الخرطوم تكرم وفادة مقديشو
استقبلت الخرطوم هذا الأسبوع وزير الدفاع الصومالي محمد شيخ حسن والمنتخب الصومالي الشاب لكرة القدم وأكرمت وفادتهم جميعا الوزير باتفاق للتعاون المشترك خصوصا في مجال التدريب وتأهيل وبناء القوات المسلحة الصومالية، ومن جهة أخرى أكرم المنتخب السوداني الشاب وفادة ضيفه الصومالي بسداسية نظيفة ضمن مباريات الدور التمهيدي في التصفيات المؤهلة لبطولة كأس الأمم الأفريقية للشباب، والتي كان من المفترض أن تقام على نظام الذهاب والإياب أن مباراة السودان والصومال أقيمت من دور واحد، بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في الصومال، وهو ذات السبب الذي أتى بوزير دفاع الصومال إلى السودان يطلب المساعدة لتحسين الأوضاع الأمنية.
الوضع الأمني في الصومال يشهد تدهورا مريعا منذ العام 1991 سقوط آخر حكومة مركزية بالبلاد، والدخول في حالة من الفوضى الأمنية والسياسية أحالت الصومال إلى دولة من القرون الوسطى من يملك السلاح يملك تفوضيا بقوة السلاح لفعل ما يريد دون رادع من القانون لغياب مؤسسات القانون ودون وازع وطني أو أخلاقي لعودة الناس إلى التمترس خلف العشائر بدلا عن الدولة الوطنية الجامعة، يضاف إلى ذلك أن مناخ الفوضى والانفلات الأمني جعل الصومال منطقة جذب للجماعات الإرهابية من مختلف مناطق العالم وساحة للمخابرات الدولية وقراصنة السفن، فتشابكت المصالح بين مختلف الجهات وأفضت إلى استطالة أمد حالة (اللادولة) الراهنة بالصومال.
الأسبوع المنصرم شهدت العاصمة مقديشو فعاليات المؤتمر الوطني للأمن الذي أوصى بتعزيز الجهود الرامية إلى خلق جو يسوده الأمن والاستقرار في ربوع البلاد، وإلى تسريع المصادقة على قانون لمكافحة الإرهاب قدمته الحكومة الفيدرالية، بمراجعة التشريعات المنظمة لشركات الأمن الخاصة ومراقبة نشاطاتها وأفرادها، ووضع إستراتيجية عامة تقوم على الحاجة الأمنية للبلاد وتتفق مع التطورات السياسية.
ولعل زيارة الوزير الصومالي للخرطوم التي جاءت في أعقاب المؤتمر بداية التنفيذ لتوصياته من خلال الاستعانة بالأصدقاء من أجل إعادة بناء قوات نظامية تستطيع ضبط الأمن والنظام بدلا عن القوات الأفريقية التي تتعرض لهجمات من جماعة الشباب الصومالي والمجموعات المسلحة الأخرى في الصومال بدعوى أنها قوات أجنبية غازية للتراب الصومالي، وصعدت حركة الشباب مؤخرا من عملياتها داخل العاصمة مقديشو بعد أن تبنت الأسبوع الماضي مقتل عضو البرلمان عبدالعزيز إسحق مرسل في حادثة تأتي بعد أقل من 24 ساعة على مقتل عضو البرلمان الآخر إسحق محمد علي، وتبنت الحركة هاتين العمليتين.
ومع وقع هذه التفجيرات لا يزال هناك تفاؤل بغد أفضل في الصومال في ظل وجود مؤسسات الحكم المدني، فبعد عمليتي قتل أعضاء البرلمان استوجب البرلمان وزير الأمن الداخلي الذي طلب من البرلمان الموافقة فورا على مشروع قانون مكافحة الإرهاب لتسهيل مؤسسات الأمن من أداء المهام.
العالم الآن – صحيفة اليوم التالي