محمود الدنعو

نحو بيئة مرورية آمنة


[JUSTIFY]
نحو بيئة مرورية آمنة

قاتل الله الأرقام التي تزيد معها الآلام، فبعد الأرقام التي تحدثنا عنها اليومين الماضيين حول قتل واختطاف واعتقال الصحفيين حول العالم بمناسبة يومهم العالمي لحرية الصحافة الذي ينعون فيه حال الحريات الصحفية، نستعرض اليوم أرقاماً أخرى لا تقل سوداوية عن سابقتها، وهي بمناسبة أسبوع المرور العربي الذي ينطلق اليوم الرابع من مايو، حيث تشير الأرقام إلى سقوط 26 ألف قتيل سنويا وخسائر تقارب 25 مليار دولار في حوادث المرور بالبلاد العربية. وأشار الدكتور محمد بن علي كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب في بيان بمناسبة أسبوع المرور العربي، الذي يقام تحت عنوان: (معاً نحو بيئة مرورية آمنة للجميع), إلى أن العنصر البشري هو العامل الأساسي في تفاقم حوادث المرور في العالم العربي، حيث اتضح من تحليل الحوادث أن 75% منها بسبب العنصر البشري، و10% سببها خلل المركبات، و15% بسبب عدم صلاحية الطرق.
طبعا حوادث المرور ليست القاتل الوحيد في العالم العربي، فعشرات الآلاف يسقطون سنويا ضحايا العنف والإرهاب في سوريا والعراق، بجانب ضحايا الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين والاضطرابات السياسية في الكثير من البلدان العربية، خصوصا بلدان ما بات يعرف بالربيع العربي، واللافت أن غزة التي تعاني من الحصار والقذف المستمر من قبل إسرائيل تفقد هي الأخرى أرواح العديد من أبنائها بسبب حوادث المرور، حيث قال مدير قسم التدريب في دائرة المعهد المروري التابعة لشرطة المرور بغزة النقيب محمد البواب: إن متوسط حالات الوفاة نتيجة حوادث السير في قطاع غزة يصل إلى 100 حالة سنوياً، بالإضافة إلى مئات حالات الإصابات، وما ينجم عنها من إعاقات دائمة. وأشار البواب في حوار خاص مع موقع (فلسطين) إلى ارتفاع نسبة الاختناقات المرورية في قطاع غزة بسبب صعوبة فتح طرق جديدة أو ترميم طرق قديمة، نتيجة الأوضاع الاقتصادية العامة.
الحالة الاقتصادية والأمنية في الكثير من البلدان العربية ألقت بظلالها السالبة على حوداث المرور، حيث أوضح الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب أنه على رغم الجهود المبذولة من قبل الحكومات لضمان سلامة السيارات وتحسين الطرقات وأنظمة المرور تظل أهم المشكلات المتعلقة بسلامة السير بين أيدي مستخدمي الطريق سائقين ومشاة، لأنهم السبب الأول في معظم الحوادث سواء بفعل الحالة النفسية والبدنية أو بفعل الاستخفاف بقوانين السير والاستهتار بأنظمة المرور.
إذن معظم الحوادث بسبب الحالة النفسية والبدنية انعكاس طبيعي للحالة السياسية والاقتصادية والأمنية العامة في البلدان العربية، وبالتالي مع أهمية التوعية المرورية كعامل حاسم في التقليل من الحوداث يظل غياب الاستقرار السياسي والأمني المفضي للحالة النفسية السيئة عاملا مؤثرا في تفاقم ظاهرة الحوداث المرورية.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي