الأمطار تحاصر المدارس : سيدي الوالي انتهت المهلة
عقب الأمطار التي حظيت بها ولاية الخرطوم صباح الاربعاء الماضي والتي على اثرها اعلن الوالي عن عطلة لمدة يومين لطلاب مدارس الاساس والثانوي ولكن استمرار هطول الأمطار أدى الى تفاقم الاوضاع في المدارس خاصة وانهيار جزئي وكلي لبعض المدارس ثم الاعلان ثانية عن عطلة اسبوعية يتم من خلالها معالجة اوضاع المدارس وتأمين سلامة طلابها والسعي الى ايجاد بدائل للفصول التي انهارت والتي تحت الانهيار وافتقدت للسلامة مع العمل على تجفيف باحات المدارس من مياه الأمطار.. ساعات تفصلنا عن استئناف الدراسة بتلك المدارس وللوقوف على الوضع من قريب ،،،قامت «الصحافة» بجولة داخل مدارس الولاية وفي منطقة الخرطوم جنوب «السلمة» مازالت مدارس السلمة تحيطها مياه الأمطار كالجزر وسط تلك المياه وبالداخل احتفظت ميادينها وفصولها بالمياه حتى تاريخ اليوم والملاحظ عدم وجود مصارف لهذه المدارس، وتقول لنا خالدة محجوب ان المدارس كانت تحتفظ بمياه الأمطار الماضية بعد ان اصبح السور الموضوع للاشجار هو الممر الوحيد للطلاب، ويقول عبد الرحيم بان المدارس الاساسية في الحي المجاور لهم انهارت مراحيضها بالكامل وحتى الآن لم يتم التحرك لمعالجة وضعها، ويتساءل عن كيفية استمرار طلاب اساس اطفال على حد وصفه الى نهاية اليوم الدراسي وبقائهم في مدارس بدون وجود مراحيض.
وبانفعال شديد يرد علينا كمال الدين بان الوعود بتجفيف المدارس لم تتم حتى الآن وبان سور المدرسة المجاورة لهم ارتوى تماما بفعل المياه المحيطة بالمدرسة وان فصولها لازال الدخول اليها عبر الحجارة التي وضعها الطلاب.
وفي الحاج يوسف الردمية قال أحمد محمد ان اسبوعا لم يكف لتجفيف المياه ولازالت المدارس مغمورة بها ولم تنقص لترا واحدا والخطر يهددها حتى اذا اعطانا الوالي خمسة عشر يوما غير كافية لكي نطمئن على اطفالنا من هذه المياه وحتى اذا جفت هذه المياه ستخلف وراءها البعوض والناموس لأن المنطقة تخلو تماما من المجاري والمصارف، ومن الاشياء الخطيرة ان جميع المدارس تقع على شارع الاسفلت الذي جرفته المياه واصبح لا وجود له مما أدى الى عدم التزام البعض بخط سيرهم نسبة للمياه، وهذا ناقوس خطر يقلق اسر الطلاب والخوف عليهم من تعرضهم للحوادث لأنهم كذلك يريدون تحاشي المياه ويبحثون عن خط سير آمن وهذا يعرضهم للخطر في زحمة العربات. اما حنان فقالت ان الوضع في المدارس لا يزال حرجا وبصراحة غير مطمئن على اطفالنا لان اغلبية المدارس نجد اسوارها متصدعة يعني تحت اي وقت احتمال احد الفصول يسقط وتذهب ارواح اطفالنا هدرا لذلك نطلب من المسؤولين ان يتفقدوا المدارس قبل الدخول فيها. كما اضافت بثينة التي أبدت قلقها من الخطر الذي يحيط بالمدارس والشوارع على أبنائها وقالت بالرغم من ان هذه العطلة ستؤثر على المقررات ويغتنمها الطلاب فرصة للعب الا ان قرار الوالي صائب حفاظا على ارواحهم خاصة ان جميع المدارس غير مؤهلة لاستقبال الخريف كما اوضحت قلقها من توصيل الكهرباء بصورة عشوائية وقد يتعرض الاطفال للصعقات الكهربائية. وذهب فيصل الى نفس الاتجاه في عدم تأهيل المدارس من بنية بصورة غير آمنة، ومن المفترض تكون من الاولويات التي تهتم بها السلطة لانها تجمع عددا من الارواح وأي خلل سيؤدي الى خسائر في الارواح وانا شخصيا عندما تنزل أمطار غزيرة امنع اولادي من الذهاب الي المدرسة في ذلك اليوم لعدم ثقتي في تأهيل المدرسة وبالرغم من ان القدر المكتوب سيأتي لكن نحتاط من الخطر خوفا من الندامة كما اننا نعلم ان الطفل عدو نفسه خاصة انه يحب الماء ولا يعلم بمضارها بل يريد ان يشبع غريزته باللعب عليها فما بالك لنتركه يقطع هذه المسافات دون رقيب يا ترى ماذا سيحدث لهم لذلك انا ارى ان اسبوعا غير كاف لتجفيف المياه بل نحتاج الى المزيد لكي يطمئن ولاة الامور على ابنائهم.
وفي أم درمان التقت «الصحافة» المواطن زين العابدين عبد الله من ام بدة السبيل والذي ابدى قلقه الشديد من استئناف الدراسة في وقت لازالت فيه الأمطار تحيط بمدارس ام بدة الاساس منها والثانوي ويقول بان له ابناء في مراحل دراسية مختلفة ولكن لم تقم أي جهة بالتحرك لمعالجة الوضع.
ولكن سمية عبد الله كان قلقها مضاعفاً خاصة وان ابناءها يجلسون في هذا العام لامتحانات الشهادة وعلى حد قولها ان تعطيل المدارس يؤخر فرصة الانتهاء من المقررات الدراسية وان استئناف الدراسة في الوقت الراهن يمثل مخاطرة بأرواح الطلاب في وقت لازالت فيه المياه الراكدة تحتل حيشان المدارس.
وفي اطراف أم درمان غرب الحارات، فالحال يغني عن السؤال ولا زال المصير المجهول يكتنف مصير تلك المدارس التي آلت أسوارها للسقوط بينما لم يصمد بعضها.
تهاني ـ هويدا ـ سحر :الصحافة