محمود الدنعو

أزمة مصالحة أم مفاوضات؟

[JUSTIFY]
أزمة مصالحة أم مفاوضات؟

اعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أمس الجمعة، قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس تحقيق المصالحة مع حركة حماس “غير مفيد”، وذلك بعد يوم واحد من إعلان إسرائيل أنها ستوقف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، بعد التوصل إلى اتفاق مصالحة بين منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة. وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “قرر مجلس الوزراء بالإجماع أن الحكومة الإسرائيلية لن تتفاوض مع حكومة فلسطينية مدعومة من حماس، وهي منظمة إرهابية تدعو إلى تدمير إسرائيل”.
الموقفان الأمريكي والإسرائيلي المتناغمان كالعادة لا ينمان عن حرص على مفاضات السلام المتعثرة أصلا بين الإسرائيليين والفلسطينيين كما يوحيان بذلك وإنما يعبران عن سعي الولايات المتحدة الراعي الرسمي للمفاوضات وإسرائيل الطرف المتنعت خلالها إلى كبش فداء يحملانه مسؤولية فشل المفاوضات وإن لم تتم المصالحة الوطنية الفلسطينية التي طال انتظارها لما عجزت واشنطون وتل أبيب في إيجاد مبرر يحملان من خلاله الطرف الفلسطيني مسؤولية فشل المفاوضات.
لو أن الولايات المتحدة حريصة فعلا على المفاوضات لكان الأجدر بها أن تتخذ ذات الموقف الذي عبر عنه الاتحاد الأوروبي الذي رحب بالمصالحة الفلسطينية، إلا أنه لفت إلى أن الأولوية هي مواصلة مفاوضات السلام. وقال متحدث باسم الجهاز الدبلوماسي للاتحاد الأوروبي: “إذا كانت المصالحة (الفلسطينية) خطوة مهمة نحو حل الدولتين، فإن الأولوية تبقى مواصلة المحادثات” بين الإسرائيليين والفلسطينيين، التي استؤنفت في يوليو 2013 برعاية الولايات المتحدة. من جهتها، أعلنت فرنسا أنها مستعدة للعمل مع حكومة وحدة فلسطينية إذا رفضت اللجوء إلى العنف ودعمت عملية السلام مع إسرائيل، كما رحبت تركيا بالاتفاق وأشاد به الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني، كما رحب به أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، والرئيس التونسي المنصف المرزوقي.
المتابع لمسار التفاوض بين الطرفين يلاحظ أن المفاوضات كانت على وشك الانهيار قبل التاسع والعشرين من أبريل الجاري الموعد النهائي الذي ضربته الولايات المتحدة الراعية لهذه المفاوضات وكان المتوقع تمديدها، وبالتالي فالحديث عن أن المصالحة الوطنية الفلسطينية هي التي تسببت في انهيار العملية السلمية حديث يجافي الواقع والحقيقة خصوصا وأن إسرائيل نفسها كانت في السابق تتحدث عن أن غياب الوحدة الوطنية الفلسطينية سبب في ضعف الشريك الفلسطيني في عملية السلام وكانت هناك مبادرات عدة لإعادة اللحمة الفلسطينية جرت من أطراف إقليمية في وقت كانت مفاوضات السلام تجرى بين الطرفين فما الذي يجعل المصالحة التي كانت مطلبا لإكمال عملية السلام معطلا ومعوقا أمامها هذه المرة؟

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي