زمااان، وهسي الموضة بقت (تونكّات) ساي .. حقو كان إدارة الجامعة تستعين بـ (صديق) يكون خبير ازياء بناتية قبل اصدار قرارها الفضفاض زي (جناح أم جكو) !
وبعيدا عن الهزار، أجد أن إدارة الجامعة أرادت بمنع دخول الطالبات للجامعة ليلا، قفل باب الشيطان والذرايع مرة واحدة، لمنع الممارسات دعونا نقول – غير المتماشية مع تعاليم ديننا واعراف مجتمعاتنا من خلوات يتيحها ستر الليل وظلامه، ولكن في المقابل كان من الواجب أن تمنع الجنسين، حتى لا يكون الأمر نوع من التميز ضد المرأة أو أن يستقل الطلاب الفرصة للمذاكرة بعيدا عن زوزوة الجكس ومن ثم التفوق عليهن بعد أن ظل التفوق واحراز المراتب الأولى حينا من الزمان حكرا على الجنس الناعم، ضف إلى ذلك أن الغالبية العظمى من الطالبات تسعى للاستذكار وبس ! وليس من العدل أخذهن بجريرة الأقلية .. لكن نقول شنو؟ البلاء عام والرحمة مخصصة.
أما عن قرار ضبط الزي، والاعتراض عليه بأن الجامعة مؤسسة تعليمية وليست تربوية ففيه نوع من مجانبة الصواب، فمن حق أي (مؤسسة) أن تضبط المظهر العام لمنتسبيها بما يتماشى مع الذوق العام، وبما يساعد على اداء وظيفتها بأقل قدر من التشويش، فالبنوك تطلب من موظفيها الالتزام بطريقة معينة من اللبس وبعضها يلزم بزي موحد ومثلها خطوط الطيران وشركات السياحة .. والخ
ومن المعروف أن حريتك تنتهي عندما تتعدى على حرية الاخرين، وذلك التعدي قد يكون في صورة (تي شيرت) مستفز لمشاعر المساكين والمؤلفة قلوبهم من الطلاب، ولعل مشهد جلسة تقطيع نجيلة رومانسية تشكل انتهاكا صارخا لمشاعر الذين يعانون من (الحنانيما) ونقص الحبكانة الحاد .. معليش رجعنا للهزار
وللحقيقة وكما قلت في مادة سابقة فمسئولية مظهر الطالبة العملي الوقور الذي يساعدها على الحركة السهلة والتفرغ للتحصيل، ولا يلهي زملائها الطلاب ويزغلل أعينهم، هي مسئولية تشاركية بين الأسرة وضوابط وقوانين المؤسسات التعليمية، فكما قال شاعرنا (شعب السودان ما بنما)، تعلم بناتنا الطالبات زي جوع بطونهن أن السودان لا يقع في أوروبا، ونحن قوم نعيش في مجتمع تحكمه أعراف وتقاليد وقبلها دين، والمرأة فيه أبنة (محمد أحمد) وبنت أخت (خال فاطنة) وشقيقة (أخو السرة)، فلا يستقيم أن تدعي بأنها حرة نفسها ومافي زول ليهو كلمة عليها.
أما ما أتفق مع الطالبات فيه فهو سوء المعاملة والقسوة غير المبررة التي يلقينها من حرس الجامعات، وهنا أحكي وأقعة لطيفة حدثت معي عندما كنت أعمل بالتدريس بجامعة أم درمان الإسلامية، فقد كنت أسير نحو بوابة (مجمع البنات) عندما كان بالعرضة قبل أن ينتقل للثورة، وكنت وقتها (صغيرة وجاهلة) يصعب تميزي عن طالباتي في الشكل أو اللبس .. فجأة سمعت صوت طالبة يناديني من خلفي:
يا هناية .. أقيفي دقيقة !!
استغربت من حكاية الـ (هناية) وخفت على كرامة الاستاذة المبجلة من (البعترة) فالتفت وسألتها بدهشة:
قاصداني أنا ؟!!

لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com

‫7 تعليقات

  1. عندما كنت أعمل بالتدريس بجامعة أم درمان الإسلامية،انت يا بت سليمان عمرك كام سنة ؟

  2. اختي المنينه يا حليل القراية فعلا طلبة هذا الزمن يحتاجو الي تربية إلامن رحم ربي ؟

  3. اولا لا اجد كلمات اشكرك بهاوانت تنبشين بات الزمن دا البقن لو مصروا فوقن ليمونه مابنبلعن ثم انك فى كل يوم تؤكدى لى وللجميع ان مصيبتنا فى بناتنا وخاصه بنات الزمن دا الواحدا لسانها يقطع المابنقطع ولبسها احسن لسانها قال لى صديق عزيز حضر والده من الشماليه مريضا وعنما قابله فى الموقف وكانت هذه اول زياره له للخرطوم ركب معه فى العربه عدد من طالبات الجامعه بالذى الانتى عارفاه فقال الرجل لابنه انت ياولدى بلدكم دى اصلها كدى ولا جسمكم ما صحيح …… فيااخوانا ختوا الكوره واطا والبسو العبايه وتوب السودان واقروا فى الداخليه اكان ربنا يصلح سوقكم ويفك بورتكم

  4. أولا الشكر أجزله ليك يا رائعة لسلاسة الحديث وأسلوبك المتفرد.

    ثانيا أعتقد أن للحريات حدود وبى صراحة أنحنا تقاليدنا ما بنلعب فيها وما بنجامل. والجامعة عليها الدور الرقابى لكن يا جماعة المسألة مسألة تربية من البيت ولا يستقيم الظل والعود أعوج .يعنى يا جماعة قرارات الجماعة بتيقلا اى كلام فى حالة ترك الحبل على القارب من جانب الاسرة

  5. بت سلمان حمدالله علي السلامه فقدناكي اسبوع كامل ومقالاتك الظربفه
    كنت مبسوط من قلمك النسائي لكن أرجو أن لا تكتبي في موضوع زي دا تاني لأنه السودانيات زي القرود في التقليد بكره أنا خايف من مقالك ده وإنت سيده مؤثره المره تقول عاوزه غرفة نوم براها زي مافي المسلسلات والراجل غرفة نوم براهو ويتفاهموا بالموبايل عند الضروره0
    قالت غرفه خاصه والله دي حكايه وياهو الفاضل كمان سلام000

  6. لك الشكر الاستاذة ةعلى طرقك دوما الى المواضيع البناء التى تخدم مصلحة الفرد والمجتمع لاكن ابشرك ان بنات الزمن دى مامنهم فائدة الا من رحم ربى فبدل الواحدة ماتحترم نفسها وتحترم تعاليم دينها السمحة كثير منهن انهمك فى الانجزاب وراء الحضارات الزائفة التى لاتتناسب مع المجتمع السودانى الذى لازال محافظا وان كان البعض يسمى هذا رجعية لاكن رجعية بلدنا ولاتقدم اوروبا الذى يساوى بين المراة والرجل فى كل شى .

  7. الغالية الأستاذة .. مني
    لك مني الأف التحايا وعميق التشكرات ومتعك الله بالصحة والعافية كما متعتينا وأتحفتينا بمقالاتك الرائعة واللتي أنا من أكثر المعجبين بها ومن المداومين علي قراءتها سواء عن طريق النت أو في صحيفة حكايات … وكثيرا عندما أكون غاضبة أو مستاءة ألجئ إلي صديقتي مقالتك الجميلة وأضحك من أعماقي حتي أن من يرأني يظن أن بي بعض من جنون والعياذ بالله .
    مرة أخري لك كل شكري واحترامي وجميل تحياتي .
    سومة 😉