محمود الدنعو

بوكو حرام وإسرائيل


[JUSTIFY]
بوكو حرام وإسرائيل

تصاعدت اهتمامات المجمتع الدولي بالأزمة النيجيرية، حيث تقارع الحكومة المركزية جماعة بوكو حرام الناشطة شمال شرق البلاد، وكما أشرنا من قبل فإن حادثة اختطاف 200 تلميذة من قبل الجماعة كانت الرافعة التي عجلت بالتدخلات الدولية من خلال عرض الخدمات الاستخبارية والفنية اللوجستية للحكومة النيجيرية في مسعاها لتحرير الفتيات المخطوفات، فحتى إسرائيل التي تمارس أبشع أنواع الاحتلال على الشعب الفلسطيني برزت في ثياب المنقذين، وقدم رئيس وزرائها من أبعد نقطة جغرافية عن نيجيريا من اليابان التي يزورها حاليا قدم عرضا للرئيس النيجيري جوناثان غودلك بالمساعدة. وقال نتياهو إن “إسرائيل تعرب عن صدمتها العميقة لهذه الجريمة التي ارتكبت ضد الفتيات”، مضيفا “نحن مستعدون للمساعدة في العثور على الفتيات ومكافحة الإرهاب الوحشي الذي يضربكم”.
ترى ما هو الكسب الذي جنته حركة بوكو حرام التي أتاحت لإسرائيل الفرصة للحديث الإرهاب الوحشي وبراءة الأطفال في عيني رئيس وزرائها، وهي آخر دولة في العالم يحق لها الحديث عن الإرهاب لأنه ممارسة يومية لديها ومكون رئيس من عقيدتها الوجودية.
بوكو حرام بهذا الاختطاف للفتيات الذي توجد مرجعية أخلاقية أو قانونية أو دينية تبرره، فتحت الباب واسعا أمام إسرائيل للتواجد في غرب القارة الأفريقية، حيث يتضمن عرض نتياهو إرسال بعثة خبراء إسرائيليين في مجال مكافحة الإرهاب إلى أبوجا.
الاهتمام الدولي الذي جاء على وقع بشاعة حادث الاختطاف تصاعد أمس الأول بعرض الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على زعماء الدول المجاورة لنيجيريا، وهي تشاد والكاميرون والنيجر وبنين، عقد قمة لمناقشة الوضع الأمني في نيجيريا تستضيفها باريس يوم السبت المقبل، عرض الرئيس هولاند جاء في وقت لا يزال وزير دفاعه جان إيف لودريان يواصل جولته في الساحل الأفريقي التي شملت السنغال وساحل العاج وموريتانيا، حيث أعلن وزير الدفاع الفرنسي عن نشر قوة من ثلاثة آلاف جندي في شمال مالي والنيجر وتشاد لرصد تحركات المقاتلين الإسلاميين، وقال لودريان: إن أفريقيا وفرنسا وأوروبا لديها “مصائر مرتبطة” في مجال الأمن؛ لأن “الإرهاب تهديد شامل”.
العرض الفرنسي يأتي في إطار الاهتمام الدولي المتنامي بمتابعة قضية اختطاف الفتيات، وقدمت الكثير من الدول مساعدات بمختلف الطرق، فقد أرسل الرئيس الأمريكي باراك أوباما مجموعة من المسؤولين العسكريين والمحققين وخبراء الطب الشرعي أملا في العثور على الفتيات وقدم الرئيس النيجيري خلال كلمته أمام المنتدى الاقتصادي العالمي الذي تستضيفه العاصمة أبوجا الشكر للدول الأجنبية بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين على دعمها لبلاده في محاولة إنقاذ الفتيات.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي