يا اذاعتنا..خادم الفكي مجبور على الصلاة
بصراحة شيء محير للغاية.. هل تسمعون مثلي إذاعة امدرمان؟ بعض البرامج التي تفترض إدارة الإذاعة أنها (كتاب الهوية السودانية) وتحاول بها حسب قولهم (إنعاش الهوية السودانية).. إذا كانت الإذاعة تدرك أن الأمر كله مجرد عمل وظيفي حكومي ملزم من باب (خادم الفكي مجبور على الصلاة).. فالحمد لله (برضو فهم) ..أما إذا كانت إدارة الإذاعة جادة في ما تعمل فتلك مصيبة.. مصيبة أن يجهل الإنسان أنه يجهل..
الهوية.. يا سادتي .. ليس شيئاً يصطنع أو ينعش أو يغير أو يقتل وينتهي.. هي مزيج متراكم عبر الحقب والعهود تتشكل منها جينات الأمة.. ولا تظهر الهوية في الماديات المحسوسة بقدر ما تحس في الـ(لا) شعور المخفي خلف نواميس المسلك العفوي ..
وعلى العكس تماماً.. عندما يختلق الإعلام – كما تفعل اذاعة أم درمان الآن – دروساً خصوصية لتعليم الشعب (هويته) وممارسة عمليات تسمى (إنعاش الهوية) فإن ذلك بالضبط ما يطمس إحساس الناس بالهوية.. ويحولها في ذهن المتلقي إلى فروض وإجراءات حكومية أوشبه رسمية تمارس طقوسها على حسب التعليمات..
يا سادتنا في إذاعة أم درمان.. الهوية – لأي أمة – مكون وراثي جيني يرتبط ليس بعنصر الإنسان وما خلق.. بل بالأرض والبيئة من حولها .. ليس على نطاق قرية أو مدينة أو ولاية أو حتى ربما قطر كامل.. تماماً كما هو سائد في دول الخليج العربي.. هناك (الهوية) تخطت الحدود السياسية .. وجمعت ما بين الخليج العربي والبحر الأحمر في نسيج متجانس.. متحد الهوية .. بل وبامتداد مشابه في منظومة الهلال الخصيب..
نحن السودان عدة دول في دولة لكن تجمعنا هوية متجانسة رغم تباين في الأعراق والسكن واللهجات وحتى الأديان.. بل وحتى بتباين الجغرافيا والتضاريس والمناخ..
خيط رفيع في أعماق الجينات يجعل الهدندوي في أقصى الشرق يحس بحميمية الهوية المشتركة مع (المسلاتي) في أقصى الغرب.. رغم بعد المسافة والفارق الكبير بين إطلالة البحر والساحل وعمق الصحراء..
وبهذا.. لا تصلح الهوية أن تكون درساً في مدرسة ولا جامعة ولا (إذاعة) لان الهوية لا تعلم ولا تعدم..
لو استقرت البلاد – مثلما كانت مستقرة في الماضي- حينما كان السوداني يسافر باللواري من بورتسودان حتى الجنينة لا يخشى على نفسه من شيء.. ولو تصافا الهواء السياسي في البلاد ليتنفس كل إنسان بمحض اختياره وكامل مزاجه.. ولو عشنا شعباً لا تفرقنا حكومة.. فإن (الهوية) لا تحتاج إلى برامج إذاعية ولا إنعاش ولكل هذا الهدر الإعلامي الذي تغرق فيه إذاعتنا الوطنية..
[/JUSTIFY]حديث المدينة – صحيفة اليوم التالي
[Email]hadeeth.almadina@gmail.com[/Email]
على فكرة يا عثمان ميرغني انت كاتب محبط ( بفتح الباء ) وذلك بسبب كثرة هفواتك وترهاتك وسخافاتك وقرقرتك تلت التي لا قيمة ولا معني لها الا لحقد اسود يملا كيانك كله – ليتهم يوقفونك عن الكتابة ابدا فما دخلت صحيفة الا وتم اغلاقها بسبب هذا الغباء فاستمر فانك لا تفيد ولا تضر
الاخ عثمان
الامر اكبر من ان يكون مسولية الاذاعة ولا الاعلام جميعة
الهوية من الثوابت للدولة والتى يقوم عليها الحكم والتعايش
الثوابت تغرس فى وجدان الامه على مدى الزمن وفرضا وقد لا يكون
عليها اجماع للنزعات القبلية والشعور بالاستعلاء بين الناس
ثم ان للهوية تفاصيل عدة وتختلف فى كل دولة
الشعوربالهوية السليمه يدفع الى حب الوطن وبالتالى الامانة والصدق والاخاء وتجانس المجتمع والتجانس الدينى و الاخلاص للتراب الذى نعيش عليه
ما يفت الهوية الجامعة هو بروزالجهويات والقبليات الجغرافية والعرقية
المشكلة اين نحن الان ؟ ماذا تبقى من هويتنا الجامعة ؟ والى اين نسير؟