اقتصاد وأعمال

الايثانول.. الدخول للأسواق العالمية بالتدرج

حركت الازمة المالية قطاعات الانتاج حول العالم لتعود الصناعات التمويلية المرتبطة بالقطاع الزراعي من جديد الى دائرة الانتاج، بينما فقد النفط بريقه إثر تراجع اسعاره وكان ان ضربت موجة الاتجاه للوقود الحيوي كبديل وصاحب ذلك تدشين السودان لأول مصنع للايثانول في القارة السمراء، حيث ينتج الايثانول أو «الوقود الاخضر» من تخمير السكر الموجود في الحبوب الغذائية مثل القمح والذرة أو النباتات المنتجة للسكر مثل قصب السكر ليتم استخلاص مادة سائلة عديمة اللون قابلة للاشتعال.
ويوضح البروفيسور عصام بوب – الخبير الاقتصادي – ان كحول الايثانول تدخل في صناعات مختلفة كالكحول المستخدمة بالحقل الطبي وكوقود، حيث يتم خلطه مع البنزين لتشغيل المحركات المكنيكية المجهزة لتعمل به، كما يستخدم في صناعة المشروبات الروحية، ويقول بوب ان تحويل مركب بدائي مثل مخلفات صناعة السكر أو «المولاص» الى كحول عملية صعبة ومعقدة خاصة تحويله الى خام عالي الاستخلاص، واضاف بوب: ان انتاج (400) ألف طن من السكر يقابله انتاج مليوني طن من الايثانول وذلك سيمثل دفعة قوية للاقتصاد الوطني نسبة لرواج هذا المنتج في الاسواق العالمية مثل سويسرا واليابان، ويؤكد بوب على ضرورة الاعتماد على مياه الامطار ليرفع ذلك من الانتاجية السنوية لمحصول القصب مما سيغذي تلك الصناعة.
ويؤكد مدير الانتاج التجاري بمصنع سكر كنانة لـ (الرأي العام) ان الانتاج الحالي من الايثانول يقدر بـ (65) مليون لتر ويستدرج ليبلغ (200) مليون لتر خلال العامين القادمين مع توقعات بأن يكون السودان من اكبر الدول المنتجة له.
ويوضح الخبراء ان القطاعات التي يمكن ان يغذيها انتاج الايثانول السوداني هي قطاع السيارات وذلك باستخدامه كوقود بنسبة خلط (15%) مع البنزين أو لمحركات الطائرات ذات الوزن الخفيف.
ويتوقع ان يخلق ازدياد الطلب على الايثانول موجه مضادة لانتاجه من المناصرين لقضايا البيئة، حيث استند هؤلاء على الضرر المتوقع اذا استغلت الغابات مستقبلاً وازيلت لتنحصر المساحات المزروعة من القمح والذرة لانتاج الايثانول خاصة مع تراجع انتاج تلك المحاصيل لدى الدول المتقدمة مما سيدفع بالدول الفقيرة لسد تلك الحاجة المتزايدة بتوسيع مساحات القطع الجائر للغابات مما يدفع الى كارثة بينية، كما ان تخصيص مساحة لزراعة محاصيل موجهة لانتاج الايثانول تقلص المساحات المخصصة للمحاصيل الزراعية الاخرى مما يضر بالتوازن البيئى.
وتشير بعض التقارير الصادرة من الامم المتحدة عن خلفية ارتفاع موجة انتاج الوقود الحيوي انها تتسبب في رفع اسعار المواد الغذائية في سلسلة متصلة الى كل اجواء العالم.
يذكر ان نسبة انتاج كميات تجارية من الايثانول قد تصل الى (400) مليون دولار وهي قيمة الميزانية التي خصصتها وزارة الطاقة بالولايات المتحدة قبل سنوات لستة مشاريع لانتاج الايثانول.
هدير أحمد :الراي العام