احمد دندش

فوضى (الجسد).!


[JUSTIFY]
فوضى (الجسد).!

(1)
غطت وجهها، وراحت تلتهم الشارع بعينيها اللتين فلتتا من حصار تلك (الطرحة)، من على البعد لاحت تلك السيارة الحمراء الانيقة، اقتربت هي اكثر من الحاجز الفاصل ما بين الاسفلت والشارع ومدت بساقها، توقفت السيارة الحمراء، قبل أن يقوم سائقها بإنزال الزجاج ويتطلع اليها بنظرات كانت ذات مغزى معين، ابتسمت هي من تحت غطاء وجهها وفتحت الباب وصعدت للسيارة قبل أن يسقط (الغطاء) من على وجهها، ويسقط معه كل كبرياء ذلك (الجسد).!
(2)
طرقات خفيفة على الباب جعلته يعدل من هندامه قبل أن يطلب دخول الطارق، لتطل من خلف الباب تلك الفتاة ذات الملامح البسيطة، اتسعت ابتسامته وهو يتابعها تتقدم نحوه بخطوات مرتبكة، طلب منها أن تجلس، قبل أن يسألها عن الوظيفة التى تريد أن تشغلها داخل مؤسسته، ببطء مدت اليه بمجموعة من الاوراق والشهادات التى تخصها، فحملها ووضعها جانباً قبل أن يقول لها وبلهجة حملت كل (قذارة) الدنيا: (الشهادات خليها هسي…خلينا في المهم).و….هكذا (يموت) الجسد.!!
(3)
اختارت (الاضيق) بين ثيابها لترتديه لحضور ذلك الحفل، دون أن تعلم أن الجسد ايضاً (يختنق).!
(4)
رفعت سماعة الهاتف وهي تصرخ بهستيريا، اما هو على الجانب الآخر فقد ظل يطلب منها الهدوء، اغلقت الهاتف بعد أن وضعته امام خيارين لا ثالث لهما، فهو اما أن يأتيها على وجه السرعة، او تأتيه هي، ولأنه يخشى عواقب أن تأتيه، قام بامتطاء سيارته وتوقف في ذلك الشارع الضيق الموازي لمنزلها قبل أن يهاتفها ويطلب منها الحضور اليه، دقائق وكانت تجلس الى جانبه وهي ترتعد، بينما كانت يدها تتحسس (بطنها المتكورة) بشيء من الرعب، نصف ساعة مرت قبل أن يتوقفا امام ذلك المنزل المتهالك، قبل أن يقوما بالدخول بسرعة، ويقابلا تلك المرأة الستينية والتى اشارت لها بالدخول لاحدى الغرف اما هو فقد جلس واضعاً يده على رأسه بتوتر لا مثيل له، ساعة كاملة مرت، قبل أن تخرج تلك المرأة وهي تحمل بين يديها ذلك الطفل الغضّ، وتشير اليه اشارة معينة، ليحمل الطفل قبل أن يصعد لسيارته ويضعه الى جانبه على المقعد وينطلق نحو تلك البقعة النائية المهجورة و….هكذا يرخص الجسد حتى يتحول لمجرد (قطعة لحم).!
شربكة أخيرة:
عزيزتي احلام مستغانمي…(الفوضى) لا تقتصر على الحواس وحسب، للجسد ايضاً (نصيب حزين).!!
[/JUSTIFY]

الشربكا يحلها – احمد دندش
صحيفة السوداني


تعليق واحد