محمود الدنعو

انتخابات العراق.. قبل وتفجيرات


[JUSTIFY]
انتخابات العراق.. قبل وتفجيرات

من سوريا إلى العراق إلى مصر إلى موريتانيا، تشهد البلدان العربية حراكاً انتخابياً واسعاً، يتنوع بين انتخابات رئاسية ومحلية وبرلمانية، ولكن النظام بينها جميعا أنها تجرى تحت ظروف غير مواتية للممارسة الديمقراطية، حيث يغيب الاستقرار السياسي والأمني الذي يمكن خلاله إجراء الانتخابات.
بالأمس تناولنا الحالة السورية وأطلقنا عليها (مسرح الرجل الواحد) باعتبار أن بشار الأسد هو الأوفر حظا، ولن نذهب بعيدا عن سوريا، حيث تستعد العراق للانتخابات البرلمانية المقررة في الثلاثين من الشهر الجاري، وهي كما الانتخابات السورية تجرى تحت ظلال سيوف العنف الطائفي الذي يذكى أواره التسابق في الانتخابات التي يعول عليها رئيس الوزراء نوري المالكي كثيرا للحصول على ولاية جديدة عنوانها الأبرز المواجهات الراهنة في محافظة الأنبار بين القوات الحكومية الداعمة للمالكي وعشائر الأنبار السنية التي تصفها حكومة المالكي بالجماعات الإرهابية المرتبطة بالقاعدة، وتجد سياسات المالكي الاقصائية الدعم من الولايات المتحدة الأمريكية إيران الحليف الرئيس للمالكي في المنطقة.
التفجيرات والاغتيالات والاختطاف أصبحت من يوميات العراقيين منذ الاحتلال الأمريكي في العام 2003، وتشكل الانتخابات التي تجرى على أسس وفي ظروف غير مواتية مواسم جيدة للتفجيرات التي تسبق وترافق العملية الانتخابية، وقبل أسبوع تقريبا من العملية الانتخابية.
شهد العراق تفجير خمس سيارات مفخخة ووقوع عدد من الهجمات في مناطق مختلفة من العراق يوم الاثنين، ما أسفر عن سقوط 25 قتيلا على الأقل وعشرات الجرحى من المدنيين والعسكريين.
المراقبون لتطورات الأوضاع بالعراق يتوقعون تصاعدا في معدل التفجيرات وأعمال العنف خلال الأيام القليلة القادمة، وخصوصا أثناء عملية الاقتراع في الانتخابات التي يتطلع إليها الجميع في وضع حدٍّ لتصاعد العنف الطائفي بين متفائلين بإسقاط المالكي في الانتخابات وبين واقعيين يرون أنه في حال فاز فربما يهدأ قليلا من الحملة العسكرية ضد المحافظات ذات الأغلبية السنية التي رسم الاحتلال الأمريكي والحكومات التي تلته نظاما سياسيا قائما على المحاصصة الطائفية لإبعادهم من مفاصل الدولة العراقية.
ليس العنف وحده المهدد لقيام عملية انتخابية في العراق تتمتع بمصداقية دولية، فإن الشعب المطلوب منه المشاركة في هذه العملية لم تتح له الفرصة كافية للتشبع بثقافة العملية الانتخابية، حيث تنشغل وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بظاهرة غريبة تواجه النساء المرشحات، وهي قيام بعض الشبان بتمزيق صورهن أو تقبيلها علنا ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي. ووصفت مفوضية الانتخابات تلك الحالات بأنها غير المتحضرة التي تتعرض لها صور وإعلانات المرشحات في بعض الأماكن” وتضيف المفوضية بأنها “تعد ذلك الأمر خرقا وتجاوزا على نظام الحملات الانتخابية وستتخذ بحق المخالفين، ومن يثبت تورطه في هذه الأفعال المشينة العقوبات التي نص عليها القانون.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي