ضوء.. في آخر النفق
حسب المعلومات التي نقلها لي الأخ مزمل أبو القاسم، رئيس تحرير صحيفة (اليوم التالي) أمس، حينما كان في أديس أبابا، لتغطية مفاوضات قطاع الشمال مع الحكومة.. إنه لولا المجهود الخارق الذي بذله البروفيسور إبراهيم غندور لانهارت المفاوضات.. وتلاشى حلم الوصول إلى إنهاء الحرب.
مزمل قال لي إنّ غندور ظل مستميتاً حتى آخر قطرة من عمر جولة المفاوضات ليضمن الوصول إلى اتفاق ينهي الحرب.. رغم أنف أجواء العناد التي كادت تعصف بالمفاوضات.. ويبدو أن غالبية الصحف السودانية أمس استقت معلومات خطأ، من مصادر خطأ، فاستعجلت انهيار المفاوضات.. مما بثّ مزيداً من الإحباط في الشعب المحبط أصلاً.
سيعاود الطرفان التفاوض بعد أسبوعين.. بأمل كبير أن تكون الجولة الأخيرة.. فإذا أنعم الله عليهما بالتراضي، وتوقّف دويّ المدافع، وصريخ الرصاص في جنوب كردفان.. فإنّ ذلك يعزّز فرص السلام في دارفور أيضاً.. خاصة بعد التصريحات المتكررة التي أدلى بها الدكتور جبريل إبراهيم، زعيم حركة العدل والمساواة؛ التي تمنّى فيها السلام.. والجائزة التي ستحصل عليها الحكومة قبل الشعب إذا توقفت الحرب في الأقاليم الثلاثة هي انحسار الأزمة الإقتصادية وبسرعة.. وضخ الحياة في شرايين العملة السودانية بالصورة التي لا أبالغ إن قلت إنّها ستعيد الدولار إلى ما يقارب سعره قبل انفصال الجنوب، وذهاب عائدات البترول.
الحرب، علاوة على ما تقتات به من أرواح الأبرياء وتشريدهم.. وتعطيل الإنتاج والحياة الطبيعية، فهي تلتهم الموارد لأن كل مدخلاتها بالعملة الصعبة جداً- من الوقود إلى السلاح والذخائر وقطع الغيار وعقاقير علاج الجرحى.. كل عمل في الحرب هو من نزيف (الدولار).. فاتورة يومية ضخمة جداً ستتلاشى بضغطة زر.. إذا توصل الفرقاء إلى اتفاق سلام.
ستفتح الطرق المقفولة.. ويعود الإزدهار إلى التجارة المشلولة بفعل انعدام سبل النقل إلى مناطق كثيرة في السودان ومنها إلى دول الجوار..
وأكبر من هذا كله.. سترتاح المعسكرات من ملايين ظلوا عالقين فيها أكثر من عشر سنوات عجافاً. أطفال صغار سبوا في أحضان الكراهية التي زرعتها فيهم حياة المعسكرات بكل ما فيها من جرح الكرامة الإنسانية وحسرة التفاصل المعنوي عن بقية الوطن والشعب.
ليت الحكومة لا تضع الزمن أكثر مما أضاعت.. يجب فتح نافذة حوار أخرى مع الجبهة الثورية أيضاً.. فالوصول إلى اتفاق مع قطاع الشمال ربما لا يمنح السلام إلا ضوء شمعة.. وفي تقديري أن المطالب التي نشرتها الجبهة الثورية في الإعلام قبل أيام تعزز فرضية أن قادتها باتوا أكثر إحساساً بأن الحوار طريق آمن نحو الاستقرار والسلام.. وأن الحرب مهما استمرت فهي لا تنتهي بالحرب.. بل بتسوية سلمية برضاء الأطراف.
لا وقت للدموع. مطلوب السلام أولاً ثم نعود للتلاوم والمحاسبة..
حديث المدينة – صحيفة اليوم التالي
[Email]hadeeth.almadina@gmail.com[/Email]
هذ الكاتب سيء الظن بسبب سوء خلقه – فقد شهدت لقاءه مع المتعافي فقد ظهر جليا انه والله لسىء الخلق متعال متعجرف ضيق الصدر خبيثه
اللهم اكفنا شر الفتنة وشر الفتانين امثال هذا العثمان الميرغني – واجعل كيده في نحره ووقانا شره فانه منهم والعياذ بالله واستغفر الله