الحريري قد يعتذر بعد رفض المعارضة تشكيلته الحكومية
بيروت (رويترز) – أبلغت جماعات المعارضة اللبنانية الرئيس اللبناني ميشال سليمان يوم الثلاثاء رفضها الرسمي للتشكيل المقترح للحكومة الذي قدمه رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري مما يثير احتمال تنحي الحريري.
وسلم الحريري التشكيل الحكومي المقترح لسليمان يوم الاثنين في خطوة قوبلت برفض سريع من تحالف 8 اذار المعارض الذي يضم حزب الله المدعوم من سوريا وايران.
وقال جبران باسيل وهو سياسي مسيحي معارض بعد لقائه مع سليمان “أكيد نعتبر الذي حصل أمرا غير لائق لا بديمقراطيتنا ولا بأسلوب التعاطي معنا. نحن كنا نطلب من الرئيس المكلف أن يقدم صيغة مقابلة لمطالبنا لكي يصير نقاش حولها.”
اضاف ” أبلغنا فخامته (الرئيس) موقفنا الرافض والواضح للتشكيلة الحكومية المقترحة…لكننا في نفس الوقت فان المعارضة منفتحة وايجابية وهي تعتمد الحوار وليست في وارد قطع الطريق على اي نقاش في البلد”
وضم الوفد الذي التقى مع سليمان أيضا ممثلين لحزب الله وحليفته حركة أمل الشيعية.
وتقول مصادر سياسية ان الحريري ربما يرد على الرفض القاطع الذي أبدته المعارضة بالتنحي. ومن المتوقع في تلك الحالة أن يجري سليمان مشاورات مع نواب البرلمان في وقت لاحق من الاسبوع لتكليف رئيس وزراء جديد.
ومن المتوقع أن يعاد تكليف الحريري الذي يحظى بالدعم من الولايات المتحدة والسعودية مما سيجدد تفويضه لرئاسة الوزراء. والحريري هو زعيم الاغلبية في البرلمان منذ فوزه بانتخابات اجريت في السابع من يونيو حزيران.
ولم يستطع الحريري التوصل لاتفاق مع المعارضة حول تشكيل الحكومة منذ تكليفه رئيسا للوزراء في يونيو.
وأخر المأزق الذي طال امده بشأن الحكومة قرارت الاصلاح الاقتصادي والتطوير الاداري. ويخشى البعض من ان هذه المواجهة قد تعيد احياء التوترات الطائفية التي ادت الى اثارة العنف في الشوراع في الماضي وقد تؤدي الى نفور المستثمرين وشل القطاع السياحي.
وقال بول سالم مدير مركز كارنيجي للشرق الاوسط في بيروت ان عمل الحريري في حد ذاته لا يؤدي الى تغيير الواقع العام مضيفا لرويترز “انا اميل الى الاعتقاد انه يساعد على تحريك الكرة الى الامام ويعطيها بعض الدينامية”
وقال في اشارة الى حلفاء الفريقين المتنافسين الاقليميين والدوليين “سوف يجتذب الاهتمام الاقليمي والدولي ويضع لبنان في عناوين الصحف مرة اخرى ويشير الى وجود مشكلة ما قد يثير بعض ‘المساعدة’ مما يدفع اللاعبين هنا الى اتمام الصفقة”
وعقدت عدة جولات من المحادثات بين المملكة العربية السعودية وسوريا مباشرة بعد الانتخابات ولكن المحادثات توقفت فجأة في يوليو تموز.
واتفق الفرقاء المتناحرون على تقسيم المقاعد في الحكومة الجديدة بحيث يحصل تحالف “14 اذار” الذي يتزعمه الحريري على 15 مقعدا وتحالف 8 اذارالذي يضم حزب الله والتيار الوطني الحر برئاسة زعيم المعارضة المسيحية ميشال عون عشرة مقاعد وزارية.
ويسمح للرئيس سليمان بتعيين الوزراء الخمسة الباقين مما يعطيه القول الفصل في قرارات الحكومة.
وبعد ان عجز الحريري عن التوصل الى اتفاق مع سياسيي المعارضة سلم الرئيس سليمان تشكيلة حكومية مقترحة من 30 وزيرا على امل تشكيل الحكومة الجديدة قبل سفر الرئيس الى الجمعية العامة للامم المتحدة في وقت لاحق من هذا الشهر.
ومن النقاط الرئيسية في النزاع مطلب الزعيم المسيحي ميشال عون باحتفاظ صهره جبران باسيل بمنصب وزير الاتصالات وتسمية وزير الداخلية وهو ما رفضه الحريري.
وهاجم امين عام حزب الله حسن نصر الله الاثنين خطوة الحريري قائلا انها ستزيد من تعقيد الازمة.