بيانات ووثائق

كلمة السيد المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني عقب تسلمه مهامه


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين مقلب الأحوال وجاعل كل خير يجري لأجل مسمي بيده الخير يحي ويميت وهو على كل شئ قدير . الصلاة والسلام على خير المرسلين سيدنا محمد القوي الأمين وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين.
التحية نقدمها أولاً إلى أرواح شهدائنا الأبرار الذين لم يكتفوا أن يقدموا لهذا البلد الحبيب جهدهم وبذلهم وعرقهم بل وهبوا الدماء والأرواح رخيصة في سبيل هذا الوطن لهم منا التجلة والسلام والدعوات.
والتحية من بعد السلام والتقدير لأخي صلاح نعم أخي صلاح عشرة وصداقة وفيه دامت وإستمرت لأكثر من ثلثي العمر يجب أن توصف بهذا الوصف السلام عليك أخي مستشار رئيس الجمهورية السلام عليك (باني هذا الجهاز) .. جهاز الأمن والمخابرات الوطني وواضع أساس تقنيته ومهنيته ومعزز إمكاناته وقدراته ووسائله وأمنياته . نسأل الله أن يتقبل منك كل ذلك ويجزيك خيراً وإن كانت شروط سنة هذه الحياة تتطلب هذا القرار وهذا الإنتقال فلا نجد ما نقوله إلا السمع والطاعة ولا نجد ما نقوله إلا تحمل المسئولية والبذل والعطاء والإصرار على المضي قدماً على هذا الطريق الذي اخترناه منذ نعومة أظافرنا.
والتحية والسلام على الرعيل الأول من قادة هذه المؤسسة العظيمة ونشهد أنه كان لكل منهم مساهماته وكان لكل منهم دوره الريادي في تأسيس هذا الصرح الوطني ونشهد أمام الله أننا ما ورثنا إلا أثراً لأبطال من الوطنية وأفذاذاً في الإخلاص والتفاني والتجرد ونكران الذات من أجل هذا الشعب الأبي ونقول لهم جميعاً ونعاهدهم أن الجهاز سيبقي صرحاً شامخاً للوطنية الحقه والبذل الدفاق دون كلل أو ملل ودون تباطؤ أو خذلان هذا عهدنا لكم جميعاً قادة هذا الجهاز السابقين وهذا عهدنا لكم الذي لن نحيد عنه بإذن الله تعالي ..
السلام عليكم إخوتي ضباط جهاز الأمن والمخابرات الوطني وضباط صفه وجنوده على امتداد هذا الوطن الكبير وفي كل ساحات البذل والعطاء وأقول لقد وليت عليكم نعم لكني لست بخيركم والله ما أحببتها ولا سعيت لها وأبت نفسي أن آتي بعد صلاح ذو الجهد الوافر والإنجاز الواضح ومن أتي بعده فقد شقي بهذا الموقع .. (الكرسي) الذي أنظر إليه أنه كرسي ساخن وليس كرسياً بارداً كما يزعم البعض كرسي ساخن سخونة حسية وسخونة معنوية وإذا جاءني أي إحساس بغير هذه السخونة والحرارة فسأكون أول المترجلين منه إن شاء الله .
أقول لكم إخوتي أن الطريق طويل وملئ بالتحديات والصعوبات والعدوان وأن النضال مستمر تتحول أشكاله نعم ولكنها جميعاً تتطلب منا الصبر والمصابرة وإفراغ الجهد وبذل الوقت والعرق وربما الدماء والأرواح.
إننا خلال هذا المسير لا نطلب راحة في الدنيا حتى نلقى الله إن شاء الله قابضين على جمر القضية أقول لكم إن التحديات التي ظللنا ننافحها مستمرة تتحول أشكالها وتتبدل نعم ولكن يستمر الطمع في موارد هذا البلد موارده التي بباطنه للاستئثار بهذه الأرض الواسعة الشاسعة وهذه المياه الوفيرة التي تفيض عن هذا البلد نعم هذا هو الإستهداف الذي ظللنا نقاومه وسنظل نقاومه ويجب أن نشد الإزار دائماً لمقاومته.
نعم الإنجازات التي حققتها هذه الحكومة في هذه المرحلة من عمر السودان تغيظ الأعداء وهذا وجه آخر لإستمرار الإستهداف وإستمرار التحدي .. يريدوننا أن تقف مسيرة بناء الأمة وتحقيق نهضتها وينقطع الأمل عن الشعب السوداني . الأمل الذي تولد ووجد بعد تفجر ثورة الإنقاذ الوطني الخالدة بإذن الله . الخالدة بمختلف أشكالها وتحولاتها وبمختلف تطوراتها وإن كنا نعيش في مرحلة قضيناها وتخطيناها مرحلة تحقيق السلام فإن هذا السلام أيضاً يحتاج للحماية ويحتاج إلى رعاية ويحتاج إلى توسع حتى يشمل كل مناحي هذا البلد الكبير العظيم وهذا تحدٍ آخر أن نحقق بهذا السلام وحدة السودان .
إن أكبر تحدٍ نواجهه اليوم في جهاز الأمن والمخابرات الوطني أن يكون لنا دورنا في الحفاظ على وحدة هذا البلد الذي ورثناه واحداً موحداً ومهما حققنا من إنجازات ومهما بنينا من بنيات أساسية لهذا البلد فإن التاريخ وإن الشعب لن يغفر لنا إن إنقسم السودان في عهدنا ومن التحديات التي يجب أن نضعها نصب أعيننا مسيرة الإصلاح السياسي التي تخوضها الأمة حالياً والتحول الديمقراطي تعزيزه وحمايته .. التداول السلمي للسلطة الذي يمر بمنعطف خطير من خلال ما تبقي من هذا العام والنصف الأول من العام القادم نعم إن البعض ينظر لمسيرة الإصلاح السياسي بأنها فرصة لإضعاف هذه المؤسسة .. هذه المؤسسة التي ولدت بأسنانها وأسلحتها وبأنها هي المؤسسة الرائدة لحماية إستقرار هذا البلد وحماية المشروع الوطني الذي نخوضه لوحدة هذا البلد وحماية مسيرة النهضة والنمو والعمران في شتي المجالات.
ولكن نقول أيضاً بمثل ما نتحدى وبمثل ما نواجه التحديات التي يقابلها البلد وبمثل ما يستهدف أمنه وإستقراره وسلامه ونهضته أيضاً نبذل ونستعد للسعي في سبيل أن يبقي هذا الجهاز قوياً لأن في قوته عنصر أساس لتحقيق الهدف الأول من تأمين وحفظ وصيانة كرامة هذا البلد وحفظ أراضيه.
إن الذين يطمعون بأن تكون هذه المرحلة وهذا التحول وهذا الإصلاح السياسي الذي تدخل فيه البلاد هي فرصة لتجريد الجهاز من عناصر قوته لكي يكون جهازاً بلا صلاحيات جهازاً بلا مسئوليات جهازاً بلا عمليات وأن يكون ضباط الجهاز وضباط صفه وجنوده مجرد كتبة نقول لأحلام الواهمين هيهات هيهات وهذه الوقفة ليس لوحدنا بل أن قياد البلاد تعي تماماً ضرورة أن يكون هذا الجهاز قوياً وضرورة أن يكون هذا الجهاز شامخاً وضرورة أن يتمتع الجهاز بكل ما له من عناصر القوة والتمكين سواء كانت هذه العناصر عناصر بشرية عدةً وعدداً أو كانت هذه العناصر موارد مادية وإمكانيات وقدرات أو كانت هذه العناصر صلاحيات وقوانين ودور يرسم لهذا الجهاز حتى يظل قوياً ومؤسسة رائدة في سبيل ومسيرة تحقيق الأمن والإستقرار لهذه البلاد هذا ما ظللنا نسمعه من قيادة هذا البلد وهذه هي التحديات التي كرروها أمام مسامعنا عندما كُلفنا بهذه المسئولية العظيمة .
أقول إن تحققت هذه الإنجازات كلها في المرحلة السابقة وإن تمَّ هذا البناء كله في المرحلة السابقة وإن حصلنا على هذه الشهادات وهذا التقدير من مختلف قطاعات الشعب السوداني ومن مختلف مستويات القيادة في هذه البلاد فإن ذلك يشكل تحدياً عظيماً لنا جميعاً ومن الإنجازات التي تحققت نعم كان لأخي القائد صلاح دور الريادة والقيادة فيها ولكنها لم تتم ولم تكتمل إلا بوجود هذا الإنسجام الكبير في الجهاز وإلا بوجود هذا التعاون الكبير بين عضوية الجهاز وإلا لتوفر هذا الإخلاص وهذا التفاني وهذا الدعم الذي وجدته القيادة طيلة السنوات الماضية من مختلف المستويات من الرتب في جهاز الأمن والمخابرات الوطني .. أقول الحفاظ على هذه المسيرة والحفاظ على مكتسباتنا يتطلب منا جميعاً الإستمرار بل زيادة البذل والعطاء وزيادة التضحية ونكران الذات ورغم ما نقوله عن هذا الإنجاز إلا أنه يؤكد أنه دائماً هنالك فرص للإضافة وهنالك فرص للإتقان ولذلك تعكف رئاسة الجهاز الحالية على كيف يمكن أن تكون هذه الوقفة وكيف يمكن أن نستفيد من هذه الوقفة للمزيد من التجويد والمزيد من التطوير وأعهادكم كذلك أن نمضي بهذه المسيرة نتشاور جميعاً ونحدد مواضع أقدامنا ونحدد اتجاه مستقبلنا ليس وحدي لن أنفرد – وهذا عهدي بيني وبينكم- لن أتفرد برأي ولن أتعسف في قرار .. ونحقق أهدافنا في مهنية الجهاز وحرفيته وكيف يمكن أن يتوسع الجهاز بآلياته .. وأكرر عهدي لكم أن أبذل كل ما في وسعي من طاقة أو فكرٍ من أجل قضايا هذا الجهاز ومن أجل أهدافه ومن أجل تنمية وتعزيز قدراته ومن أجل أن نحافظ على مكتسباتنا ومن أجل أن نكمل جميعاً لمسيرة تتحد فيها الخطى وتتسع نؤكد هذه الأهداف ومن أجل مزيد من التعامل والتنسيق وكلى ثقة بأنكم جميعاً تشعرون معي حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا وكلي ثقة أنكم ستكونون قدر هذا التحدي عوناً لي وعوناً لبعضكم البعض وكلي ثقة بأن ضباط جهاز الأمن والمخابرات الوطني وضباط صفه وجنوده قد أُحسن إختيارهم وأنه من أمضى أسلحتهم الوعي الذي يتحلون به.
مجمل القول إن الجهاز قمة الوطن وقامته السامقة ، وعند هذه القمة وهذه القامة هنا استلم أنا الراية ، وأحمل الأمانة ، ومن هنا أعدكم أن أمضي بها في درب تمكين المشروع غير هياب ، أصون أمن هذا الوطن المعطاء في كافة جوانبه سياسته واقتصاده وأمنه آخذاً بالأسباب ، أسباب المنعة والرفعة فلا تهاون في عقاب ، نافياً للظلم ، مبتعداً عنه ، كاشفاً له ، موضحاً موطنه عوناً للقيادة للقضاء على كل مظلمة فالضعيف قوي حتى نأخذ الحق له ، والقوي ضعيف حتى نأخذ الحق منه ، فلا يضيع الحق بيننا .
الإخوة الكرام :
انقل التحية وأشد على أيدي من يقفون الآن على الثغور يسدون على عدوهم الأفق ، المنتشرين في بقاع السودان المختلفة ذوداً عن مشروعاتنا كلها الاقتصادية منها والتنموية ، يرهبهم عدوهم لما عرف عنهم من الصبر وقوة البأس والشكيمة ، ويأوي اليهم كل محب للوطن ، يأنس بقربهم ، ويتزود من صبرهم وتقواهم وورعهم وعلو همتهم وقوة عزيمتهم ، فهم أمن كل خائف ، وشبع كل جائع ، وكساء كل ذي حاجة ، وهداية كل ضال .
والتحية لأبطال هذا الجهاز ، الجنود المجهولون الذين لا يشعر بهم أحد إلا عندما يفكر في حياته الآمنة والبلاد التي من حوله قلقة متوترة ، ولا ينتبه لوجودهم أحد إلا عندما يقع المجرمون في شر أعمالهم ، فهم كالنسمة في أخوتهم ورحمتهم وتعاملهم وعدلهم ، وكالصاعقة على عدوهم لا يدري من أين جاءوه وكيف أطبقوا عليه ، فأنا بهم ومعهم أواصل مشوار الجد تطويراً لعملنا المهني الخالص دعماً للسلام ومشاوير التحول الديمقراطي ، وترقية لمنسوبي الجهاز بالتدريب والتأهيل سداً للثغرات ، وتمتيناً لعلاقاتنا بالأشقاء والأصدقاء من أجهزة الدول النظيرة ، ومناديبهم بالداخل ، وتوسيعاً ومداً لمساحات التغطية الأمنية بالداخل والخارج .
الإخوة الكرام
إن التحديات جسام ، والأعمال كثيرة وكثيفة تنتظر منا الأداء ، فلا يقعدن بنا الأمل عن العمل ، ولا المحاججة والملاججة عن الإقدام ، ولا تفتننا كثرة المشاغل والأعمال عن مراقبة ذي الجلال والإكرام ، فلن نضيع لشعبنا حقاً ، ولن نفرط في أمر ربنا ، فالدنيا دارٌ بالبلاء محفوفة ، وبالغدر معروفة ، لا تدوم أحوالها ، ولا يسلم نُزَّالها ، فلنبادر لإنجاز الواجبات فإن أصحاب العزائم لا يعرفون الوهن ، ولا يكسر عزمهم عناد الزمن ، فهم يصلون نهاره بليله ، ولا يغمض لهم جفن حتى ينالوا واجباتهم ويحَّلوا عقائل مشكلاتهم ، قولهم بفضل الله بعد التفكير هو الفصل ، وقبضتهم بعد التمحيص ليست بالهزل .
نعدكم أن نواصل التشاور والتنسيق مع الأجهزة والمؤسسات المختلفة خدمة لشعبنا ، وحماية لحياض وحدود وطننا ، نعدكم أن نظل أوفياء لمقومات بلادنا السياسية ، والعهود الإجتماعية ، نعدكم أن نظل أوفياء للدستور والقانون ، لن نتراجع عن حق ، ولن نمضي في شك ، ولن نأخذ أحداً بشبهة ، ولن نعاقب بريئاً بجريرة مجرم ، ولن يفلت مجرم من عقاب .
عهدنا مع قيادتنا التي أولتنا ثقتها أن نكون أوفياء للعهد وللقسم الذي أديناه ، نمضي على بصيرة وهدى رافعين شعارنا : “الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ، أولئك لهم الأمن وهم مهتدون” صدق الله العظيم.
والسلام عليكم
المصدر :smc