محمود الدنعو

المؤتمر الوطني في خطر


[JUSTIFY]
المؤتمر الوطني في خطر

احتفلت جنوب أفريقيا الشهر الماضي بالذكرى العشرين لأول انتخابات ديمقراطية أجريت فيها في 27 من أبريل 1974م وأنهت 46 عاما من التمييز العنصري الرسمي في ظل نظام الفصل العنصري، ويأتي الاحتفال بالذكرى الـ 20 للديمقراطية في جنوب أفريقيا في ظل أجواء الانتخابات النيابية التي ستجرى في السابع من مايو الجاري، ويحتدم فيها التنافس بين الأحزاب، لأن جنوب أفريقيا تعتمد نظام التمثيل النسبي (القائمة)، حيث يصوت الناس لأحزاب سياسية وليس مرشحين مستقلين، وسيجد حزب المؤتمر الوطني أعرق الأحزاب الأفريقية الذي ارتبط بالنضال ضد التميز العنصري وباسم الزعيم مانديلا، سيجد تحدياً كبيراً في هذه الانتخابات.
وسيحتدم التنافس بين الأحزاب الكبرى مثل المؤتمر الوطني الأفريقي (الحزب الحاكم)، والتحالف الديمقراطي (حزب المعارضة الرئيس)، وأحزاب أخرى تملك شعبية مقدرة مثل مناضلين من أجل الحرية الاقتصادية وحزب مؤتمر الشعب، وحزب انكاثا الحرية.
ويسعى جاكوب زوما، رئيس جنوب أفريقيا، زعيم حزب المؤتمر الذي ورث تركة ثقيلة من الأداء المتميز للزعيم مانديلا وخلفه تابو أمبيكي ثم دب الفساد في مفاصل الحزب الذي بات مهددا بسبب ملفات الفساد، ولعل أبرز مظاهر التخلي عن الحزب الكبير في جنوب أفريقيا تصريحات القس ديسموند توتو الذي أعلن أنه لن يصوت للمؤتمر الوطني الأفريقي، وهو الذي كان أقرب صديق لمانديلا. وقال “لم أعتقد أن الخداع قد يحصل بهذه السرعة”، مضيفاً أنه (فرح) لأن مانديلا “ليس قادراً على رؤية ما يحصل”. ودعا وزراء سابقون في عهد مانديلا مثل روني كاسريلز إلى مقاطعة الانتخابات.
ومن أجل استعادة شعبية الحزب لجأ زوما في عيد العمال تقمص شخصية حليفه في الحكم الحزب الشيوعي مدغدغا مشاعر العمال للتصويت للحزب في الانتخابات النيابية، حيث دعا زوما العمال للتصويت على قوائم الحزب الحاكم في محاولة أخيرة لضمان إعادة انتخابه، وقال زوما إن عمال هذا البلد يجب أن يعلموا أن مستقبلهم في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، كما انتقد الإضرابات التي لا نهاية لها في قطاع التعدين، وأكد الرئيس الجنوب أفريقي أن الحرية والكرامة الإنسانية ينبغي أن تصبح حقيقة، منددا بالفساد الذي وصفه بـ (الخطير) داخل حزب المؤتمر الوطني الأفريقي.
وتحظى الانتخابات العامة في جنوب أفريقيا باهتمام وسائل الإعلام الدولية كونها أول انتخابات تجرى بعد رحيل الزعيم نلسون مانديلا، الذي كان حضوره الكاريزمي ورقة ضمان لحزب المؤتمر الوطني الذي يفوز منذ العام 1994 نهاية عهد التفرقة العنصرية، ولكن بحسب استطلاعات الرأي العام فإن حزب المؤتمر بات مهدداً بفقدان عرشه، حيث قدر استطلاع أجرته مؤسسة (إبسوس) في يناير الماضي أن الحزب سينال 53% من أصوات الناخبين.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي