الطبخة الأمريكية.. تفوح!!
< بدأت تظهر بشكل متسارع الطبخة الأمريكية في دولة جنوب السودان، فعدد من المفرج عنهم في الانقلاب ضد سلفا كير، غادروا جوبا إلى نيروبي «باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية وأوياي دينق قائد الجيش السابق وزير الاستثمار في حكومة سابقة، وإيزيكيل لول جاتكوث»، وأعلن سلفا كير استعداده للتنحي إذا ثبت له أن ذلك في مصلحة الشعب الجنوبي، وترتيبات لقاء في العاصمة الإثيوبية بين سلفا كير وغريمه رياك مشار، فضلاً عن إلغاء القمة لهيئة «الإيقاد» التي كان مقرراً لها أن تعقد في جوبا في نفس يوم زيارة جون كيري وزير الخارجية الأمريكية لدولة الجنوب. < هذه الطبخة تجرى أمام أعين دول المنطقة.. وتجرى وسط تصعيد لافت في ميادين القتال، وأدت لاستعادة جوبا والرئيس سلفا كير لمدينة بانتيو من أيدي قوات مشار، ثم استردادها مرة أخرى من جانب المعارضة الجنوبية، وكان هدفها هو السيطرة على مناطق البترول، وكسب روح معنوية جديدة فقدتها قوات الجيش الشعبي. < كيف سترسم واشنطون خريطة الوضع الجديد في الدولة حديثة الولادة؟! < الواضح أن حظوظ المجموعة الثالثة التي تضم «أولاد قرنق» باتت هي الأرجح، ومنذ الإفراج في فبراير الماضي عن سبعة من المعتقلين وبينهم دينق ألور ظهرت فكرة أمريكية بتعميد هذه المجموعة لتكون بديلاً لسلفا كير ومشار ومجموعتيهما المتقاتلتين، خاصة أن مجموعة أولاد قرنق أو المجموعة الثالثة، لديها مواقف سابقة وعداوات لم تنتهِ مع الطرفين سلفا كير ومشار ولا ترغب فيهما الاثنين. < وترى واشنطون رغم فشلها الذريع في الحافظ على أمن واستقرار وسلام دولة الجنوب، أنه لا بد من تحضير البديل بسرعة قبل استفحال الحرب ووصولها إلى نقطة اللاعودة. < ويبدو أن زيارة جون كيري لجوبا قد تم فيها إيصال رسالة أمريكية قوية لسلفا كير ربما وصلت إلى درجة التهديد، جعلته يطلق تصريحه حول استعداده للتنحي وإبداء موافقته على لقاء مشار في إثيوبيا لطي ملف الحرب.. ومناقشة أمر الحكومة الانتقالية التي اقترحها كيري. < وفي هذا الصدد يجب ألا نغفل أن واشنطون، باتت تشعر بقلق كبير كما ظهر في تحليلات وتقارير بعض المتابعين الأمريكيين، بتناقص عدد مؤيديها والموالين لها داخل حكومة دولة الجنوب الحالية على إثر هذا الصراع، وتخشى من فراغ هائل تخلفه حالة الضمور في علاقاتها مع المسؤولين الجنوبيين الحاليين، ولذلك تسعى الإدارة الأمريكية وأجهزة مخابرات الدولة العظمى لإعادة ترتيب الوضع في هذه الدولة ونسج عباءتها الحاكمة من جديد، وليس هناك أفضل من عملية الإحلال والإبدال بإخراج كل المتورطين في الأزمة والحرب الحالية، وإدخال العناصر المرتبطة بها لتتولى قيادة الدولة. < لكن المعضلة الآن أن بدائل واشنطون يجب أن تراعي ضرورة اختيار رئيس للدولة من قبيلة الدينكا، مع الاحتفاظ للنوير والقبائل الأخرى بنصيب وافر من السلطة ووضع مطمئن يصنع التوازن المطلوب لدرء انزلاق الدولة مرة أخرى في الصراع القبلي وتأمين سلامة البقاء لدولة تقف عند حافة الانهيار. < إذا استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية ترتيب مشروعها الجديد من ناحية نظرية وتهيئة الأجواء له حتى يمضي، فكيف تستطيع وقف الحرب الحالية وإزالة آثارها التي ستبقى لسنوات أو عقود طويلة إذا لم تتم تسوية سياسية وتصالح اجتماعي بين مكونات الجنوب السكانية؟ < الكلفة عالية بلا شك في محاولة انتشال دولة من قعر جهنم، وإبراء وشفاء جسدها من حروق الحرب والخراب والدمار ومن ثم أهليها من جديد، فكم من الجهد والوقت والمال تحتاج له واشنطون لبناء مؤسسات الدولة وجمعها بعد التبعثر؟ وكيف ستعيد تنظيم الجيش الشعبي وغرس عقيدة قتالية جديدة له وتحديد هوية الدولة المرممة؟! < تلك أسئلة بالفعل تحتاج لإجابات عميقة من الخبراء الإستراتيجيين والعالمين ببواطن الأمور حول مستقبل دولة الجنوب. [/JUSTIFY][/SIZE]أما قبل - الصادق الرزيقي صحيفة الإنتباهة
تحليل جميل ومنطقي، وهذا الخيار الثالث في حد ذاته هو تأكيد لفشل أمريكي كبير لان شخصيات كبيرة في الجنوب كسلفا ومشار ظلت من رجالات أمريكا لسنوات طويلة والآن يتم استبدالهم بخيارات قد تبدو أنها أكثر طاعة وولاء للسيد الأمريكي كباقان اموم ودينق الور لكن في الواقع أن فرص نجاحهم اقل من سلفا ومشار لانخفاض السند الشعبي القبلي.
ملخص الأمر أن كل رهانات أمريكا في الجنوب خاسرة خاسرة وستنتقل من فشل إلى فشل لان الأصل في الموضوع الجنوبي كله قام بناء على مكايدة وحقد من أمريكا والغرب ضد الشمال العربي المسلم دون اي مقومات دولة تذكر “وأما الزبد فيذهب جفاء”.