“حفتر” على خطى السيسي

تطورات الأحداث في ليبيا فرضت على الولايات المتحدة والدول الغربية إصدار بيان مشترك دعت خلاله الأطراف كافة إلى حوار سياسي ليبي شامل يفضي لاتفاق بشأن خريطة طريق سياسية لعملية انتقالية في البلاد، وناشد البيان الممهور من قبل الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، إيطاليا، ألمانيا والاتحاد الأوروبي.. ناشدهم خلق بيئة بناءة تساعد على إجراء الانتخابات البرلمانية في أسرع وقت ممكن.
الاهتمام الدولي بتطورات الأزمة الليبية يتزامن مع مخاوف إقليمية من امتداد الفوضى إلى دول الجوار، وهو ما دفع دول المغرب العربي للإعلان عن عقد اجتماع طارئ مطلع الشهر المقبل في تونس، لبحث التطورات السياسية والأمنية الأخيرة في ليبيا، وطبقاً لبيان وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي أن ما يجرى في ليبيا الآن والذي يطلق عليه منفذونه معركة الكرامة يثير المخاوف من دخول البلاد في مرحلة جديدة من الفوضى التى رافقت ليبيا الحديثة بعد الإطاحة بالقذافي، حالة عدم الاستقرار السياسي وحتى الفوضى السياسية لهو أمر متوقع وطبيعي في حالة ليبيا، كما هو الحال في تونس ومصر اللتين تعيشان مخاض التحول بعد ثورات الربيع العربي التي أطاحت بالنظم القديمة، ولكن المخاوف في ليبيا تنبع من أنها تحولت خلال الفترة الانتقالية إلى دولة مليشيات بامتياز. حيث ينتشر السلاح الذي تقول إحصائيات موثقة بأن هناك (٢٥) مليون قطعة سلاح في متناول الأيدي و(٢٥٠) ألف مقاتل مستعدون للمواجهة.
ورغم أن اللواء «خليفة حفتر» قائد القوات البرية السابق الذي فشل من قبل في محاولة انقلابية، نجح هذه المرة في السيطرة الأمنية، ووجد سنداً شعبياً بات في تنامٍ متصاعد، بجانب سند إقليمي ودولي غير معلن، كونه يرفع شعار تطهير البلاد من الإرهابيين والمليشيات الإسلامية، وهو توجه دولي يتناغم مع الحملات الغربية التي تقودها فرنسا في مالي وأفريقيا الوسطى ذات التماس مع ليبيا.
ويُحظى حفتر الذي خلعت عليه بعض وسائل الإعلام الدولية لقب (السيسى المصري) في إشارة إلى وزير الدفاع المصري السابق والمرشح الرئاسي الحالي عبد الفتاح السيسي شعبية كبيرة، ولكن ما هي طموحات حفتر السياسية؟.. هل هو زاهد في السلطة كما يقول في مقابلة مع وكالة “أسوشيتدبرس الأمريكية” بأن هدفه فقط طرد كل الإرهابيين المسلحين من ليبيا؟.. وقال حفتر إنه لا يسعى إلى السلطة، بل إلى أن تكون لليبيا قيادة مختارة في انتخابات ديمقراطية، واعتبر أن وجود جيش قوي سيكون صمام أمان ضد الزعماء الفاسدين.
ويبدو أن حفتر سيمضي على خطى السيسي، فهو معجب بالسيسي ويتمنى فوزه في الانتخابات المصرية، وقال حفتر في تصريحاته لقناة (سي بي سي) المصرية: سأترشح لرئاسة ليبيا إذا طلب الشعب مني.!