عالمية

تورط الموساد في خطف سفينة روسية لحجب أسلحة عن إيران

في تطور جديد ومثير لواقعة اختطاف سفينة الشحن الروسية “أركيتك سي”، التي اختفت آثارها قبل أسابيع واكتشفتها فرقاطة روسية في المحيط الأطلسي يوم 17 أغسطس/ آب الجاري، راجت اليوم في صحف ووسائل إعلام روسية تقارير تتحدث عن ضلوع الموساد الإسرائيلي في عملية الاختطاف هذه، فتقول صحيفة “برافدا” الروسية عبر موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت أن القراصنة الذين نفذوا عملية الاختطاف تصرفوا بالتحالف مع جهاز المخابرات الإسرائيلية “الموساد” من أجل وقف شحنة من منظومات الأسلحة الحديثة التي كانت مخبأة على متنها، ومنع تهريبها إلى إيران.

وفي الوقت الذي بادر فيه المسؤولون الإسرائيليون والروس بتفنيد هذه التقارير، إلا أن التفاصيل التي تم نشرها في وسائل الإعلام الروسية بدت وكأن ما حدث أشبه بأفلام التجسس المثيرة أكثر من كونها مجرد عملية اختطاف تجارية. في غضون ذلك، نقل موقع “ذا ميديا لاين” الإخباري المهتم بالشؤون الشرق أوسطية عن إفريم سنيه، النائب السابق لوزير الدفاع الإسرائيلي، قوله :” هناك شيء مريب في تلك القصة برمتها، وليس من شك في هذا. لكن لا يمكنني التعليق أكثر من ذلك على الأمر”.
من جانبها، كشفت صحيفة نوفايا غازيتا الروسية عن أن السفينة “أركيتك سي” كانت تحمل على متنها صواريخ كروز من طراز X-55 وصواريخ مضادة للطائرات من طراز S300 ، حيث كانت مخبأة في أماكن سرية بين حمولتها من الخشب ونشارة الخشب. لكن في المقابل، وفي محاولة من جانبه على ما يبدو للتخفيف من حدة وسخونة التقارير التي وردت بوسائل الإعلام الروسية، قال ديمتري روغوزين، السفير الروسي لدى حلف شمال الأطلسي، أن تلك المزاعم التي تحدثت عن أن سفينة “أركيتك سي” كانت تقوم بتهريب الأسلحة هي مجرد مزاعم “خيالية” و”سخيفة”.

فيما أزاحت صحيفة “برافدا” الروسية من جانبها النقاب عن أن السفينة كانت تقوم بتهريب صواريخ كروز إلى إيران من خلال طريق يمر عبر الجزائر، لكن “إحدى القوى التي تربطها علاقات بأوكرانيا” حالت دون حدوث ذلك. وعاودت صحيفة “نوفايا غازيتا” لتؤكد في سياق حديثها على أن القراصنة الذين قاموا بتنفيذ الاختطاف أقدموا على ذلك نيابة ً عن جهاز الموساد الإسرائيلي. وتردد أيضاً أن الدافع وراء الزيارة التي قام بها مؤخرا ً الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز إلى موسكو في اليوم التالي لاستعادة الأسطول الروسي سيطرته على السفينة كان التقدم بطلب عاجل لنظيره الروسي ديمتري ميدفيديف بأن تحجم بلاده عن تزويد إيران بالأسلحة.

من جانبها، قالت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية في عددها الصادر اليوم إنه في الوقت الذي وصف فيه المسؤولون الإسرائيليون التقارير التي وردت بوسائل الإعلام الروسية بأنها تندرج تحت إطار ( نظريات المؤامرات الكلاسيكية )، إلا أن خبراء دفاعيون أكدوا على أن لإسرائيل سوابق في خطف السفن الأجنبية التي تحمل أسلحة لأعدائها. ونقلت الصحيفة هنا عن يغال بالمور، ناطق باسم وزارة الخارجية في القدس، قوله :” يبدو أن ذلك أشبه بنظرية المؤامرة الكلاسيكية. ومن واقع عدم رؤيتي لأي أدلة تثبت ذلك، فلا يمكننا أن نعلق”.

وفي حديثه له مع موقع “ذا ميديا لاين” ، أشار العميد والخبير الإسرائيلي شلومو بورم، الباحث البارز في معهد دراسات الأمن القومي، إلى أنه لا يستعبد قيام إسرائيل سرا ً بالتصدي للمساعي الإيرانية التي ترمي إلى امتلاك السلاح النووي، لكنه اشتبه بشكل جدي في أن تقوم إسرائيل باتخاذ الإجراءات اللازمة ضد السفن الروسية. وتابع بالقول:” يبدو أن الأمر مليئا ً بالغموض، ذلك لأن كل شيء يحيط بروسيا يبعث على الغموض”. فيما ختمت الصحيفة حديثها بالإشارة إلى أن إسرائيل تعتمد بشكل كبير على أجهزة الاستخبارات، حيث تقوم المخابرات البحرية برصد السفن بالتعاون مع وكالات أخرى من أجل الكشف عن سلوك السفن المشبوهة حول العالم.

المصدر :ايلاف