عودة أسامة عبدالله.. وتعقيب الجعلي
نهار أمس.. وفي فندق السلام روتانا عاد الأستاذ أسامة عبدالله وزير الكهرباء السابق- إلى الأضواء مرة أخرى.. جمع عدد كبير من الإعلاميين في جلسة تفاكرية لمشروعه الجديد (مؤسسة سودان فاونديشين).. التي تطرح خطة (بناء السودان) في الفترة من (2015-2025).
الفكرة كما طرحها صاحبها.. تهتم بمحاور التنمية الاقتصادية والاجتماعية ولا علاقة لها بالسياسة.. وتستهدف إلحاق السودان بركب الدول الطافرة بأعجل ماتيسر.. من خلال برنامج تنمية محدد بدقة.. يقلع في الفضاء بمحركات نفاثة مدروسة بعناية..
وبدون أدنى شك الفكرة راجحة ومطلوبة جداً- لكنها تواجه مشكلة كبرى.. هي الساسة والسياسة..
من الممكن لعشرات السودانيين الغيورين على وطنهم والحادبين على شعبهم استلهام نفس الفكرة .. ليصبح في السودان عشرات الـ(سودان فاونديشين).. لكن مثل هذه الأفكار كالأزهار- لن تنمو في تربة بلادنا المعطوبة بالسياسة والبطاقة الحزبية الضيقة.
نحن بلد تحكمه حكومة (كبيرة جداً).. تدير كل شئ.. تتدخل في التجارة والاقتصاد والرياضة والفن حتى في (زواج البركة)..
ولو كانت أي حكومة لربما كان الأمر أخف قليلاً.. لكنها حكومة حزبية حتى النخاع.. تقسم البلاد إلى صالحين.. وطالحين..”عباد” و”أوغاد”..
هذه الحقيقة حاضرة حتى ولو غابت.. حاضرة لأنها محفورة في عقل أي موظف عام.. مكتوب في جبينه أنه موظف بأمر الحزب ولضمان مصالحه أولاً.. حتى ولو كان هذا الموظف العام بدرجة وزير إعلام اتحادي .. مثل الدكتور أحمد بلال عثمان الذي قدم خلال الأسبوع الماضي استعراضاَ بهلوانياً حير حتى حزبه فتبرأ منه.. قدم برهاناً ساطعاً على فهم الموظف العام أن (الكرسي) هبة الولاء لحزب المؤتمر الوطني.. فأوغل في (الدور) حتى تكرم عليه صديقنا الأخ الطاهر ساتي برتبة (الفريق إعلام: أحمد بلال).
مثل هذه المشروعات التنموي مضمون النجاح مائة في المائة.. لو نجحنا في فصل طبقة السياسة Political Layer من بقية الدولة.. لتصبح السياسة مجرد مقهى صغير في الشارع السوداني العريض. يرتاده عباري سبيل ..
تعقيباً على عمود حديث المدينة أمس.. وصلتني الرسالة التالية من الأخ الكريم البروفسير البخاري الجعلي..
الكاتب النابه الأستاذ/ عثمان ميرغني…… المحترم
لك المودة والإحترام. وأصدقك القول ” والله انت ما تنفع قاضي أبداً” لكن ربما تصلح حاكماً عاماً للسودان فقد حباك الله برؤى وبصيرة Vision نافذتين أحسب أن السودان بحاجة ماسة لهما. وبالمناسبة لو كان حاكم عام السودان ما زال موجوداً لما آلت الأوضاع في الوطن العزيز إلى هذه المرحلة من التردي والسوء ومن الجهل والمرض والفقر. صحيح أيها الصديق الودود أن ما توقعته قد حدث بالنسبة للجدل الدائر حول قضية السيدة التي أدينت بـ( حكم ابتدائي) بالردة. وهو الحكم الذي وضع الجهاز العدلي في ورطه وهو ركن من أركان الدولة الأساسية وبالتالي وضع الدولة برمتها في وضع لا تحسد عليه. ولست متأكداً ماذا قال علماء السلطة والسلطان عن مراسم الجنازة الرسمية للمرحوم أروك طون أروك وكذلك عن الحكم الصادر بالردة. لقد عهدناهم يصدرون الفتاوى والبيانات ولا سيما ذات الطابع المؤيد والمناصر للنظام الحاكم قبل أن يجف المداد الذي بشأنه يصدرون الفتاوى والبيانات ولله في خلقه شؤون.. وبالرغم من كل هذا وذلك أرجو أن أذكرك أيها الصديق بأمرين هامين.. أولهما أن القاضي لا يحكم بما يعلم والثاني بالضرورة أنه لا يحكم بما يتوقع به في المستقبل لذلك ما زلت مصراً على أنك جدير بأن تكون حاكماً عاماً للسودان ولكن بالتأكيد غير جدير بأن تكون قاضياً.
أخــوك البخــاري،،،،
[/JUSTIFY]حديث المدينة – صحيفة اليوم التالي
[Email]hadeeth.almadina@gmail.com[/Email]
يا اسامة انت فشلت في سودان خزانيشن دار تمشي تفتش لي سودان فاونديشن.