عالمية

الرئيس الفلسطيني: المحادثات هي الطريق الوحيد وليس “المقاومة”


رام الله (الضفة الغربية) (رويترز) – قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الاثنين ان طريق المفاوضات هو الطريق الوحيد الذي يريد ان يسلكه للوصول الى اقامة الدولة الفلسطينية مؤكدا على عدم اللجوء الى العنف بعد ان أيدت حركة فتح التي يتزعمها خيار “المقاومة” ضد الاحتلال الاسرائيلي.

وقال عباس في اجتماع للحكومة الفلسطينية “نحن طلاب سلام. نحن نقول الطريق الاساسي والوحيد هو طريق السلام والمفاوضات. ليس لدينا اي طريق اخر ولا نريد ان نستعمل اي طريق. نريد سلاما مبنيا على العدل والشرعية الدولية من خلال طاولة المفاوضات ومن خلال القوانين الدولية ومن اسسها خطة خارطة الطريق.”

وكان هذا هو أول اجتماع للحكومة منذ ان عقدت حركة فتح التي يرأسها عباس مؤتمرا هذا الشهر والذي أكد خلاله مجددا على خيار “المقاومة” الفلسطيني ضد الاحتلال الاسرائيلي في الضفة الغربية.

ولم يقدم عباس تعريفا للمقاومة لكنه أعطى مثالا بالعصيان المدني. وقال ان الارهاب له اثار عكسية.

لكن اللغة التي استخدمت في الوثيقة الخاصة بالسياسات جلبت انتقادات من اسرائيل التي انتهجت طريق مفاوضات السلام مع عباس الى ان تعثرت المحادثات منذ نحو عام والتي تتوقع منه ان يستأنف المحادثات في المستقبل القريب.

ويرى محللون ان عباس يقوم بدور موازن سياسيا مع الغرب واسرائيل وفصائل داخل الحركة التي يتزعمها.

وقال المحلل السياسي هاني المصري “عباس يريد امتصاص الغضب الامريكي والاسرائيلي بعد المؤتمر السادس لحركة فتح.”

وأضاف “يريد ان يؤكد انه لم يتغير شيء بعد المؤتمر وانه (عباس) يسير بنفس الطريق (المفاوضات).”

وقال المحلل باسم الزيدي الباحث بجامعة بير زيت ان “حديث عباس عن المقاومة في المؤتمر السادس كان لارضاء جميع الاطراف ومن اجل الحصول على الشرعية.”

وأضاف “عباس يريد ان يؤكد للجميع وأعتقد انه نجح في ذلك ان طريقه هو طريق المفاوضات. لقد لعب الموضوع بشكل سياسي من الطراز الاول ولحن على عزف سياسي مقبول في مؤتمر فتح.”

ومؤتمر فتح الذي عقد في بيت لحم كان الاول في 20 عاما والاول بدون الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي يهيمن على الاجراءات.

وقال معلقون فلسطينيون ان عباس حصل على دعم من خلال انتخاب افراد ينتمون لجيل الشباب في اللجنة التنفيذية.

وقال المحللون ان عباس قد يواجه مشاكل في اللجنة المركزية لحركة فتح في المستقبل اذا رأت انه يستبعد خيار “المقاومة” تماما.

وانتقد بعض المعلقين العرب مؤتمر فتح لانه قلل فاعلية حركة الاستقلال الفلسطيني.

وقال مؤمن بسيسو المعلق بقناة الجزيرة الاخبارية “دون مبالغة يمكن التأكيد أن الضياع السياسي شكل أولى النتائج التي خرج بها مؤتمر فتح وأن فتح ما بعد مؤتمرها السادس قد أضحت رهينة مطلقة للموقف السياسي الدولي الممالىء للموقف السياسي الاسرائيلي.”

واضاف “فما من تفسير اخر لاصرار عباس على الاستمرار في تبني خط المفاوضات بلا حدود دون أي مراجعة حقيقية.”

وتعثرت محادثات السلام في نوفمبر تشرين الثاني وتوقفت منذ مارس اذار عندما تولت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ذات الانتماءات اليمينية السلطة.

وقال عباس في بيانه يوم الاثنين انه يجب على اسرائيل ان توقف النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية بجميع اشكاله واذا فعلت ذلك فان محادثات السلام ستستأنف.

وقاوم نتنياهو تجميد الاستيطان مثلما تنص على ذلك “خارطة الطريق” للسلام التي تدعمها الولايات المتحدة والتي اعلنت في عام 2003 .

وقال عباس “اذا اردنا ان نعود الى المفاوضات ان نعود من حيث انتهينا” مشيرا الى انه لن يكون هناك تراجع عن المواقف التي تم بالفعل التفاوض عليها مع حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود اولمرت.