محمود الدنعو

وداعا يا غابو


[JUSTIFY]
وداعا يا غابو

من لم يعترف بفضلة على الأدب العالمي من خلال اجتراح أسلوبه الخاص من خلال (الواقعية السحرية) التي تمظهرت في أمهات الروايات العالمية رواياته “مائة عام من العزلة”، و”خريف البطريرك”، و”الحب في زمن الكوليرا”، و”ليس لدى الكولونيل من يكاتبه”، ومن يعترف بالتتويج على قلوب القراء حول العالم قبل جائزة نوبل للآداب في العام 1982، لا شك أنه سيعترف الآن بأن الأديب العالمي غابرييل غارسيا ماركيز استطاع أن يوجد أمريكا اللاتينية لحظة رحيله عن الدنيا ليل الخميس/ الجمعة عن عمر بلغ 78عاما وشهرة طبقت الآفاق وإرث أدبي كبير، فقد أعلنت كل من المكسيك وكوبا وكولومبيا الحداد 3 أيام على وفاته.

وهذا دليل على أن الرجل قدم لأمريكا اللاتينية الكثير وهذا اعتراف بدور الأديب حينما يتجاوز مجتمعه الصغير ومجاله الوطني إلى الفضاء الإقليمي والعالمي وبالتالي تشاطر كل دول أمريكا اللاتينية كولومبيا هذا الحزن الكبير على رحيل الأديب الذي تبارى في الإشادة بأعماله الأدبية رؤساء الدول والساسة قبل الأدباء فقد ووصفه الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأحد “أعظم الروائيين أصحاب الرؤية في العالم”، موضحا أن ماركيز كان أحد كتابه المفضلين منذ الصغر. بينما قال الرئيس المكسيكي إنريكي بينا نيتو: “نيابة عن شعبنا، أعرب عن حزننا لرحيل أحد أعظم أدباء عصرنا”. واعتبرت رئيسة البرازيل ديلما روسيف أن شخوص رواياته، وما كشف عنه من حياة أميركا اللاتينية الفطرية، علامات محفورة في قلوب وعقول ملايين البشر. وأكد رئيس الإكوادور، رافايل كوريا، أن “غابو رحل وتركنا في سنوات من العزلة”، في إشارة إلى عنوان روايته الأشهر، لكن “أعماله وعشقه للإنسانية سيبقيان.. وداعا حتى النصر يا غابو”.

ماركيز الذي عاش سنوات عمره الأخيرة في العاصمة المكسيكية مكسيكو سيتي سيحرق جسده هناك بناء على وصيته، بينما سيتم دفن رماده في كولومبيا لأنه كولومبي، وأصدرت وزارة الخارجية المكسيكية بيانا أكدت فيه أن المكسيك تنضم إلى الحداد في كولومبيا وبلدان أميركا الجنوبية والعالم كله، حزنًا على وفاة ماركيز.

هكذا تتشاطر دول أمريكا اللاتينية الأحزان في وفاة (غابو) وتتشاطر الاعتراف بهذا الرمز الأدبي الكبير الذي قالت عنه الأكاديمية الملكية السويدية في حيثيات منحه جائزة نوبل في العام 1982: “يقودنا في رواياته وقصصه القصيرة إلى ذلك المكان الغريب الذي تلتقي فيه الأسطورة والواقع”.

في كل أعماله الأدبية التقت الأسطورة بالواقع وانصهرتا معا وظلت أمريكا اللاتينية هي ذلك المكان الغريب حتى في رحيل ماركيز حيث تسابقت دول أمريكا اللاتينية لنيل شرف انتماء هذا الأديب العالمي إليها، فقد كان واقعيا وأسطوريا حتى في جنازته التي تمتد مراسمها من المكسيك حيث يحرق وكولومبيا حيث يدفن.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي