محمود الدنعو

جيوش في جنوب السودان


[JUSTIFY]
جيوش في جنوب السودان

الحرب الدائرة منذ ما يقارب نصف العام في جنوب السودان تشارك فيها عديد الأطراف، وهو ما يشير إلى تهديد حقيقي وخطير للأمن الإقليمي، وعلى الدول المجاورة لجنوب السودان أخذ التحوطات كافة حتى لا تصلها ألسنة اللهب من حريق الجنوب الراهن، وأن يكون هناك تحرك جماعي على غرار مجموعة الإيقاد الآن لنشر قوات من المجموعة لسد الفراغ وخروج القوات الأخرى، وعلى رأسها القوات اليوغندية التي جاءت إلى جنوب السودان بحسابات استراتيجية تخص أمنها الوطني كونها الدولة المتاخمة لهذا الحريق، فضلاً على أن يوغندا تحارب منذ عقود متمردي جيش الرب الذين يختبئون في الأدغال ويعبرون الحدود بين يوغندا وجنوب السودان وأفريقيا الوسطى والكنغو، وبالتالي كان طبيعا أن تهرع القوات اليوغندية إلى التوغل، في جنوب السودان مع اندلاع الأزمة عسى أن تعثر على زعيم جيش الرب حوزيف كوني الهارب أو تحول دون استغلاله حالة الفوضى بجنوب السودان لتعزيز قواته ومهاجمه يوغندا، وهو الشيء نفسه الذي فعلته يوغندا مع أفريقيا الوسطى عند اندلاع الصراع هناك بين المليشيات المسيحية والإسلامية أرسلت يوغندا قوة وقامها 400 جندي في مهمة ظاهرها الفصل بين المليشيات المتحاربة وفي باطنها مراقبة وملاحقة عناصر جيش الرب التي قد تستثمر هذه الفوضى كذلك.
يوغندا تتعهد بالانسحاب من جنوب السودان بمجرد استكمال قوة البعثة التي تقودها الأمم المتحدة، وقال وزير الخارجية اليوغندي، سام كوتيسا، في مقابلة مع وكالة (رويترز)، إنه “بمجرد نشر القوة الإقليمية، التي تعمل مع الأمم المتحدة، ستنسحب يوغندا، ولن تبقى في جنوب السودان إلا لمحاربة جيش الرب”.
ويفهم من كلام وزير الخارجية اليوغندي أنهم باقون في الجنوب لفترات أطول، لأن استكمال نشر القوات التابعة للايقاد سيستغرق وقتا طويلا، كما أنه أشار حتى في استكمال نشر القوات ستبقى القوة اليوغندية لمحاربة جيش الرب.
القوات اليوغندية ليس وحدها في جنوب السودان، فهناك قوات الجبهة الثورية المتمردة في السودان التي طالتها الاتهامات من طرفي الصراع بجنوب السودان بأنها تعمل كقوات مرتزقة في هذه الحرب، بل إن أمر الجيوش المشاركة مضى إلى الدول الأبعد جغرافيا عن جنوب السودان، فقد كشف موقع (غاناويب) أن 300 جندي غاني عالقون في جنوب السودان في مهمة وصفها الموقع بالانتحارية، حيث وصل الجنود إلى هناك بطلب من الحكومة، وعندما وصلوا إلى رمبيك أخطرهم قائدهم بأن الخطة تغيرت، وعليهم التحول إلى منطقة دينشي التي سيطرت عليها قوات الحركة الشعبية قطاع الشمال وقبل التحرك صادرت حكومة جنوب السودان الأسلحة والمواد اللوجستية واتهمتهم بدعم التمرد.
تسريع نشر قوات الإيقاد بعد تجهيزها بالعتاد والتفويض سيضع حدا لتعدد هذه الجيوش.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي