عالمية

حلف شمال الاطلسي يسعى لتهدئة الافغان بعد ضربة جوية مميتة

قندوز (افغانستان) (رويترز) – التقى ضباط عسكريون امريكيون والمان يوم السبت بعائلات وضحايا ضربة جوية لحلف شمال الاطلسي في شمال افغانستان في محاولة لتهدئة الغضب الناجم عن حادث قوض جهود الحلف لكسب قلوب وعقول الافغان.

ويقول مسؤولون افغان ان عشرات الاشخاص وكثير منهم مدنيون قتلوا عندما استهدفت طائرة امريكية مقاتلة من طراز اف-15 استدعتها القوات الالمانية شاحنات وقود مخطوفة في افغانستان قبل فجر يوم الجمعة.

وفي المستشفى المركزي بمدينة قندوز يرقد شفيع الله وهو طفل يتراوح عمره بين السادسة والسابعة في غرفة صغيرة كريهة الرائحة بالمستشفى ممتلئة بالاسرة وتعج بالذباب ويده وساقه بهما ضمادات جراء تعرضهما لحروق شديدة.

وقال الطفل لوفد برئاسة الاميرال بالبحرية الامريكية جريج سميث رئيس الشؤون العامة للقوات الامريكية وقوات حلف شمال الاطلسي في افغانستان وعددها 103 الاف جندي “ذهبت للحصول على الوقود مع الاخرين وساعتها سقطت القنابل علينا.”

واومأ الضباط الامريكيون والالمان برؤوسهم ودون بعضهم ملاحظات.

ويامل قادة حلف شمال الاطلسي تجنب رد فعل عنيف على الحادث الذي وقع بعد شهرين من اعلان القائد الجديد للقوات الامريكية وقوات الحلف في افغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال عن اتخاذ اجراءات توجب اتخاذ احتياطات اضافية لحماية المدنيين قبل اطلاق النار.

وانتقد وزراء بالاتحاد الاوروبي حلف شمال الاطلسي يوم السبت بعد الضربة الجوية.

وقع الهجوم الذي دمر جهودا لكسب “القلوب والعقول” في أفغانستان قبل يوم من اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في ستوكهولم لبحث سبل تعزيز الجهود الغربية لاشاعة الاستقرار في افغانستان والقضاء على تمرد اسلامي.

ووقع الهجوم في قندوز التي كانت هادئة الى حد كبير منذ الاطاحة بطالبان في عام 2001 لكنها في الاونة الاخيرة شهدت زيادة مفاجئة في الهجمات مع سيطرة المقاتلين على مناطق نائية.

وتخضع منطقة قندوز لحراسة القوة الالمانية البالغ قوامها 4000 جندي والعاملة ضمن قوة حلف الاطلسي. وتمنع برلين القوة الالمانية من العمل في مناطق القتال في الجنوب. وتجري ألمانيا انتخابات عامة في غضون ثلاثة اسابيع وسيزيد الحادث من سخونة نقاش داخلي بشأن حرب لا تحظى بتأييد كبير هناك.

وأكد الجيش الالماني ان قائدا المانيا أقر الضربة الجوية. وهذا الحادث يمكن ان يذكي جدلا بشأن الحرب التي لا تحظى بشعبية في المانيا قبل ثلاثة اسابيع من الانتخابات الالمانية.

ويقول حلف الاطلسي ان اهدافه كانت مقاتلي طالبان الذين خطفوا شاحنات الوقود لكنه أقر بأن بعض الضحايا كانوا من المدنيين.

وصافح سميث الذي ارسله ماكريستال الى المنطقة في مهمة لتقصي الحقائق الضحايا المصابين واقاربهم.

وقال لاحد اقارب المصابين خارج المستشفى ” نأسف للخسائر البشرية. نعبر عن تعازينا لجميع افراد قريتكم.”

وابلغ رويترز “اكتشاف ما حدث منذ ليلتين يمثل تحديا بالنسبة لنا. هناك قنبلتان اسقطتا على المنطقة. نحن بحاجة لان نكتشف ما حدث بالفعل.. ومدى تأثر السكان المحليين بهذا.”

واضاف انه ليس لديه ارقام عن عدد القتلى او المصابين.

وانحى حاكم اقليم قندوز محمد عمر باللائمة على السكان المحليين لمساعدتهم متمردي طالبان وقال ان السكان وطالبان مسؤولون عن فقد الارواح.

وابلغ عمر رويترز اليوم “القرويون دفعوا ثمن مساعدتهم وايوائهم للمتمردين.” وقال انه لم يجر الانتهاء من حصر عدد القتلى وان التحقيق مستمر.

وفي وقت لاحق من صباح يوم السبت انفجرت قنبلة مزروعة على جانب طريق فاصابت قافلة المانية بالقرب من المدينة في علامة اخرى على تصاعد عنف طالبان في المدينة. وشاهد فريق مراسلي رويترز مركبات مدمرة لكن حلف الاطلسي قال انه لا توجد تقارير عن وقوع قتلى.