طب وصحة

إختراع يجعل الألسنة تبصر وتقود كراسي المقعدين


لم يعد اللّسان وسيلة للتذوّق أو المناكفة فحسب، بل أصبح بإمكان هذه العضلة قيادة كراسي المقعدين ومساعدة فاقدي البصر على تلمّس طريقهم، وهو ما يعدّ أسلوبًا غير مسبوق في استخدام هذا العضو البشري. فلقد تمكّن علماء من معهد جورجيا للتقنية من اختراع كرسي متحرّك يسمح للناس العاجزين عن استخدام أيديهم وأرجلهم من تحريك أنفسهم بحركات بسيطة من ألسنتهم، حسبما ذكر ميسام غوفانالو، المشارك في فريق البحث.

وأوضح غوفانالو، أنّ اللسان يتمتّع بخاصيّة أساسيّة وهي عدم ارتباطه بالنّخاع الشوكي، على عكس اليدين والقدمين، الأمر الذي يمكّنه من التحرّك في حالات الشلل. ولاستخدام المقعد المتحرّك، يتمّ وضع مغناطيس بحجم حبّة العدس على لسان المُقعد، يتمّ تثبيته بغراء صالح للأكل، وبذلك عندما يقوم الشخص المصاب بلمس سنّ معيّن بلسانه، يبدأ المقعد بالتحرّك، مثل أن يلمس لسانه سنّه الأيسر فيتحرّك يسارًا.

وبيّن غوفانالو أنّ هناك مجسّات تتبع حركة اللسان وتبثّ الاتجاهات لتحريك المقعد المتحرّك. وقال غوفانالو: “إنّ اللسان يتحرّك دائمًا، ولكنّ التقنية المستخدمة هنا ذكيّة بما فيه الكفاية بحيث تتمكّن من التمييز بين الحركة العاديّة للعضل الفموي، والحركات التي يتوجّب عليها تحريك المقعد”.

وقام الباحثون بإجراء عدّة تجارب سريريّة الصيف الجاري، حيث تمكّن الأشخاص المصابون بنخاعهم الشوكي من التحرّك باستخدام ألسنتهم، وتبيّن أنّ المصابين الذين كانوا أكثر تجاوبًا باستخدام ألسنتهم هم الذين أصيبوا حديثًا، أكثر من نظرائهم المتعودين على استخدام التقنيّات العاديّة لتحريك مثل هذه المقاعد.

وأفاد العلماء بأنّ المقعد لن يصبح متوافرًا للناس وذلك بانتظار إجراء فحوص سريريّة أخرى في 2010.

ومن جهة أخرى، تمكّن علماء من تصميم جهاز يسمح للناس أن يروا من خلال ألسنتهم، وذلك عبر جهاز “رين بورت” الذي يساعد فاقدي البصر على تحسّس البيئة المحيطة بهم. فالجهاز الذي لا يتجاوز حجمه طابع البريد، مربوط بكاميرا فيديو رقميّة تقوم برسم مشهد بصري أمام الشخص الضرير عبر تحويلها إلى إشارات تنبيه ناعمة على اللسان يشعر بها صاحبها وكأنّها فقاعات. فمثلاً، بحسب العلماء، عندما يقوم ضرير بالتحرّك عبر الغرفة فإنّ الجهاز يقوم بإصدار ذبذبات عبر اللسان لإشعار الشخص بأنّه يتحرّك.

وقالت إيمي آرنولدسين، عالمة الأعصاب في الشركة المصنّعة لجهاز “ويكاب إنك،” إنّ العلماء لجأوا إلى اللّسان لأنّ هذا العضو “له كثافة عالية من التفرّعات النهائيّة للأعصاب، الأمر الذي يجعله حسّاسًا جدًّا”. وأشارات آرنولدسين إلى أنّ أعضاء أخرى من الجسم مثل الظهر ليست بالحساسية الكافية، في الوقت الذي تبيّن فيه أنّ بصمات الأصابع حساسة بشكل ملائم ولكنّ الناس عادة ما يحتاجونها لالتقاط الأشياء مثل الأكواب والصحون وغيرها.

وأضافت آرنولدسين: “إن وضع الجهاز على اللسان داخل الفم يحرّر يدي الضرير كي يتفاعل مع محيطه وبيئته، إضافة إلى إمكان إخفاء الجهاز في الفم”. وأفادت آرنولدسين بأنّ الجهاز لا يزال تحت التطوير، لكنّ الشركة لا تزال تأمل بأن تجعله متوافرًا للناس خلال العام المقبل.
المصدر :ايلاف