محمود الدنعو

زلزال يضرب الاتحاد الأوروبي


[JUSTIFY]
زلزال يضرب الاتحاد الأوروبي

زلزال قوي ضرب أوروبا أمس عند إعلان نتائج الانتخابات الأوروبية التي فازت بها الأحزاب اليمينية المتطرفة، ونعت زلزال اتفقت عليه الكثير من الصحف الأوروبية لتوصيف الحالة، وهو كذلك فإن وصول هؤلاء اليمنيين المتشددين إلى مقاعد البرلمان الأوروبي في بروكسل يشكل أكبر تهديد لمستقبل الاتحاد الذي قالت صحيفة التايمز البريطانية أمس الثلاثاء إن قرار منحه جائزة نوبل للسلام العام 2012 لدعمه قضايا السلم والمصالحة وحقوق الإنسان في العالم كان قرارا غير صائب، والدليل بالنسبة للصحيفة هو “الانتخابات الأوروبية الأخيرة التي سيتمخض عنها برلمان يضم تيارات لا تحمل قيم المصالحة بل العداء للأجانب والشوفينية والانعزال”.
الزلزال كان خطيرا وتداعى قادة أوروبا إلى اجتماع عاجل في بروكسل (مساء أمس الثلاثاء) لأن مستقبل الوحدة الأوروبية بات مهددا وفق اعتراف القادة الأوروبيين أنفسهم، حيث أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أهمية الحاجة إلى تغيير وإصلاح الاتحاد الأوروبي بعد نتيجة انتخابات البرلمان الأوروبي، بينما تعهد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بتنفيذ مزيد من الإصلاحات بالداخل، في الوقت الذي يضغط على الاتحاد الأوروبي لتغيير المسار، قائلا إن الفوز الذي حققته أحزاب أقصى اليمين في الانتخابات الأوروبية أظهر أن الناخب يشعر أن أوروبا لا تحميه.
سياسات التقشف والبطالة التي ضاق بها المواطن الأوروبي ذرعا، والحملات ضد المهاجرين، هي ما حملت اليمن المتطرف إلى تحقيق هذا الفوز المذهل، كما وصفته وكالة رويترز.
فوز حزب الاستقلال البريطاني المناهض للوحدة الأوروبية والمطالب بانسحاب بريطانيا الفوري من الاتحاد، بالإضافة لفوز حزب الجبهة الوطنية اليميني المتشدد في فرنسا بزعامة ماري لوبان، المعارض للمهاجرين وللاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو، يضعان مسيرة الاتحاد الأوروبي في محك صعب وسيصبح مستقبل الاتحاد وتطوير مؤسساته رهينا بمحاولة الأحزاب الألمانية والإيطالية ذات المقاعد الأكثر بالبرلمان الأوروبي والمؤيدة للاتحاد أحداث توزان داخل البرلمان الأوروبي في بروكسل حتى لا يهيمن الصوت اليمني المتطرف على توجهات الاتحاد السياسية في المرحلة المقبلة.
نتيجة الانتخابات يجب النظر إليها كجرس إنذار وتنبية لضرورة إصلاح مؤسسات الاتحاد، وليس السعي إلى دفنه كما ترغب الأحزاب اليمينية التي تتناقض برامجها خصوصا في مسألة الهجرة والآخر مع مبادئ الديمقراطية والتعدد والمصالحة وحقوق الإنسان التي بموجبها منح الاتحاد جائزة نوبل للسلام في العام 2012.
وأظهرت النتائج الرسمية الأولية في دول الاتحاد وعددها 28 دولة أن أحزاب يسار الوسط ويمين الوسط المؤيدة للاتحاد ستشغل نحو 70 في المئة من مقاعد البرلمان الأوروبي البالغ عددها 751 مقعدا، لكن عدد الأعضاء المناهضين للاتحاد سيتضاعف.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي