تقنية معلومات

“FBI” يُحقّق في ظهور حواسيب غامضة في مكاتب الساسة الأميركييِّن


بعدما ظلَّ مجرمو الإنترنت يستعينون لفترات طويلة بتلك الطريقة التي يُطلق عليها “برمجيّات تروجان” عندما كانوا يرغبون في إلحاق الضرر بحواسيب ضحاياهم والقيام في الوقت ذاته بمباغتتهم عن طريق هجمات القرصنة ذات الأهداف الخبيثة، إستحدث هؤلاء القراصنة المحتالون أسلوبًا هجوميًّا جديدًا بعيدًا عن تلك البرمجيّات الضارّة، وقد أضافوا من خلاله بُعدًا مستحدثًا لآلياتهم الهجوميّة الشرّيرة، وذلك عن طريق تلك التقنية الجديدة التي تُعرف باسم “زرع الأجهزة” في الأماكن المستهدفة.

وقد دلّت صحيفة “الغارديان” البريطانيّة من جانبها على هذا الأسلوب المبتكر عبر تلك النظريّة التآمريّة الجديدة التي خرجت إلى النور أخيرًا، بعدما فوجئ جو مانشين، حاكم ولاية فرجينيا الغربيّة الأميركية، بتسلّم خمسة أجهزة كمبيوتر محمولة في مكتبه. وأشارت الصحيفة إلى أنّ تلك الكمبيوترات التي وصلت مكتب مانشين مطلع هذا الشهر جاءت مصحوبة بموجة من الشكوك والجدل حول الجهة التي قامت بإرسالها والأهداف المقصودة من ورائها. في حين كشفت الصحيفة عن أنّ موظفي مكتب حاكم الولاية الدؤوبين قاموا بفحص السجلاّت واكتشفوا عدم طلب تلك الكمبيوترات من جانب الإدارة.

وهنا أثيرت الشكوك، ففي الوقت الذي رجّح فيه البعض إرسال تلك الأجهزة من جانب مواطنين شعروا بأنّ حاكم ولايتهم بحاجة لأجهزة كمبيوتر جديدة، استبعد المسؤولون تلك الاحتمالية تمامًا. وفي غضون ذلك، نقلت تقارير صحافيّة عن كايل شافر، كبير الخبراء التكنولوجيين في الولاية، قوله: “ما نتوقّعه هو أنّ الأمر ليس بادرة حسن نية”. بينما قالت الصحيفة إنّه على الرّغم من عدم العثور على شيفرات خبيثة على الحواسيب، إلاّ أنّ مكتب التحقيقات الفيدرالي “FBI” يتطلّع الآن لمعرفة الجهة التي أتت من خلالها تلك الأجهزة الغامضة، وأشارت إلى أنّ الأدلّة التي حصل عليها مسؤولو المكتب تسير باتجاه أمر شرّير، وذلك نظرًا إلى أنّ حوادث مشابهة قد حدثت أيضًا في ولايتي فيرمونت ووايومنغ.

وتمضي الصحيفة لتشير إلى أنّ تقنية “زرع الأجهزة” بكامل هيئتها في مكان ما بغرض التجسّس أو شنّ هجمات قرصنة أو غيرها من الأهداف، سبق أن أثبتت جدواها إلى حدّ كبير في تلك الغارة التي حاول من خلالها بعض المحتالين على شبكة الإنترنت عام 2004 الاستيلاء على مبلغ قدره 220 مليون جنيه إسترليني من مكاتب مصرف “سوميتومو” الياباني في العاصمة البريطانيّة لندن. لكنّ الشرطة نجحت في إحباط تلك المحاولة، ولا يبدو أنّ مزوّد الخدمة الخاصّة بالحواسيب المحمولة قد نجحت في الحصول على أيّ معلومات قيِّمة كذلك. وبخصوص قضيّة حاكم ولاية فيرجينيا الغربيّة، فقد أشارت الصحيفة إلى أنّ مكتب الـ”FBI” لا يزال يواصل تحقيقاته بشأن الواقعة.

المصدر :ايلاف