منى سلمان

الإجازة الصيفية وخطر الخلايا الإرهابية

[ALIGN=CENTER]الإجازة الصيفية وخطر الخلايا الإرهابية !![/ALIGN] هل سمعت الأزهار تغني .. بحناجر من نسيم الجبال
وتحنو على قلوبنا بألوان الجمال
نغم ..نغم .. جاءت من بعيد ..
أين ما تسير .. تساعد الجميع وتنشر الربيع..
نغم ..نغم ..نغم صديقة الأشجار ..
كقطرة المطر.. رقيقة الشعور..رفيقة الزهور
* نغم هى طفلة صغيرة أتت من كوكب الأزهار لتساعد أطفال الأرض، على معرفة قيم الجمال والخير، وتعلمهم العناية بالزرع والأزهار، والأغنية الجميلة أعلاه هى مقدمة أو تتر مسلسل الأطفال (نغم) .. أسرتني كلمات الأغنية ولحنها الجميل وكنت أتمنى لو تم توزيعها خارج إطار المسلسل لما فيها من معاني الجمال .
قديما كانوا يصفون معلم الصبية بقلة العقل وقصر النظر وما ذلك إلا لكثرة إختلاطه بالأطفال مما يجعله يتطبع بطباعهم، أما فى أمثالنا الشعبية فيقولون (أم الصغار عاشيها ما تماشيها)، ومعنى المثل إن أم الأطفال يمكن أن تتعشى معها لانها تنشغل بمتابعتهم عن الأكل مما يعطيك الفرصة للإستفراد بالطعام، ولكن لا تخرج معها فى مشوار فسوف تستعجلك فى العودة لأطفالها، وأنا منذ أن غلبتني الريان وأخوانها، صرت ألاحظ بأنني ونتيجة لدكتاتورية العيال واستحواذهم على الريموت كنترول، وفرضهم علي متابعة قنوات الأطفال فى الليل والنهار، تغيرت أغنياتي المفضلة من بعد (ضنين الوعد) لكابلي، و(صدفة) وردى، وأغلى صلات عثمان حسين .. إلى نوعية (ياعمو الساعة كام؟)، وصارت أفضل أفلامي توم آند جيري وأحب الشخصيات عندي هم نغم وبوكاهانتس، تلك الهندية الحمراء الصغيرة التى حملت على عاتقها مهمة توحيد قومها ودعوتهم ليتوحوا وينبذوا الإحتراب، وما أحوجنا لبوكاهانتس سودانية تمسح احزان الكبار وتصنع ما لم يستطيعوا أن يصنعوه قبال الفاس يقع في الراس ونغني (تكنة وتكينتين .. بلدنا بقى بلدين) بدلا عن أن نغني مع بوكاهانتس:
حان الوقت كي نتجمع .. فى أعيننا فجر يسطع .. حلم الحرية يتحقق..
تابعت مع العيال أيضا مسلسل (أنا وأخي) الذى يدعو لإعلاء قيمة الترابط الأسري وهو يحكي عن صبي توفت والدته بعد أن أوصته برعاية أخيه الصغير، فيغني:
شوق يدفعني لأراها .. أمي ذكرى لا أنساها..
طيف أنقى .. من زبد الأيام أبقى ..
همساتها .. أحلى من ناي .. سكنت قلبي
كلماتها .. باتت نجواي .. تنير دربي
لا تنسى أخاك .. ترعاه يداك..
لو سرقت منا الأيام قلبا معطائا بسام
لن نستسلم للآلآم .. لن نستسلم للآلآم
ثم تابعت معهم (سمبا) ذلك الشبل الصغير الذى يحكم الغابة فيصنع منها نموذج المدينة الفاضلة فلنتأمل ما يحمل شعاره من قيم:
هل شاهدتم ذئبا فى البراري يقتل أخاه
هل شاهدتم يوما كلبا عض يدا ترعاه
هل شاهدتم فيلا يكذب ..يسرق ..يشهد زورا
ينكر حقا .. يفشي سرا .. يمشي مغرورا بأداه
حقيقية فلنشهد لقنوات الأطفال العربية بإجتيازها إمتحان اعلام الترفيه التربوي بجدارة، وهى تحاول أن تزرع فى نفوس أطفالنا قيم الخير والأخلاق والترابط الأسري بأكثر من ما يفعل الوالدين فى هذا الزمان الذى شغل البحث عن لقمة العيش فيه، الأهل عن تربية الأبناء فتركوها للجدات والشغالات ورياض الأطفال، فنجد أن الطفل يرتبط بالجدة أو المعلمة أكثر من إرتباطه بوالدته المتنازعة بين العمل وإلتزاماتها الأسرية، كذلك نجد أن الأوقات التى يقضيها الطفل أمام التلفاز أو الكمبيوتر أكثر من الأوقات التى يقضيها فى التواصل مع أسرته، فعندما أقارن طفولتنا بطفولة أبنائنا، نجد أن طفولتنا قد تميزت بعلاقات الصداقة والتواصل البرئ كما إنها تميزت بالإبداع والإبتكار فى نوعية ومواد اللعب مما يفتقده أبناؤنا اليوم.
ومن مميزات تلك القنوات ايضا الإسهام وبصورة فاعلة فى التوليف بين اللغة العربية الفصحى وبين أبنائنا، فأطفالي يتحدثون الفصحى فى ما بينهم بلسان سيبويه فى زمانه، ولكن لا يجب أن ننسى أنها تحد من النشاط البدني لهم لكثرة جلوسهم أمام الشاشة، فلقد كنا فى طفولتنا أشبه ما نكون بالقرود الصغيرة ، نتسلق الأسوار ونصعد إلى اسطح المنازل ونجيد الشقلبة (قلب الهوبه ومشية العقرب) وغيرها من الحركات البهلوانية والتى فى رأيّ كانت تمتص الكثير من طاقات الطفولة مما كان يجعل منا أطفال ودودين ومسالمين ، على العكس من أطفالنا الذين لا يجيدون سوى الإقتتال على الريموت أو ماوس الكمبيوتر، وعلى ذكر الكمبيوتر فأنا لا أخاف على أبنائنا من التلفاز رغما عن سلبيات الجلوس أمامه لأوقات طويلة إلا أن الخوف كل الخوف من ألعاب الكمبيوتر ومحلات ألعاب البلي استيشن، التي انتشرت مع بداية الإجازة .. ذلك الخطر الذي استشرى بيننا (ساعة غفلة)، فغالبيتها عبارة عن ألعاب عنف تصور معارك دموية تستعمل فيها الأسلحة الثقيلة ويقاتل فيها الاشرار رجال الشرطة ويردونهم بدم بارد، ولقد أثار قلقي إنشغال أطفالي بتلك الألعاب في الكمبيوتر وتباهيهم بعدد قتلاهم، فقد إنتبهت حينها إلى أنني ودون أن أدري، أرعى خلية إرهابية صغيرة !!

لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com

‫4 تعليقات

  1. تشدنى دائما الكتابة فى علم النفس التربوى لان ذلك هو مجال تخصصى واحاول ان اوصل هذه الرسالة من خلال التعقيب على مقالتك هل يعتبر التلفاز للطفل مشكلة فى هذا الزمان ؟ وهل تعتبر الالعاب التى يلعبها الطفل تؤدى بنتائج سلبية؟ اعتقد ان هذا الزمان يختلف عن الزمان الذى قبله وبالتالى تختلف ادوات الترفيه للاطفال لان الانسان وليد بيئته فالذى ينشا فى الغابة يستخدم ادوات اللعب الموجوده امامه لكن المشكلة ليست فى رؤية القنوات بل الاهم هو اختيار نوعية القنوات التى يبثها التلفاز لانها ترسخ فى نفس الطفل وهنالك رسالة غير مرئية بل رسالة تعنى معنى اخر ولذلك على الاباء والامهات ملاحظة ذلك كما ان تقسيم وقت الفراغ للطفل له اهمية لاهتمام من الناحية البدنية والنفسية وحقيقة علم نفس الاطفال له دور كبير فى متابعة الطفل لان الكفل له عقل كبير اودعه فيه الله ويمكن ان نرى ذلك من خلا ل الطفلة التى تبلغ عامين فى امريكا وهى تحفظ جميع عواصم العالم مما يعجز الكبار فى ذلك وانا كنت الاحظ ان مرشد الصف فى المرحلة الاولى من التعليم يكون لديه كراس يسجل فيه ملاحظاته عن كل طفل ويعرضها الى ولى الامر لمعالجة السلبيات ودفع الايجبيات فى نهاية العام لكى تقوم الاسرة برعاية الطفل او الطفلة … اذن ان الالعاب التى تنتشر لها اشياء ايجابية وسلبية ويمكن ان اقول ان ايجابياتها اكثر لان تعلم الطفل على الكميوتر يساعده مستقبليا افضل من اللعب القديم المعتمدعلى التعرض الامراض من سخانة وغيرها لكن ايضا لابد من مرعاة طاقة الطفل وللحديث بقية

  2. لكي التحية اختي منى علي مقالاتك الرائعة في مقالك اليوم حسيت كانك بتتكلمي بلساني واكيد كمان الكثيرات مثلي حقيقي التلفزيون اصبح شريك لنا في تربية اولادنا شئنا ام ابينا واطفال الزمن ازكياء لدرجة يعني بفهوها طائرة زي ما بقولوا عشان كدا لازم ننتبه جدا للقنوات البتابعوها .وانا من خلال تجربتي كام بعتبر انه حتى سن الثانية عشر الامن مستتب لكن الخوف كل الخوف من بعدها لانه الطفل اصبح في مرحلة حساسة ولاهو الكبير المسموح له بمشاهدة كل شئ ولا هو الصغير الزي يستجيب لكل شئ

  3. تحياتي للجميع وللاخت مني ، الموضوع جميل وهادف ، لكن لسه انتي من زمن اغنية ياعمو الساعة كام ، قنوات الاطفال كثيرة واتابعها باستمرار مجبرا اخاك لا بطل ولكن حذاري يااخوان من قتاة الاطفال mbc 3 لانها قناة هدامة بشهادة المختصين وفيها بعض المشاهد التي تخدش حياء الكبار ناهيك عن الصغار ، والكل يعرف حقيقة مجموعة قنوات mbc . واوصى بمشاهدة قناة طيور الجنة لان فيها اغاني هادفة وجميلة وتعليمية حتى بنتي نور ( سنتين ونص ) تحفظ اغانيها . ودمتم سالمين .

  4. مشكوره يا ام الارهابيين علي المفال الرائع وده ارهاب داخلي لانو الاطفال 24 ساعه في البيت ما في اي احتكاك في الخارج لذالك تفكيرهم كلو خيالي