نظام لحجب محتويات الشاشة.. عن أعين المتطفلين
قد تكون تعرضت إلى مثل هذا الموقف قبلا.. فقد يقوم أحد زملائك بالمرور أمام كومبيوترك في أثناء ساعات العمل، بينما يكون بريدك الإلكتروني مكشوفا للنظر. ولحمايته في مثل هذه الحالات، التي يشكل بعضها مشكلة فعلية، قامت شركة أميركية هي «أوكيوليس لابس» بتطوير نظامين من شأنهما حجب المحتويات الحساسة الظاهرة على شاشة الكومبيوتر، مقدمة بديلا للطبقات الخارجية من البلاستيك التي من شأنها حجب مثل هذه المحتويات عن النظر، ما لم يجر النظر إليها من زاوية مباشرة.
والمنتوج الأول من «أوكيوليس لابس» هو «كاميليون» Chameleon (أي الحرباء) ومصمم للأغراض العسكرية. وهو يقوم باختبار معايرة خاص بالمستخدمين الدائمين لملاحظة كيفية تحرك عيني الشخص المعني لدى قراءته النصوص. وبالنسبة إلى أغلبية الأشخاص فإن هذا النمط مختلف، إذ يقوم المستخدم بتعقب وملاحقة نقطة زرقاء حول تسعة مواقع على الشاشة.
رصد حركة العينين
* وعندما يكون «كاميليون» قيد الاستخدام يجري تعقب حركة عينَي الشخص عن طريق ما يسمى «غاييز تراكر» «gaze tracker» (راصد النظرة) الذي هو عبارة عن كاميرا تعمل بالأشعة تحت الحمراء، على حد قول بيل أندرسون رئيس «أوكيوليس لابس»، ونائب الرئيس السابق لقسم الترميز في شركة «سايف نيت»، في حديث لخبير في مؤسسة «آي دي جي» الاستشارية.
ولدى عرض أحد المستندات فإن المستخدم المصرح له فقط يمكنه الاطلاع عليه، في حين تقوم الكاميرا بتعقب حركة عينيه. أما بالنسبة إلى الأشخاص الذين لا يملكون نمط الرؤية ذاتها يتغير النص بالنسبة إليهم، بينما يرى أي شخص آخر مثل المترجم الذي يعمل مع العسكري لحساب القوات المسلحة هذه المحتويات التي جرى تصنيعها بشكل مقنع لتبدو كالمحتويات الحقيقية، ولكنها ليست كذلك.
ومثال على ذلك أن أي سطر من النص الذي يقول «لقد قطعت القطة الطريق» قد يبدو بالنسبة إلى المتلصص كـ«السلحفاة تناولت وجبة كبيرة من الأعشاب» كما يقول أندرسون.
وتغييرات النصوص السريعة هذه تحدث خلال 23 إلى 65 ملي ثانية، عندما تطرف العين بحركات سريعة، لكن المستخدم لا يلاحظ شيئا في جزء ضئيل من الثانية من العمى النسبي. أي: «نحن نضع المحتوى الخطأ مكان ما يوازي ربما المحتوى الصحيح» استنادا إلى أندرسون.
تغيير النصوص
* ويقوم «كاميليون» باعتراض محتوى التطبيق مثل ذلك الموجود في «مايكروسوفت وورد دوكيومنت» قبل أن يتطرق إلى بطاقة الغرافيكس ويغيرها. وبإمكان المستخدم المصرح له اكتشاف تغير النص قليلا خارج نطاق النظر الطرفي (المحيطي)، ولكن بصورة لا تؤثر على فهم نص الوثيقة واستيعابها وفق أندرسون.
ويقوم «كاميليون» بتغيير النص مستخدما معجما إحصائيا للخروج بمحتويات مقنعة، لكنها باطلة أو مغلوطة. وهذا يعني أنه لن يتوجب على الجندي أن يقلق من قيام المترجم بجمع معلومات استخباراتية. وفي نحو خمسة في المائة من الوقت في أي حال يمكن للأشخاص التشارك في نمط الرؤية ذاتها. وبمقدور «كاميليون» أيضا مقاومة الهجمات العاصفة، وهو أسلوب مضى عليه عقود بحيث يمكن تعقب الإشارات الإلكترونية التي تبثها الأجهزة مثل بطاقة الغرافيكس، وبالتالي استخدامها لفهم المحتوى واستيعابه على حد قول أندرسون. كما أنه قادر على تذليل المحاولات التي يجري فيها استخدام العدسات المكبرة لالتقاط صور عن محتوى الشاشة.
والتطبيقات التي تقوم بإرسال المعلومات إلى بطاقة الغرافيكس لا تعلم بـ«شاميليون». فالنظام حتى الآن يعمل مع كومبيوترات «بي سي» التي أساسها «مايكروسوفت ويندوز»، ولكن يمكن استخدامه مع نظم التشغيل الأخرى. وسيكلف «كاميليون» نحو 10 آلاف دولار للمقعد الواحد للحصول على رخصة دائمة. ويقول أندرسون أيضا إن «أوكيوليس» تنوي تسويق المنتج في الدوائر العسكرية الأميركية ودول حلف الأطلسي.
«برايفيت آي»
* وقامت «أوكيوليس» بتطوير منتج مشتق من الأصلي لخدمة المستهلكين والمؤسسات التجارية يُدعى «برايفيت آي» Private Eye الذي جرى طرحه قبل شهر في الأسواق. وهو يعمل مع كاميرات الويب العادية، ويتحرى عن الذي يستخدم الكومبيوتر بصورة رئيسية، وإذا ما غاب هذا المستخدم يجري زغللة للنص الموجود على الشاشة خلال 100 ملي ثانية، كما يقول أندرسون. والمعلوم أن مستخدمي الكومبيوتر يترددون أحيانا، أو ينازعهم شعور بضرورة إغلاق النوافذ على الكومبيوتر عندما يقترب زميل لهم منهم، مما يعني بادرة عدم تهذيب، أو إشارة إلى عدم الثقة. ولكن عندما يدرك الجميع أن «برايفيت آي» هو قيد الاستخدام، تتوقف جميع هذه التصورات المسبقة عند حدها، «فلا أحد يرغب في أن يظهر بمظهر المتطفل» كما يقول أندرسون.
ومع قدوم النسخة الجديدة «برايفيت آي بروفيشينال» فإنه إذا شاهدت كاميرا «ويبكام» شخصا آخر خلف المستخدم المصرح له، تقوم بعرض نافذة فيديو بحجم بصمة الإصبع (ثامبنايل) لصورة المتطفل هذا. أي أن المتطفل يرى وجهه ليدرك أنه قد جرى القبض عليه بالجرم المشهود، كما يقول أندرسون.
وتباع النسخة الواحدة العادية من «برايفيت آي» بمبلغ 19.95 دولارا للمستهلك المرخص له، وبـ59.95 دولارا للمستخدم التجاري. والرخص هنا دائمية. أما «برايفيت آي بروفيشنال» فستباع بـ59.95 دولارا للاستخدام غير التجاري، وبـ119.95 دولارا للاستخدام التجاري.
ويقول أندرسون إن «أوكيوليس لابس» التي بدأت قبل سنتين بتمويل قدره مليون دولار من قبل العائلة والأصدقاء، تأمل أن تدخل تقنيتها في نسيج المنتجات الأمنية الخاصة بتسريب المعلومات التي تعرضها الشركات الكبيرة. أما الخيار الآخر فهو عقد صفقات أمنية مع منتجي المعدات الأصلية لشحن «برايفيت آي» إليهم مع أجهزة كومبيوتر «بي سي». وتعمل «أوكيوليس لابس» لجمع مليون إلى 1.5 مليون دولار أخرى خلال السنوات القليلة المقبلة.
المصدر :الشرق الاوسط