محمود الدنعو

بين كرزاي وأباما


[JUSTIFY]
بين كرزاي وأباما

الهوة بين الرئيس الأفغاني حميد كرزاي ونظيره الأميركي باراك أوباما لا تزال عميقة رغم أن الأول على أبواب مغادرة الرئاسة الأفغانية، ولكن الخلاف حول توقيع الاتفاقية الأمنية التي تنظم العلاقة بين البلدين بعد رحيل القوات الأمريكية هذا العام من أفغانستان هو الذي جعل العلاقة بين الرجلين اللذين كانا حليفين إستراتيجيين بالأمس تصل من الفتور إلى درجة أن يرفض كرزاي مقابلة ضيفه أوباما في قاعدة باغرام بافغانستان، التي وصل إليها أوباما يوم الأحد في زيارة مفاجئة، قد يكون الطابع المفاجئ للزيارة حال دون وصول كرزاي إلى باغرام ليكون في استقبال أوباما، ولكن الواقع أن الهوة بينهما أحد أسباب رفض كرزاي مقابلة ضيفه أوباما الذي تفقد القوات الأمريكية في أفغانستان في زيارة الساعات الأربع غير المعلنة مسبقا. وخلال الزيارة تعهد أوباما بأن يعلن قريبا عدد الجنود الأميركيين الذين قد يبقون في هذا البلد بعد انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي منه في نهاية العام الجاري، وعدد الجنود المتخلفين هو سبب الخلافات بين أوباما وكرزاي، وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية للصحفيين، إن الرئيس أوباما اتصل بحامد كرزاي من طائرة الرئاسة بعد مغادرته أفغانستان. وقال إنه يريد أن يبرم اتفاقية أمنية مع الشخص الذي سيخلف كرزاي في الرئاسة.
والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لا يذهب أوباما إلى مقابلة كرزاي في كابول، ومحاولة ترطيب الأجواء، خصوصا وأن واشنطون تراهن على خليفة كرزاي للتوقيع على الاتفاقية الأمنية، بينما يرى مراقبون أن نفوذ كرزاي ستواصل عندما ينتخب خليفته، وأن على واشنطون أن لا تراهن على تغيير كامل في السياسات الأفغانية بانتخاب أحد المرشحين الذين سيخوضان جولة الإعادة في الرابع عشر من الشهر المقبل، وهما الزعيم السابق للتحالف الشمالي المناهض لطالبان عبد الله عبد الله والاقتصادي السابق بالبنك الدولي أشرف عبد الغني، فكلاهما دعا بالتوقيع على الاتفاق فور إعلان فوز أحدهما وتشكيل الحكومة الجديدة.
وكان الرئيس أوباما بعد فشل سلسلة محاولات مع كرزاي للتوقيع على الاتفاق الأمني أطلق في فبراير الماضي تحذيرا شديد اللهجة إلى كرزاي بالانسحاب الكامل من أفغانستان من دون الإبقاء على جزء من القوات للعمل على تدريب القوات الأفغانية لمواجهة حركة الطالبان، التي ربط كرزاي التوقيع على الاتفاقية مع أوباما بالتوصل إلى اتفاقية مصالحة وطنية مع طالبان، حتى يغلق الباب أمام القوات الأمريكية التي تشن هجمات بطائرات من دون طيار على المدنيين الأفغان بحجة مطاردة عناصر طالبان والقاعدة، بينما يريد أوباما ضمانة أن لا تستخدم أفغانستان قاعدة لهجمات ضد بلاده.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي