الصادق الرزيقي

مصر إلى أي اتجاه؟!

[JUSTIFY]
مصر إلى أي اتجاه؟!

< تدخل مصر بالانتخابات الرئاسية التي تبدأ اليوم مرحلة جديدة يخيم عليها الغموض والحيرة، حيث تسعى القوى التي انقلبت على الديمقراطية الوليدة وفي مقدمتها المؤسسة العسكرية، لشرعنة وجودها بعد إطاحتها الرئيس الشرعي المنتخب د. محمد مرسي، وانفتحت بعد الانقلاب العسكري فوهات الجحيم على الشعب المصري الذي أُذيق الثكل واليتم والسحل على أيدي السلطة الانقلابية المتعطشة للدماء. < تجرى هذه الانتخابات وسجون مصر تمتلئ وتتكدس بعشرات الآلاف من المعتقلين السياسيين من شرفاء مصر وشبابها وطلابها وفتياتها وأطفالها، ولم يسلم من أنياب ومخالب الانقلابيين أحد من مخاليفهم، فقد نهشوا لحم الأبرياء والقصر وولغوا في الدماء الزكية الطاهرة، وسودوا وجه مصر المضيء وشوهوا تاريخها وصادروا حاضرها وقضوا على مستقبلها. < وتنطلق اليوم هذه الانتخابات الرئاسية ومصر ليست هي التي نعرفها، غارقة في أزماتها وجنون القتل والعنف فيها، ولم تستطع السلطة الانقلابية منذ إطاحة الحكم الديمقراطي، أن تحقق شيئاً مما وعدت به الشعب المصري غداة انقلابها على شرعية الحكم، وزادت الأزمة الاقتصادية تفاقماً، ووصلت الخدمات والظروف المعيشية وانعدام السلع الأساسية والضرورية مثل الغاز إلى أدنى مستوى لها، وسيِّست المنظومة العدلية وانتشر البطش والقهر، وبلغت الأزمة السياسية الخانقة أقصى مراتب الاحتقان والظلم والحيف والإقصاء للخصوم. < ومع هذه الانتخابات لا تبدو صورة مصر في محيطها الإقليمي والدولي كما كانت، فقد خسرت كثيراً من الحلفاء والأصدقاء، وتعاني من عزلة في القارة الإفريقية التي علق فيها الاتحاد الإفريقي عضويتها، وتواجه عاصفة من الانتقادات الدولية والغضب لما وصلت إليه الأوضاع الداخلية والمحاكمات بالجملة بإعدام المخالفين والأبرياء. < كل هذه المشاهد الدامية والمخجلة التي تعيشها مصر، تجعل انتخاباتها الرئاسية عبئاً لا يمكن تحمله، فليس هناك أفق جديد في السياسة والتفكير، ولا برامج ولا توجهات يمكن أن تسهم في إعادة بلد عظيم إلى ما كان عليه وتجديد الثقة فيه. < ومن المضحكات المبكيات في مصر التي نامت نواطيرها عن ثعالبها، أن الرئيس المؤقت السيد عدلي منصور قال في خطابه أمس للمصريين وهو يحثهم على المشاركة في عمليات الاقتراع، إن الرئاسة المصرية تقف على الحياد وعلى مسافة واحدة من المرشحين الاثنين لمنصب الرئيس!! والكل يعلم أن قائد الجيش ووزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي هو الذي عين منصور رئيساً مؤقتاً بعد خطف الرئيس المنتخب د. محمد مرسي وإيداعه غيابت الجب وظلام السجن!! فهل المُعيّن سيكون محايداً في معركة طرفها من عينه واختاره وأجلسه على كرسي الرئاسة المؤقت حتى يستعد هو لتولي الحكم بالأصالة؟ والمرشح الثاني نفسه كان شريكاً أصيلاً في حزِّ عنق العهد الديمقراطي الحقيقي ويداه ملطختان بالدماء، وما خاض الانتخابات إلا ليعطي شرعية للمرشح الذي حسمت له الأمور قبل انتخابه!! < هذه المسرحية الهزلية التي تجرى اليوم في مصر، لن تضفي أية شرعية لشهوات القتل التي أحكمت خناقها، ولن تعيد لمصر أمنها وأمانها، لأنها ضد منطق التاريخ وسنة الحياة، فالدماء التي سالت من أجساد الشباب المصري النقي التقي، لن تضيع هدراً، فالحياة ليست عدمية لهذه الدرجة بأن يسود الباطش القاتل بحكمه الباطل، وتذهب الدماء وأرواح الشهداء سدى؟ وشيء أخير: < على صعيد العلاقة السودانية المصرية، فإن الحملة الجائرة التي يشنها الإعلام المصري على السودان، تطفئ الآن أي أمل في تحسين صورة مصر الرسمية والإعلامية لدى السودانيين، ويمكن أن تتباعد الخطى بين البلدين وعلاقاتهما تشهد فتوراً ملحوظاً سببه الطيش السياسي والإعلامي المصري وعدم تقدير الأمور بقدرها.. وليس أدل على ذلك من الطريقة المستفزة التي نقل بها الإعلام المصري والقنوات الدبلوماسية المصرية بعد أكثر من عشرة أيام خبر تهنئة الرئيس المؤقت عدلي منصور للرئيس البشير بنجاح العملية الجراحية التي أُجريت له.. وكأن البشير في واق الواق بعيد عن مصر.. أو كأن عدلي منصور لم يسمع ولم ير ولا يتكلم!! [/JUSTIFY][/SIZE]أما قبل - الصادق الرزيقي صحيفة الإنتباهة

تعليق واحد

  1. بالله عليكم من اين اتي هذا الكائن غريب الوجه واليد واللسان والحرامي السارق كمان؟؟؟؟ هذا تنطبق عليه مقولتان الاولي هي “ساقط وشايل قلمه يصحح. والثانية هي “غلفاء وشايلة موس تتطهر بها” يافاقد وساقط تربوي شوف بلدك وحكومتك الرمة الي اي اتجاه تففففففففففففففففففففففوووووووووووو.