محمود الدنعو

جوبا قبلة الزوار


[JUSTIFY]
جوبا قبلة الزوار

وصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الثلاثاء جوبا في زيارة عاجلة لمدة يوم واحد وهدف واحد هو وقف إطلاق النار بين الفرقاء بجنوب السودان، ووصل مون جوبا التي غادرتها قبل أيام مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي ومستشار الأمم المتحدة الخاص بمنع الإبادة أداما دينغ، وتشكل زيارة المسئوول الأممي الأرفع إلى جون تصاعد وتيرة الاهتمام الدولي بتطورات الأوضاع في جنوب السودان لاسيما والزيارة تأتي كذلك بعد أيام قليلة على زيارة مماثلة قام بها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى جوبا، وكل هذه التحركات الدولية المتلاحقة من أجل وضع حدا للقتال في الجنوب جاءت بعد مجزرة بانتيو التي ارتكبت خلالها فظائع كبيرة وشكلت منعرجا خطيرا في الصراع الذي بات يأخذ شكل الصراع القبلي الإثني أكثر من الصراع السياسي بين الرئيس سلفاكير ونائبه السابق رياك مشار.
والشاخص في التعاطي الدولي مع الأزمات في الفترة الأخيرة يلحظ أن هناك الكثير من الصراعات المسلحة المنسية في العالم الثالث لا تجد الاهتمام بها وهي في أطوارها الأولى، حيث يسهل إخماد حريقها، ولكن ما إن تقع مجزرة كبرى حتى تتعرض الحكومات الغربية إلى ضغوطات من الرأي العام، فتهرول نحو البحث عن حلول، والأمثلة على ذلك كثيرة، ففي سوريا مثل شكلت مجزرة القوطة الشرقية التي يشبه في استخدام الكيماوي خلالها شكلت منعطفا مهما للضغط الدولي والتلويح بالتدخل العسكري الذي أفرز تسوية برعاية روسية أمريكية للملف الكيماوي السوري والتعجيل بانعقاد اتفاق جنيف 2، وفي جنوب السودان ظل الصراع منذ نحو أربعة أشهر على أشده رغم اتفاق وقف إطلاق النار في يناير الماضي لم تتوقف المعارك بين الطرفين وظلت الأزمة منسية أو الأقل اهتماما بالنسبة للمجمتع الدولي المنخرط في الأزمة السورية والأوكرانية، ولكن مجزرة بانتيو إعادة أزمة جنوب السودان إلى واجهة الاهتمام الدولي، فهل كان المجمتع الدولي ينتظر كارثة إنسانية بهذا الحجم حتى يتحرك على هذا النحو المتسارع، حيث صارت جوبا عاصمة الدولة الوليدة قبلة كبار المسؤولين الدوليين خلال الأسبوع المنصرم، كما أن موضوع جنوب السودان بات يتصدر اهتمامات وسائل الإعلام والمنظمات الدولية التي تبارت في التلويح بالعقوبات على من يعرقل العملية السلمية التي يعتزم المجتمع الدولي إطلاقها في جنوب السودان، ضرورة أن تتضمن لقاءً مباشراً بين الخصمين الرئيس سلفاكير وزعيم التمرد رياك مشار، وبعد أن أخذ وزير الخارجية الأمريكي موافقة الرئيس سلفاكير على اللقاء بعد زيارته لجوبا لا يزال موقف مشار غامضا مما دعا واشنطون التهديد بفض عقوبات على من يتخلف عن الحوار، وفي أسرع وقت ممكن.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي