طه الضرس بعيداً عن المسكنات (الأخيرة)
قال طه سليمان في حواره الاخير بهذه الصحيفة بأنه لا يلتفت للنقاد لأنهم وباختصار لا يحملون (شهادات في النقد)، وغريب امر طه سليمان، فأنا لا أعتقد انه من الفنانين الذين من المفترض ان يطالبوا اي ناقد بشهادة نقد فني، لأن اعماله واغنياته في الاصل لا تحتاج لتلك الدرجة العلمية لتقييمها، ولا اظن ان بعض النقاد سيقومون بدراسة النقد الفني من اجل تقييم اغنية مثل (الليلة الدق) او (جناي البريدو) او (حرامي القلوب تلب)، وكنت سآخذ الحديث عن ضرورة وجود شهادات اذا جاء الحديث من فنان مثل محمد الامين او ابوعركي البخيت لأن اغنياتهم تستحق ذلك، اما اغنيات طه سليمان فلا اظنها تحتاج لأكثر من (مستمع جيد) للتفريق بينها وبين الاغنيات ذات القيمة والتأثير والخلود.
الامر الآخر والذى اود ان الفت اليه انتباه طه سليمان، هو ضرورة ان يتخلص من تلك (العدائية غير المبررة) تجاه كل مايكتب حوله من نقد، وان يحاول ان يستفيد حتى من النقد الذى يأتيه من الجمهور، واظن ان ذلك الامر لن يحدث الا اذا ازال طه سليمان تلك الغشاوة عن عينيه، والتى تصور له كل منتقديه كـ(شياطين) وبأنهم مجرد (مستهدفين)، وان يحاول قليلاً ان يستمع للرأي الآخر وان يمنح الآخرين فرصة تقييم اعماله، واظن ان هذا الامر هو (سلوك تلقائي) يفترض ان يتوفر داخل كل مطرب في الساحة الفنية.
اقول دوماً ان طه سليمان فنان موهوب وصاحب طموح كبير لكنه يترجم ذلك بصورة خاطئة وبأسلوب عشوائي للغاية معتمداً على بعض النصائح (الملغومة) التى يمنحها له بعض (الهتيفة والمطبلاتية) المستفيدين منه، تلك النصائح التى ستقود طه سليمان للهاوية قريباً، فهي نصائح لا تمت للحقيقة بأي صلة، ولا تمت للواقع الذى يغني فيه طه سليمان والذى نقول دوماً إنه (واقع مخملي)، فطه يستمع للآراء التى لا تحمل اي ملمح انتقاد له، ويأخذها على محمل الجد، تماماً كتلك الآراء التى يرددها البعض على مسامعه والتى تأتي على شاكلة (طه فنانا…وعاجبنا كدا) او (ماتسمع كلام الناس ديل ياطه..ديل حاقدين ودايرين يشتهروا على حسابك) او غيرها من الاساءات التى توجه لنا حال انتقادنا لطه سليمان من بعض (الهتيفة) و(اصحاب المصالح الضيقة).
لا ادرى لماذا لا يركز طه سليمان في البحث عن الاغنيات الجميلة ذات المضامين، تماماً كبعض الاغنيات التى يرددها بين الفينة والاخرى مثل (سائلين عليك) او (عايز اعيش) او (بريدك يلا غني معاي)، فهي حققت نجاحاً كبيراً له، واضافت له الكثير مقارنة بتلك الاغنيات (الغريبة) التى يصر على ترديدها، ولا ادرى لماذا لا ينصح المقربون من طه سليمان فنانهم المفضل بأنه صاحب صوت طروب حرام ان يضيع وسط اغنيات (السوق)، ولا ادرى في الختام السر في ان يمنح طه سليمان المساحة الكبيرة لتلك الاغنيات (الهايفة) على نظيرتها من اغنياته (المحترمة) وذات القيمة المميزة والجميلة.
شربكة أخيرة:
عزيزي طه سليمان…هذه هي الحقيقة منحناها لك بكل امانة وصدق ومهنية.. ويمكنك ان تأخذ كل ماكتبنا خلال الايام الماضية على محمل الجد.. ويمكنك ايضاً الا تلتفت لنا كثيراً.. وان تواصل في الطريق الذى اخترته لنفسك. نحن كتبنا لأن الامانة المهنية تحتم علينا ذلك. اما ان تستفيد مما كتبنا او ان تعتبره مجرد (استهداف شخصي). فهو امر يعود لك وحدك.(الا قد بلغت اللهم فاشهد).
[/JUSTIFY]
الشربكا يحلها – احمد دندش
صحيفة السوداني
لكل الاخوة المغنيين بل المبدعين من كتبه وشعراء وموسيقين ومسرحيين وغيرهم
الله سبحانه وتعالى يمنح الانسان موهبة من دون البشر ليودى بها رسالة وليس صدفة او عبسا وذلك منارة وهداية لمسيرة الانسانية فى الدنيا
وكما يسال الله تعالى من اعطى مالا فيما انفقه يسال المبدع وهبتك موهبة فماذا قدمت بها
يجب على كل مبدع ان يقدم بموهبته ما ينقى المجتمع ويبنى القيم الرفيعة ويبتعد عن الاسفاف وعن ما يفت القيم ويثير الغرائز ويهدم اخلاق المجتمع
وان يكون هو قدوة لهذه القيم فى سلوكه واقواله فهو ليس ملك نفسه بهذا الاختيار من الله تعالى
والفن والابداع هو تاثير وجدانى فى الناس والخطا فيه لا يصحح مرة اخرى ولا حتى بالتوبة وهذا هو الامتحان الذى لا يعاد ايها الاخوة
هجى الله الجميع للخير