محمود الدنعو

نارندرا مودي رئيسا للوزراء


[JUSTIFY]
نارندرا مودي رئيسا للوزراء

أخيرا قال الشعب الهندي كلمته في واحدة من أعرق الديمقراطيات في العالم وبات نارندرا مودي زعيم الحزب القومي الهندوسي بهاراتيا جاناتا، رئيس وزراء الهند، رغم التحفظات الدولية على شخصية مودي المثيرة للانقسام داخل المجتمع الهندي ولكن في الديمقراطية لابد من القبول بأصوات الأغلبية وخصوصا الأغلبية الكاسحة كالتي حظي بها مودي الذي وعد بإزالة العراقيل أمام الاستثمارات في مشروعات الطاقة والطرق والسكك الحديدية لإنعاش النمو الاقتصادي، بعد عشر سنوات من حكم حزب المؤتمر الوطني اتسمت بالشلل السياسي والتراجع الاقتصادي.

واحتفل أنصار الحزب الهندوسي أمس بما وصوفوه بـ”عهد جديد”، بعد ظهور النتائج التي أشارت إلى حصول الحزب على أغلبية مقاعد البرلمان وبفارق كبير عن منافسيه في سابقة لم تحدث منذ ثلاثين عاما.

في الضفة الأخرى لم يذهب أعضاء حزب المؤتمر إلى إنكار الواقع وتصويب الاتهامات إلى الغير كما جرت العادة في منطقتنا مع الخاسرين للانتخابات، بل إن عراقة التجربة الديمقراطية في الهند تجلت في ردات فعل قيادات حزب المؤتمر حيث أعلن راهول وصونيا غاندي اللذان يقودان حزب المؤتمر أنهما يتحملان مسؤولية الهزيمة الساحقة التي مني بها الحزب. وقالت رئيسة الحزب صونيا غاندي للصحافيين إن “الفوز والهزيمة جزء لا يتجزأ من الديمقراطية، أتحمل مسؤولية هذه الهزيمة”.

وعبر ابنها راهول غاندي الذي أدار الحملة الانتخابية للحزب والمرشح المحتمل لرئاسة الوزراء في حال فاز الحزب بالقول: “أريد أولا أن أهنئ الحكومة الجديدة. لقد تلقوا تفويض شعب هذا البلد. نحن سجلنا نتيجة سيئة”. وأضاف: “بصفتي نائب رئيسة الحزب أتحمل المسؤولية”

حزب المؤتمر الحاكم منذ عشر سنوات وغير المعتاد على الجلوس في مقاعد المعارضة منذ استقلال البلاد، أقر بالهزيمة التي قد تكون الأسوأ في تاريخه. وقال زعيم حزب المؤتمر والمتحدث باسمه رجيف شوكلا أمام الصحافيين في مقر الحزب في نيودلهي: “إننا نقبل بهزيمتنا ومستعدون للجلوس في مقاعد المعارضة” مضيفا أن: “مودي وعد الشعب بالقمر والنجوم والناس صدقوا هذا الحلم”

الوجه الجديد للهند ناريندرا مودي خاض حملته الانتخابية على أساس قدرته على حكم الهند وإنعاش الاقتصاد، رغم الانتقادات التي توجه له بسبب موقفه خلال الاضطرابات الطائفية التي وقعت في العام 2002 في ولايته غوجارات التي يحكمها منذ العام 2001، لعدم تحركه لإنقاذ حوالي ألف مسلم ضحايا تلك الاضطرابات وهو الموقف الذي أدى إلى توتر علاقة مودي بالولايات المتحدة التي رفضت منحه تأشيرة الدخول في العام 2005 وامتدت عزلة مودي إلى أوروبا، ولكن مؤخرا بعد أن أدركت الولايات المتحدة أن مودي بات الأوفر حظا في الانتخابات أعادت الاتصالات معه.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي