يوجد عشاء.. بعد اللقاء
ليلة أمس ساهرنا في ميدان الرابطة بحي شمبات العريق.. لقاء جماهيري مفتوح دعا له حزب المؤتمر السوداني المعارض.. الجمهور كثيف.. كثير منهم تكبدوا مشاق الحضور من مسافات بعيدة.. الغالبية الكاسحة شباب.. المرأة بالكاد تُرى.. العدد أكبر من توقعات منظمي الندوة بدليل أن جمهوراً غفيراً ظل واقفاً لعدم توفر مقاعد (رغم كثرتها)..
الشاب خالد من حركة التغيير الآن افتتح الخطابة.. ثم تلته الأستاذة أسماء محمود محمد طه.. وبعدها الأستاذ فاروق أبوعيسى الذي أنهكه الانفعال فلم يستطع إكمال كلمته.. ثم أخيراً الأستاذ إبراهيم الشيخ رئيس حزب المؤتمر السوداني.. وطبعاً الفواصل تحدث فيها مقدمو البرنامج أكثر من الخطباء الذين قدموهم..
جلست في مؤخرة الصفوف لرؤية المشهد كاملاً من أفضل زاوية.. ثم حاولت تحسس رأي بعض الحضور.. كنت أسألهم (ماهو أهم ما في الندوة الجماهيرية).. شد انتباهي بعض الصمت .. قبل أن تأتي الإجابة ( والله.. اهو أخيراً لقينا حريات..!!).
تصوروا.. جمهور يأتي من أقاصي الدنيا.. ليسمع خطاباً معارضاً في أثير مفعم بالهتاف.. ثم تكون خلاصة الرسالة الإعلامية التي تصل إلى الجمهور (أهو في حريات!!!)..
مثل هذه الرسالة الإعلامية تصب مباشرة ليس في ميدان الرابطة بل هناك أمام مطار الخرطوم.. في حزب المؤتمر الوطني..
عندما تقيم المعارضة .. بعد كل هذا الصيام الطويل ندوات.. فلا يخرج منها الجمهور بغير (أهو والله- في حريات!!).. تصبح حصيلة الندوات في ميزان حسنات المؤتمر الوطني.. وهذا هو الفخ الذي لم تتحسب له المعارضة..
والله العظيم لا أريد أن أحبط المعارضة ..خاصة هي في بداية مشوار الحريات.. لكني أسأل بكل براءة.. بالله عليكم لو أعلن الرئيس البشير الليله تنازل حزب المؤتمر الوطني عن السلطة.. وبين ليلة وضحاها انقلب الحال.. تحولت المعارضة إلى حكومة.. وحزب المؤتمر الوطني إلى معارضة.. بالله عليكم أسألكم وأترك الإجابة إلى ضميركم.. إذا جاء حزب المؤتمر الوطني (بعد أن يصبح معارضاً) إلى ميدان الرابطة ليقيم ليلته السياسية الأولى.. هل ستكون كهذه الليالي السياسية؟؟
يا أحزاب المعارضة.. لا تحبطوا الشعب أكثر مما هو محبط.. طالبتم بالحريات.. والندوات الجماهيرية المفتوحة.. لكن الأداء حتى الآن متواضع جداً جداً.. وأخشى أن يأتي يوم تضطر فيه المعارضة لإضافة جملة مهمة لإعلانات الليالي السياسية لجذب الجمهور فتكتب (يوجد عشاء بعد اللقاء..) عندما تكتشف أن الجمهور يفضل النوم مبكراً .. كيف ستحكم البلاد معارضة لا تعرف كيف تعارض..؟؟
أعرف أن كلماتي هذه ستجد انتقاداً شديداً من المعارضة.. لكني أنصحهم بالذي لن يسمعوه من حملة مباخر المجاملة.. وبكل يقين تملق المعارضة.. ليس بأقل سوءاً من تملق الحكومة.. في الحالتين هو نفاق..
يا أحزاب المعارضة.. والله العظيم.. الذي تفعلونه محبط جداً.. نصيحة صادقة لوجه الله (شدوا حيلكم شوية!!)..لا تزال المسافة الفاصلة بينكم وحزب المؤتمر الوطني في الأداء السياسي- كبيرة..!!
والله العظيم بمثل هذا الأداء لو تسلمتم الحكم اليوم.. فإن (الربيع العربي المعكوس!!) لن يتأخر أكثر من شهرين.. فيهتف الشعب (عائد.. عائد يا مؤتمر وطني..)..
والمثل الشعبي يقول (اسمع كلام الببكيك..)!!
حديث المدينة – صحيفة اليوم التالي
[Email]hadeeth.almadina@gmail.com[/Email]
ورينا انت يا ابو العريف انت دايرهم يقولوا شنو فى الندوة .. كلامك الكتبتوا ده اخير منوا سكوت الزين .. انت غير جدير بتقييم عمل الآخرين .. من اقسم بالله كاذبا لكى يفوز بالكعكة كاملة لا يستحق شرف الحديث عن شأن يخص اهل السودان … انت مكانك محجوز مع الخال فى بنبر الكلام الفاضى … قووووووم لف !!!!!