جولة كيري الأفريقية
يبدأ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، جولة أفريقية، الثلاثاء المقبل، تشمل إثيوبيا والكونغو الديمقراطية وأنغولا، وتستغرق سبعة أيام، وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان لها: إن “كيري سيبحث مع قادة الدول الثلاث سبل تعزيز التجارة والاستثمار والشراكة في أفريقيا، وستركز مباحثاته على تعزيز السلام والأمن واحترام حقوق الإنسان في المنطقة، وكذلك تدعيم المجتمع المدني وقادة الشباب الأفارقة الذين يسهمون في صياغة مستقبل بلادهم”.
منذ أن تولى وزارة الخارجية في مستهل الولاية الثانية لأوباما خلفا لهيلاري كيلينتون ظل جون كيري منشغلا بملفي التفاوض الفلسطيني الإسرائيلي والأزمة سوريا ثم أخيرا الأزمة الأوكرانية، وظل أقل وزراء الخارجية الأمريكيين انخراطا في المسائل الأفريقية رغم أن عتابا بل هجوما صريحا قد وجهه الأفارقة للرئيس الأمريكي باراك أوباما ابن القارة الأفريقية بأنه تجاهل القارة الأفريقية خلال الولاية الأولى، وتأمل الأفارقة في ولايته الثانية أن يضع القارة في طليعة اهتمامات السياسة الخارجية الأمريكية، ولكن مع الاقتراب من انتصاف الولاية الثانية لا يزال انخراط أوباما في شؤون وشجون القارة أقل من الطموح الأفريقي والأمريكي، على حد سواء.
جولة كيري هذا الأسبوع تأتي في إطار التفاتة ولو متأخرة – للقارة الأفريقية من إدارة الرئيس أوباما، وهي جولة بحسب بيان الخارجية الأمريكية تبدو في ظاهرها اقتصادية وسياسية، ولكن الشاخص في المحطات التي سيتوقف عندها أوباما وما جاورها، والظروف التي تمر بها بلدان المحطات والبلدان المجاورة لها، يجد أن ملف الأمن والاستقرار سيأخذ الحيز الأكبر من النقاشات خلال جولة كيري.
محطة كيري الأولى ستكون العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، وسيلتقي رئيس الوزراء الإثيوبي، هيلي ماريام ديسالين، ووزير خارجيته، تيدروس أدهانوم، ويوتقع أن يسيطر الوضع في جنوب السودان على المباحثات ليس فقط كون أديس أبابا مقر التفاوض بين أطراف الصراع في جنوب السودان تلك المفاوضات التي أعلنت مجموعة الإيقاد الراعي الرسمي استئنافها بالتزامن مع الزيارة، ولكن لأن الإدارة الأمريكية منشغلة بمتابعة تطورات الأحداث في الجنوب، حيث ناشد كيري في اتصال هاتفي رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت العمل على وقف الاشتباكات المسلحة هناك التي أسفرت عن مجازر في صفوف المدنيين العزل في مدينة بانتيو، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جين بساكي في بيان أصدرته أمس أن كيري رحب بقرار الحكومة في جوبا إطلاق سراح أربعة مسؤولين سياسيين اعتقلوا منذ ديسمبر الماضي.
المحطة الثانية لكيري وهي (كنشاسا)، عاصمة الكونغو الديمقراطية التي سيلتقي خلالها الرئيس جوزيف كابيلا، كذلك ستكون مكرسة لبحث ترتيبات كبح جماح المجموعات المسلحة في المنطقة كشرط استباقي لإمكانية إرساء الديمقراطية في منطقة البحيرات.
العالم الآن – صحيفة اليوم التالي