الاتحادي يحذر من عواقب انفصال الجنوب على الأمن القومي المصري
حذر أحمد السنجك ممثل الحزب الاتحادى الديمقراطى بالقاهرة من عواقب انفصال الجنوب على مصر وأمنها القومى .
وقال السنجك، خلال حديثه فى ندوة تحت عنوان «آفاق جديدة للعلاقات المصرية السودانية « بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أدارها هانى رسلان مدير وحدة دراسات السودان وحوض النيل ،ان المخاطر على مصر ستكون كبيرة ،لأن الانفصال لن يكون سلميا وقد يكون بالدماء.
وأضاف ، ان انفصال الجنوب سيعنى أن يكون على مصر التعامل مع دولتى الشمال والجنوب ،اللتين سيكون بينهما كثير من الصراعات حول النفط والمراعى وغيرها ،تغذيها تراكمات ثقافية وعرقية وقبلية، وأحاسيس بالمظالم ،قد تدخل السودانيين فى حرب جديدة.
وأشار السنجك الى قوى معادية تدفع باتجاه فصل الجنوب ،ليس فقط من أجل الاضرار بمصالح السودانيين ،وانما أيضا لأنها تستهدف الاضرار بمصالح مصر، والضغط عليها فى المقام الأول .
وقال، ان هذه القوى تستهدف التأثير على مصالح مصر المستقبلية فى السودان ،ومايمكن أن يتم من تعظيم مصالحها اذا تم انشاء قناة جونقلى فى جنوب السودان، التى يمكن أن توفر كميات كبيرة تزيد من حصة مصر من مياه النيل ،مؤكدا أن حصة مصر الحالية لايمكن لأحد المساس بها.
وأكد السنجك، ان أى أحاديث حول تراجع الدور المصرى تجاه السودان وقضاياه هى أحاديث باطلة وحقائق مزيفة تدحضها الحجج والبينات الواقعية، اذا ماتم النظر الى دور مصر فى الملف السودانى ونشاطها المتزايد فى حل مشكلة دارفور، وتصديها المستميت لعدم تقسيم السودان ،مؤكدا أن الحديث عن استبعاد مصر من اتفاقية نيفاشا للسلام غير صحيح ،مؤكدا أن مصر هى التى مهدت لها لتنجح ،وهى التى خلقت لغة حوار وتفاهم مشترك بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية ،مشيرا الى أن الدكتور جون قرنق زعيم الحركة الشعبية الراحل زار القاهرة مابين عامى 2002و2005 أكثر من عشرين مرة للتفاهم مع المصريين حول الحوار مع الخرطوم ،وان القاهرة هى التى قربت بين الطرفين ،أما فيما يتعلق بدارفور فأكد ممثل الحزب الاتحادى أن مصر هى الوحيدة المؤهلة لحل هذه المشكلة ،وهى التى لديها رؤية موضوعية لحل المشكلة .
ودعا السنجك لتطوير العلاقات بين البلدين عبر تنفيذ بنود اتفاق الحريات الأربع بين البلدين بصورة عاجلة ،واقامة مشروعات زراعية كبيرة فى السودان برؤوس أموال وخبرة وعمالة مصرية،وفتح حوار واسع بين الأحزاب والمثقفين وكل الشرائح الفئوية فى البلدين ،والعمل عبر فتح حوار شعبى حول كيفية استمرار العلاقة بين البلدين وتطورها،وعبر معالجة أي مشكلة أو عقبة تعترض العلاقة بين البلدين بالصراحة والوضوح اللازمين ،والتنسيق بين البلدين فى كل المحافل الدولية والاقليمية ، والتواصل والتبادل الثقافى بين البلدين، والحفاظ على المصالح الأمنية المشتركة، والعمل من أجل الوصول لوحدة تكاملية.
وقال السنجك ،ان هناك العديد من المهددات التى يمكن أن تؤثر على العلاقات المصرية السودانية ،من بينها قيام نظام عقائدي أصولي فى أي من البلدين ،وأن ينظر أي من نظام الحكم فى الدولتين للدولة الأخرى باعتبار أن العلاقة مرحلية ،أويسعى الى التدخل فى الشؤون الداخلية للدولة الأخرى ،وفى حال سيادة عدم الثقة والحساسية فى علاقات البلدين .
وانتقد السنجك، ما وصفه بسلبيات المثقفين المصريين فى التعامل مع قضايا السودان،وقال ،ان من بين هذه السلبيات عدم فهم البعض منهم العميق لهذه القضايا ،والحساسية التى يتعاملون ويتعاطون بها مع القضايا السودانية ،فهم أحيانا لايريدون تناول القضايا بصورة سلبية ،لأن ذلك سيثير بحسب ظنهم بعض المشكلات ،أو يثير حرجا بين الدولتين ،أوبين أي من الدولتين ودول أخرى لها علاقة بالدولتين .
وقال،ان انشغال المثقفين المصريين بقضايا أخرى أهمها قضية الصراع العربى الاسرائيلى أثرت سلبا ،اضافة الى الفجوة الجيلية وعدم تواصل الأجيال بين جيل الرواد والجيل الحالى المهتم بالسودان ،ورأى أن جيل الرواد كان أكثر اهتماما ، والجيل الحالى تنقصه الى حد كبير المعرفة الدقيقة بكثير من التطورات الداخلية والدولية والتى قد تؤدى لفصل الجنوب واستمرار تدويل مشكلة دارفور.
وقال ،ان العلاقات بين البلدين مرت بالعديد من الاختبارات والامتحانات الصعبة، واستطاعت أن تتجاوزها وتخرج منها أكثر صلابة ،ومن بين هذه الاختبارات اختبار السودانيين الاستقلال عن مصر عام 1956، متخلين عن شعار وحدة وادى النيل ،ومصادرة حكم الانقاذ للممتلكات المصرية وفرع جامعة القاهرة بالخرطوم وغيرها ،ثم محاولة اغتيال الرئيس حسنى مبارك.
ودعا السنجك الى مراجعة تجربة التكامل بين البلدين فى الثمانينات والاستفادة منها ،وقال ،ان السيد الصادق المهدى رئيس حزب الأمة جمد هذه التجربة بسبب المشاعر السلبية لحزب الامة وقتها تجاه مصر، وبسبب علاقاته مع ليبيا وقتها ،أما الآن فقد غير المهدي نظرته لمصر وأصبح من أكبر المنادين بعلاقة خاصة معها بعد تواصله مع الشعب المصرى ،ومثله تطورت نظرة الحركة الشعبية والمؤتمر الوطنى وغيرهما من القوى السياسية لمصر ،وهذا أمر يسعدنا كاتحاديين ،ونرى أنه يتلاقى مع طرحنا ويصب فى مصلحة الشعب السوداني.
أسماء الحسيني :الصحافة