مقالات متنوعة
حسين خوجلي وكرة الثلج
الان عجت الساحة وماجت ، بالمتحدثين بين مؤيّد وبين ناكر او منتقد للحكم ، وما كنت احسبه قد حدث فعلا وهو ان كلام حسين خوجلي سيكون كرة الثلج السودانية التي ستكبر ورغم اننا في الصيف الحارق .. وان كان كل زماننا اصبح صيفا…
هذه الكرة تدحرجت وكبرت وجمعت من القاذورات ما جمعت في جوفها ، وبدلا ان تكون كرة بيضاء ناصعة البياض كالثلج ، اصبحت كرة ليّت حسين خوجلي يعيد النظر اليها ليرى كيف اصبح لونها اسودا كالحا مقيتا ، وبدلا ان تكون شفافة رطبة علها تحمل البرودة في هذا الصيف تحولت لتصبح وكأنها كرة لهب ملغومة ..
تذرعت المعارضة وحشرت انفها ليكون الامر سببا لخلاف ويعرقل مسيرة الحوار الوطني الذي انتظره المواطن المغلوب على امره لينفرج حاله ويتبدل هذا الكرب الذي يعيشه ..ونحن نعرف ان المعارضة لا اجندة لها لتحاور عليها وكلما قيل تعالوا الى كلمة سواء تذرعت باي مسبب لتعطيل الدعوة وتشتيت الاتفاق ..
وفقد تعلمنا من المعارضة المسلحة الخارجية كلما جلسوا الى الوسيط ووافقوا على الجلوس الى طاولة المفاوضات يفاجئونه بأجندة جديدة لم تكن موضع نقاش او تحاور , وحين يعلمون تمسك الحكومة بنقاط الحوار يعودون من حيث اتوا ..و الان لنستعد ان يحشر عرمان بند عن حرية الاديان ومنع الاعدام والغاء أي حد متفق عليه فقهياً
وكذلك وكما هو معتاد اتي المفلس السياسي ابو عيسى وحور الموضوع ظانا انه يمكنه ان يخلق منه خميرة عكننة او خميرة تجميع للشارع ليخرج ضد النظام وهذا هو الفهم الضيّق الذي تعيشه هذه المعارضة التي سئمنا من أفكارها المتخلفة ..
عنوان تحركهم سنحمي مريم .. ما اتعسكم يا متحجري التفكير وما اتعس تفكيركم البالي .. والذي يفضح ويكشف انكم حتى الصيّد في الماء العكر لا تعرفونه ..
المواطن ينظر الي الاركان الاربعة ينتظر مخلصا من حاله الذي اوجع من لا يعينه امر البلاد . وانتم تتسلقون سلالم من الرمل وتحتها نز من المياه والله انها لن توصلكم لمبتغاكم ، وان افكاركم هذه لن تجمعوا بها عشرة اشخاص حولكم .. فافيقوا يا هؤلاء فقد تغير الفهم السوداني وينتظر ان تتبدلوا ..
حسين خوجلي الان انت مسؤول عن صد هذا التفكير المتخلف والذي سئمناه منذ عشرات السنين وهو حشر الانف في الامر بقصد غير مصلحة عامة وزج الامور في غير محلها ..
قلت : على حسين خوجلي ان يتحمل تبعات الهجوم المنتظر و بالفعل اتته السهام من حيث لا يحتسب ، وربما هو الان ايضا تأسف لحاله لأنه اعطي ذريعة لمن لا يستحق ليزيد من تعكير الاجواء ..
هذا البلد اصبح بلد تتبادله المصائب وتتقاذفه امواج واعاصير الزمان التي لا ترحم ، سحق المواطن بسبب السياسة دمر اقتصاده بسبب السياسة ، انتهى تعليمه بحشر السياسة ، انعدم الابداع الا من العزف والغناء والامور الساقطة ، تبدل حال الموطن فاصبح من يستتر بقطعة بالية كأنما ارتدى من محلات كارتيه او شانيل, اصبح من يأكل وجبتين كاملتين كأنما يعيش في بلاد الغني والنعيم ، واصبح من يكُمل ابنه التعليم الجامعي فهو من خيرة القوم ..
ايها السياسيون حرام عليكم ما تفعلونه في بلدنا هذا وصدقوني قد رفعنا الاكف ليل نهار اللهم اعمي بصيرة ساستنا واعمي مدعيّ الوطنية فقد دمروا هذا البلد الذي كان اهلا للكرم والجود على جيرانه ..
اصبح الساسة في بلادي اكثر من المواطنين والاحزاب اكثر من الجامعات والمدارس . والجامعات اصبحت خرابا ومعترك بين الطلاب .. وتأصل الخلاف العرقي بين جنبات الجامعات .. تزايد البغض والكره حتى بين ابناء الحي ..انتشرت عصابة النهب والنيقرز ونامت عيون الداخلية هانئة وتفشى المرض ونامت وزارة الصحة غريرة العين ..
اللهم اني أسالك ان تسخر لنا من يأتي تحت ليل ويسيّطر على الوضع ويحشر كل هؤلاء الساسة في جحر واحد ويحرقهم بنار كما احرقوا قلب المواطن تحت ادعاء الوطنية .
اكل التناحر السياسي كل اخضر ويابس ، وعطل التناحر السياسي أي اتفاق لأجل ابنائنا ومستقبلهم . واصبح صوت المال هو الاعلى وسطوة الدولار هي الاقوى .ز ىخبراء ولا علماء استطاعوا فك طلاسم حالنا واستسلمنا للفرارات الارتجالية لمعالجو كل الامور ..
لا ادري متى يعيّ عواجيز ساستنا ان عليهم الان التقاعد والابتعاد ليأتي من يخطط وهو عالم وعارف ويبتعد هؤلاء القوم الذين صحيّ جدودنا ووجدوهم في هذه الحال ,, متى ينتهي عهد سماع نقار وعراك الصادق والترابي وابو عيسى وغيرهم من هؤلاء النفر الذين اتحدى ان تأتي قوة في العالم وتركبهم في عربة قطار واحد ..
فها هو المهدي بعد ان كان ينادي بالحوار ويجمع له ويعارض أي استعمال للقوة ضد النظام ها هو يشذ ويبتعد عن مبدأ الحوار أتدرون لماذا؟؟ لأنه ان احس ان الترابي اصبح قاب قوسين او ادني من الحكومة .. وهم بفعلهم هذا يضعون الحكومة في ماذق كيف تجمعهم وان جمعت الاثنين فسيشذ ابو عيسى حتما وان كان هو اصلا لا لون ولا طعم له .. اما تمامة العدد سيظل يراوح مكانه لا في العير ولا في النفير ..
والله العظيم واحلف صادقا لا يوجد شعب في العالم يكره بلاده مثل ما نفعل ولا احد يسرق بلاده كما نفعل نحن ولا يوجد بلد في العالم يفقد الوقت ولا يحترمه كما نفعل نحن ..لك الله يا بلادي
المثـــنى
فعلاً الشعب السوداني ملّ وفتر وكرِه كل السياسيين قداماهم وحديثي العهد منهم بالسياسة ، ربنا يُقيّض لينا من يحكم بما يُرضي الله بعد عُمر السودان المرَّ على الفاضي ولمدة 60 سنة عِجاف .