عالمية

نتنياهو يعلم أوباما الرقص الإسرائيلي: خطوة للأمام… خطوتان للخلف

yesrael%20hayoom%20carector لم تأخذ الصحف الإسرائيلية التصريحات الأميركية ضد إعلان نتنياهو إقرار نحو 500 وحدة بناء جديدة في المستوطنات وشرقي القدس قبل بدء فترة “تجميد البناء في الاستيطان” مأخذ الجد ولم تهول من مخاطر وإسقاطات الخلاف مع الولايات المتحدة، بل على العكس، بدا أن الصحف وللمرة الأولى منذ صعود نتنياهو تقف إلى جانب الأخير، معتبرة أن “الأزمة” الجديدة بين إدارة حكومة نتنياهو وبين إدارة أوباما هي ” أزمة متفق عليها” وفق عنوان معاريف، وأن نتنياهو يعلم أوباما أصول الرقص الإسرائيلي : ” خطوة للأمام وخطوتان للخلف”.

واستعرضت الصحف الإسرائيلية بإسهاب أن الأزمة وموقف نتنياهو الأخير كانت متوقعة عمليا وأن مستشاري نتنياهو ونتنياهو نفسه كانوا ألمحوا وصرحوا بنواياهم للمبعوث الأميركي جورج ميتشيل، في أكثر من مناسبة. إلى ذلك تناولت الصحف تقريرا للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أفاد أنه كان بمقدور إسرائيل وعلى مدار 9 أعوام منذ وقوع الملاح الإسرائيلي رون أراد في الأسر، العمل على إطلاق سراحه، حيث كان محتجزا في السجون الإيرانية لتسع سنوات قبل إعادته للبنان حيث قضى على ما يبدو متأثرا بالمرض .

ونقلت الصحف تصريحات جهات مصرية عن وصول مشعل إلى القاهرة، وتصريحات من حماس تتوقع عدم إتمام صفقة شاليط قبل نوفمبر القادم، كما توقفت الصحف عند قرار النرويج وقف الاستثمار في شركة ألفيت الإسرائيلية لتورطها في تشغيل كاميرات مراقبة على امتداد جدار الفصل ودعوة منظمات مناصرة للفلسطينيين في النرويج إلى توسيع نطاق المقاطعة على شركات الثري الروسي الأصل ليف ليفايف للسبب نفسهن مقابل دعوات إسرائيلية لاتخاذ خطوات مضادة ضد النرويج.

يسرائيل هيوم: نتنياهو يعلم أوباما الرقص على أصوله: خطوة للأمام .. خطوتان للخلف

مع ان هذا هو العنوان الذي اختاره رسام يسرائيل هيوم لرسمه اليومي، إلا أن الصحيفة، أكدت في السياق نفسه أن “القدس”، غير قلقة كثيرا من الانتقادات ضد تصريح نتنياهو وإقراره للبناء في المستوطنات قبل سريان موعد التجميد، الذي يتوقع أن يكون مطلع أكتوبر. وأكدت الصحيفة في هذا السياق، ما ذهبت إليه الصحف الأخرى أن الحكمة الإسرائيلية سبق لها وأن أطلعت الأميركيين في وقت سابق على قرار نتنياهو، وأن المبعوث الخاص، جورج ميتشل كان على علم بالموضوع. ووصفت المصادر الرد الأميركي بأنه ” موقف تم التعبير عنه على مدار أربعين عاما وبلهجة لا تيم فيها “كسر الأدوات”.

وأشارت الصحيفة في هذا السياق إلى أن نتنياهو حظي عبر هذه الخطوة بتأييد من غالبية وزراء الليكود، باستثناء نائب نتنياهو بوغي يعلون، وبينيامين بيغن. وأعلن مقربون من نتنياهو أن الأخير تمكن من وقف التمرد القادم قبل اندلاعه، وإن كان نتنيتهو يدرك أن بعض أعضاء الكنيست من الليكود مثل داني دنون، وتسيبي أحوطبول قد يعارضان اقتراحه، بل قد يطلبان عقد جلسة طارئة لمركز الليكود. لكن المقربين من نتياهو اعترفوا أن الأخير “لفت” انتباه الوزراء في الحكومة إلى أن أي معارضة لموقف الحكومة سيجر خطوات حقيقة ضد صاحبها.

وانشأ عضو الكنيست، أوفير أكونيس، الذي كان مساعدا خاصا لنتنياهو على مدار السنوات الماضية قبل انتخابه للكنيست، مقالة خاصة في يسرائيل هيوم اعتبر فيها أن إعلان نتنياهو يؤكد أن “حكومة الليكود لم توقف ولم تترك البناء في المستوطنات ولا آلاف الإسرائيليين فيها لمصيرهم. بل إن الليكود يواصل الاستيطان في كافة أنحاء البلاد، هذا هو المعنى الحقيقي الواضح والقاطع لقرار رئيس الحكومة بباء 3000 وحدة سكنية في بلدات مختلفة، مؤكدا أنه حتى لو استؤنفت المفاوضات فإن البناء لن يتوقف.

معاريف : أزمة متفق عليها

كتب بن كاسبيت في تعليقه على تصريحات نتنياهو، وعلى الصفحة الأولى، تحت صورة مشتركة تجمع أبواما ونتنياهو وهما مبتسمان: “لقد عرف الأميركيون أن نتنياهو سيصدر مئات التراخيص للبناء في المستوطنات قبل تجميد هذا البناء، لكنهم لم يعرفوا أنه سيقوم بذلك على رؤوس الأشهاد. فقد تلقوا في أوروبا بيانات مسبقة، قبل أسبوعين، وفي واشنطن قبل أسبوع. لم يباركوا ذلك، ولم يصادقوا على ذلك، لكن الطرفان تفاهما على أنهم سيبتلعون ذلك دون ان ينبسوا بكلمة. فقد اتصل بهم، مساء الخميس الماضي، المحامي يتسحاق مولخو، وأطلعهم على فحوى البيان قبل إعلانه، من جهة ثانية فإن أفراح كبيرة لم تنتج عن هذا البيان. ف”الطبخة”، التي عمل على إعدادها رام عيمانويل وجماعته في الشهر الأخيرة نضجت وحان الوقت لأن يتذوقها الجميع. إنه فشل معلن مسبقا، وحارق ومضيعة للوقت…قراءة خاطئة للخريطة وتوقيت سيء. فحتى السعوديون يعتقدون أنه تمت إضاعة نصف سنة عبثا، وأنه لم تكن هناك حاجة لهذا الكم الكبير من الطاقة لبذلها على موضوع المستوطنات.

كان من الأفضل الذهاب على خطى خطة سلام حقيقة واستغلال الطاقة التي نجمت بعد انتخاب أوباما لصالح عمل بناء. والآن فقد أدرك الأميركيون ن أخيرا حقيقة الوضع. فقد أظهر البيت الأبيض في الأسابيع الأخيرة ضيقا واستعجال متواصل وعدم صبر في كل ما يتعلق بمهمة ميتشيل: كانت الرسالة واضحة، هيا إلى الأمام يجب حسم الأمور، لجهة بناء أو عدم بناء بضعة مئات من الوحدات السكنية، فذلك لن يغير شيئا لأي كان (باستثناء أبو مازن) المهم هو الانتهاء من المهمة والوصول إلى قمة ثلاثية مشتركة في نيويورك هذا الشهر. أن الأوان لتوفير فرصة للرئيس لالتقاط صورة تليق به.. حان وقت النفاق.

سلام شامل خلال عامين، هذا ما قاله رجال الرئيس في الأسابيع الأولى. والآن بدءا يدركون أين وصلوا، وما الذي وقعوا فيه. فهم يدركون الآن أنه لا يمكن وقف ثقافة الكذب السائدة منذ اربعين عاما خلال أربعة شهور، وأنه لا يمكن تجميد حياة 300 ألف شخص. فماذا يمكن أن يفعلوا؟ فهم لا يعرفون على الإطلاق كيف يمكنهم النزول عن الشجرة التي اعتلوها، وسيكون عليهم الآن أيضا أن ينزلوا أبو مازن وأن يحضروه لنيويورك للمشاركة في لقاء القمة، بعد ذلك سيكون عليهم تنظيم وتدبير رزمة بوادر حسن نية عربية. قطر موافقة، وقد توافق أيضا الإمارات العربية المتحدة ودولة هنا وأخرى هناك. ولا يرون من السعودية لغاية الآن أي شيء حقيقي، والمغرب؟ حرية ملاحة جوية في أحسن الحالات. لن نرى هنا أمورا هائلة وكبيرة، وهذا ينطبق أيضا على القضايا المطروحة على جدول الأعمال.

في واشنطن لم يقرروا بعد موقفهم النهائي من خطة شمعون بيرس بشأن دولة فلسطينية في حدود مؤقتة، والمثير أن خطة السلام الاقتصادي لرئيس الحكومة الفلسطيني سلام فياض تتشابك مع خطة بيرس، لا حاجة لخسارة أي منها قبل بسرعة. ولكن ما يمكن أن ننعاه هو التكبر الأميركي الذي ميز النصف الأخير من هذا العام، والتطلعات الهائلة لبراك أوباما. سيكتشف أوباما قريبا أن الأشخاص الذين أداروا له الحملة غير موجودين فكم بالحري أولئك الذين عليهم أن يديروا له شؤون العالم.

المصدر :ايلاف