الصادق الرزيقي

الرجوع إلى نقطة الصفر

[JUSTIFY]
الرجوع إلى نقطة الصفر

< تعود مفاوضات أديس إلى نقطة الصفر من جديد، بعد تعنت وفد الحركة الشعبية قطاع الشمال وتراجعه عن كل تعهداته والتزاماته الواجبة تجاه ورقة الآلية الإفريقية رفيعة المستوى التي قدمت في «18» فبراير 2014م، وكما جاءت التوقعات فإن وفد الحركة الشعبية شمال لا يملك زمام أمره ولا إرادة له، وكل ما يفعله هو المفاوضات وإدخالها في صحراء التيه حتى لا تصل إلى نتيجة، وهذا ما تريده قوى دولية لا تحبذ حصول السودان على السلام والاستقرار في الوقت الراهن. < وبقدرما بحثنا عن سبب يجعل قطاع الشمال في الحركة الشعبية يتلكأ ويتراجع عن أي تعهد والتزام.. فإننا لم نجد شيئاً من ذلك.. فحتى اللحظة لم يقدم رده على الورقة التوفيقية للآلية التي قدمت في نهاية الجولة الأولى ولم تقدم في الجولة الثانية، وفي هذه الجولة سعت الوساطة بعد تدخل أطراف عديدة إلى وضع أجندة للتفاوض ففشلت، ثم عملت جاهدة لوضع اتفاق إطاري بين الطرفين ووافق الوفد الحكومي، وجرت مناقشات طويلة لمدة «72» ساعة، لكن في النهاية أعلن قطاع الشمال أنه مع وضع مقترحات للاتفاق الإطاري وليس الاتفاق الإطاري. < ولا الحكومة ولا الآلية الإفريقية رفيعة المستوى بقيادة ثامبو أمبيكي، تستطيعان التعامل مع هذا الاستهتار واللامبالاة التي يتعامل بها قطاع الشمال مع هذه القضية، فرئيس وفد قطاع الشمال يريد التلاعب بالوقت فليس لديه ما يخسره، فهو مستفيد من الحرب والنزاع وأجواء الصراع، فبسبب الحرب اغتنى عرمان ومالك عقار والحلو وانتفخت حساباتهم في الخارج واكتنزت جيوبهم وأوداجهم من ريع الحرب التي يقودونها، وهناك جهات دولية تدفع بسخاء وأعداء للسودان لا يتوقفون عن إغراقه في أتون الحروب والحرائق، وليست هناك بيادق للحرب أفضل من قطاع الشمال في الحركة الشعبية وما يسمى الجبهة الثورية المتمردة. < فالحكومة لا تستطيع تغيير منهج وطريقة الآلية الإفريقية وسكرتاريتها التي تتعامل بتساهل مخل وفاضح مع قطاع الشمال، لكن الحكومة بإمكانها أن تفرض مسار التفاوض الذي تريد إذا اتخذت مواقف قوية وحاسمة بأنها لن تفاوض إلى ما لا نهاية، ويجب أن يتم التقيد بالقيد الزمني للمفاوضات وتحميل الطرف الذي يسعى لتعقيدها وتعطيلها المسؤولية كاملة، فإذا كانت الآلية الإفريقية تعلم علم اليقين أن قطاع الشمال يمارس لعبة فيها من العبث والتسويف ما يجعل المفاوضات لا تتقدم وتراوح مكانها، فعليها أن تحسم هذه التباطؤ والتلكؤ وتلزم الطرف المتعنت بخريطة الطريق التي أعدتها في «18» فبراير 2014م، وأن تتخذ من التدابير والإجراءات حياله برفع ما تتوصل إليه في تقريرها لمجلس السلم والأمن الإفريقي. < وينبغي على الوساطة أيضاً لضمان نجاح المفاوضات أن تنقلها من مكانها الحالي، وعدم إتاحة الفرص لمبعوثي الدول الغربية وبعض الداسين أنوفهم في شؤون السودان للتأثير في سير التفاوض وحجب تدخلاتهم المباشرة، وسبق أن نقلت الإيقاد مفاوضات طرفي النزاع في جنوب السودان إلى خارج أديس أبابا، ومنعت وجود أي أطراف أخرى في أروقة المفاوضات حتى توفر جواً آمناً للتفاوض مع تقييد الاتصالات الهاتفية. < فسبب بطء تقدم هذه الجولة من المفاوضات بين طرفي النزاع في السودان حول المنطقتين جنوب كردفان والنيل الأزرق، هو التدخلات الخارجية وتكاثف التأثير الأجنبي في ما يجري على الطاولة وبعيداً عنها. < وطبعاً إذا عُرف السبب بطل العجب، فمنذ الجولة الأولى في فبراير الماضي، كانت أطراف دولية كبرى توعز لقطاع الشمال بالحركة الشعبية ووفده أن الحكومة في الخرطوم ستسقط خلال ثلاثة أو أربعة أشهر تحت ضغط الوضع الاقتصادي المرير والتوترات المسلحة في دارفور التي ستعطي المجتمع الدولي مبرراً للتدخل وعوامل أخرى، ورَكن قطاع الشمال إلى هذه النصيحة الكاذبة فأصرَّ على مواقفه، وسعى لتعطيل التفاوض حتى يعطي فرصة للعوامل الأخرى أن تعمل.. لكنهم يمكرون.. ويمكر الله والله خير الماكرين. [/JUSTIFY][/SIZE]أما قبل - الصادق الرزيقي صحيفة الإنتباهة

تعليق واحد