عالمية

بعد ان وقعت قبل ايام ضحية خطا في الترجمة بالكونغو.. كلينتون تواجه انتقادات اثر تصريحات في نيجيريا

يبدو ان الاخطاء تلاحق جولة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الى افريقيا. اذ باتت كلينتون التي تقوم باول جولة في افريقيا منذ تسلمها مهامها في كانون الثاني/يناير الماضي تواجه موجة من الانتقادات بعد ان ارتكبت اخطاء عدة ابتداء من الكونغو وانتهاء بنيجيريا المحطة الخامسة من جولتها الى افريقيا التي تشمل سبع دول. وقد شبهت كلنتون خلال تصريحات في نيجيريا امس النظام الديمقراطي الاميركي بالنظام السياسي في ابوجا، وقالت ان نيجريا واجهت مشاكل خلال الحملات الانتخابية مؤكدة ان هذا يحصل ايضا في اميركا اذ ذكرت بعملية اعادة تعداد الاصوات في ولاية فلوريدا عام 2000، موجهة انتقادات الى جيب بوش حاكم ولاية فلوريدا في ذلك وقت، وشقيق الرئيس الاسبق جورج بوش.

الحزب الجمهوري شجب تصريحات كلينتون موجها انتقادات لها لتشبيها النظام السياسي في اميركا بنظام نيجيريا ولتوجيهها انتقادا لمسؤول حكومي خلال رحلة خارجية. واعتبر الحزب ان رحلة كلينتون كانت مليئة بالاخطاء داعيا وزيرة الخارجية الى السفر اكثر الى افريقيا. الا ان متحدث باسم الحزب الجمهوري اكد ان كلينتون لم ترتكب اي خطا فهي لم تقل سوى الحقيقة.

وكانت كلينتون دعت سلطات نيجيريا في تصريحات إلى إبداء حزم وصرامة إزاء الفساد، وإلى العمل على تعزيز الديمقراطية. كما عرضت مساعدة الولايات المتحدة من أجل إجراء تعديلات على النظام الانتخابي في نيجيريا. وأثنت كذلك على الرئيس النيجيري عمر ياردوا للعفو الذي أصدره في حق المجموعات المسلحة التي شنت هجمات في دلتا النيجر. الا انها اعتبرت ان الديمقراطية في اميركا في طور التطور وذكرت بانتخابات عام 2000 واللبس الذي حصل في فلوريدا وقالت ” نحن ايضا لدينا مشاكل”.

الخطا الذي ارتكبته كلنتون هو الثاني خلال جولتها اذ كانت قبل ايام وقعت ضحية خطا في الترجمة. وانفجرت كلينتون الاثنين غاضبة أمام سؤال أثاره أحد الطلاب الكونغوليين الجامعيين، يعتقد أن المترجم أخطأ في صياغته وترجمته، وقالت “سأقول لك رأيي.. أنا لن أصبح امتداداً لزوجي.”

ويبدو أن اللحظة التي انفجرت كلينتون غاضبة جاءت أثناء حوار لها مع طلبة إحدى الجامعات الكونغولية في العاصمة كينشاسا.

فقد وقف أحد الطلاب ليطرح سؤالاً على كلينتون بشأن التعاقدات المالية الصينية مع الكونغو، وسألها عن رأي الرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن هذه الصفقات، غير أن الصحافيين المرافقين لها والذين كانوا داخل القاعة أوضحوا أن المترجم أخطأ عندما استبدل اسم أوباما باسم بيل كلينتون، الرئيس الأميركي الأسبق وزوج هيلاري.

وبدهشة بالغة، أجابت كلينتون بحدة عندما سمعت ترجمة السؤال: “أتريد معرفة رأي زوجي؟ إن زوجي ليس وزيراً للخارجية، بل أنا.. أتريد معرفة رأيي، حسناً سأقول لك رأيي.. أنا لن أكون امتداداً لزوجي.”

وفي مقر وزارة الخارجية الأميركية، قال مساعد الوزيرة، بي جاي كراولي، إن السؤال الذي سمعته “يثير الأعصاب”، فهو يتعلق برأيها في أمر بدا وكأنها ليس مهتمة بقدر اهتمام زوجها.

وأوضح كراولي لـCNN ان الرد يتوافق مع السؤال الذي سمعته، ولكن بصرف النظر عن الخطأ الذي يمكن أن يكون المترجم الفوري قد ارتكبه “فإنه لا يمكنك فصل السؤال عن المشهد الكلي.”

وأوضح أن كلينتون تحدثت لاحقاً إلى الطالب الذي طرح السؤال “المثير للغضب”، مشيراً إلى أنهما توصلا على ما يبدو إلى تفاهم حول الحادثة.

وكانت اعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاربعاء ان الفساد في نيجيريا يقوض شرعية الحكومة ويضر بتطلعاتها على الساحة الدولية، عارضة دعم واشنطن لاعادة السلام الى منطقة الجنوب النفطية، وقالت كلينتون خلال زيارتها الى ابوجا في المحطة الخامسة من جولتها الافريقية انها اجرت محادثات “ممتازة” مع الرئيس النيجيري عمر يار ادوا حول تطوير دور نيجيريا في المنطقة والعالم.

لكنها اعتبرت خلال ندوة عامة ان هذا البلد وهو الاكبر عددا سكانيا في افريقيا، يعاني من “فشله في استخدام الثروات التي منحكم اياها الله لضمان الرفاهية للشعب”، وقالت ان “انعدام الشفافية والمحاسبة قوض شرعية الحكومة وساهم في ظهور مجموعات عنيفة ترفض سلطة الدولة”. وقاطعت تصفيق الجمهور موضحة ان الولايات المتحدة ساندت انضمام نيجيريا الى مجموعة العشرين ولكنها ترددت في ذلك بسبب مستوى الفساد المتفشي في البلاد.

واستشهدت بتقرير للبنك الدولي مشيرة الى ان الفساد كلف نيجيريا حوالى 300 مليار دولار خلال العقود الثلاثة الاخيرة. وتأتي رسالة كلينتون بعد شهر على الرسالة التي وجهها الرئيس الاميركي باراك اوباما خلال زيارته الى غانا ودعا فيها افريقيا الى تولي مصيرها ولا سيما عبر مكافحة الممارسات غير الديموقراطية.

كذلك اعتبرت كلينتون ان واشنطن ترى في نيجيريا “صديقة وحليفة وشريكة في مجالات كثيرة” واثنت على جهود هذا البلد من اجل احلال السلام في ليبيريا.

من جهته قال وزير الخارجية النيجيري اوجو مادويكوي ان كلينتون ويار ادوا اعربا عن عزمهما على تطوير “علاقة خاصة” بين البلدين. وكان افاد في وقت سابق ان بلاده ترحب بالانتقادات الاميركية الودية، مشيرا الى ان الفساد في بلاده ليس ناتجا عن غياب الارادة لدى نيجيريا التي تسعى جاهدة لتطوير قدراتها.

واعرب مادويكوي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته الاميركية عن امله بان يتيح العفو الرئاسي الذي عرض على المجموعات المسلحة في دلتا النيجر المطالبة بتوزيع اكثر انصافا للثروات النفطية، عودة السلام الى المنطقة قبل نهاية السنة.

واعلنت كلينتون ان واشنطن مستعدة لمساعدة نيجيريا في جهودها من اجل اعادة السلام الى منطقة الدلتا حيث ادت هجمات متواصلة على المنشآت النفطية الى تراجع كبير في الانتاج النفطي في البلاد، واضافت انه لم يتم اتخاذ اي قرار لكن جيشي البلدين سيتشاوران لتحديد نوع الدعم الذي يمكن لواشنطن تقديمه. ونيجيريا هي المصدر الاول للنفط الى الولايات المتحدة.

وتطرقت كلينتون الى موضوع اخر اساسي في نيجيريا وهو التعايش بين مسيحيي الجنوب ومسلمي الشمال فالتقت 17 رجل دين بمناسبة طاولة مستديرة افتتحت بصلاة اسلامية واختتمت بصلاة مسيحية، وتشهد البلاد بانتظام اعمال عنف دينية وقد وقعت مواجهات في تموز/يوليو بين قوات الامن واسلاميين مؤيدين لحركة طالبان تسببت بسقوط ما يزيد عن 800 قتيل.

المصدر :ايلاف