منى سلمان
الداين والمدين في مجاملات الحريم
كلما حدثت وفاة فى محيط معارفنا وأقربائنا، تولت شقيقاتي مهمة جرد دفتر حسابات (الداين والمدين في مجاملات الحريم) لمراجعة تاريخ مجاملات نساء أسرة المتوفي معنا، وهل حضرن في (الميقات المكاني والزماني) للعزاء في وفاة أبي ثم أمي بعده، وعلى ضوء هذا الجرد تتحدد كيفية التمثيل النسبي في الوفد المكون من حضراتنا للذهاب وتقديم واجب العزاء في فقيدهم العزيز ..
تتساوى المعزيات في (دين) القدوم لتقديم واجب العزاء، فلا فرق بينهن إلا في (تقوى) الحضور في الميقات الزماني للعزاء، فمن تحضر ساعة (طلق البكا) مع بداية ارتفاع الثكلي، تقدم على من (تتقل رجلها) حتى اقتراب مواعيد التشييع خوفا من صلبة الوقوف على (شدادتها) أو جلسة (أم قللّو) انتظارا لخروج العنقريب، وتليهن من تحضر بعد شيل الجنازة .. وهكذا تتدرج الدرجات حتى تصل لمن تحضر في سنوية المرحوم .. ما مشكلة لو معذورة فـ (البكا لي حولو بجيب زولو) ..
وهنا تكمن حرفنة النساء الفذة في مقدرتهن رغم البكا والبشتنة، على حساب مواعيد حضور كل واحدة من المعزيات كما لو كانت رجل الخط في مباراة قمة.
أما (الميقات المكاني) فتكون عندما يتوفى لجارة قريب من الدرجة الأولى كالوالدين، ويحتسب أجره حسب سرعة إجتهاد الجارات في جمع الشيرنق والإتفاق مع صاحب الامجاد على المشوار لبيت البكا (ماشي جاي)، وتقل (الشكرة) على تعب السعي لمؤاجرة الجارة، حتى تكاد تنقطع حيال من تنتظر عودة صاحبة العزاء لبيتها لتقوم بالواجب ..
فقد اتفقت مجموعة من نسوة الحي على جمع مبلغ معلوم من كل واحدة منهن، وتقديمه لجارتهن بعد عودتها لبيتها من عزاء شقيقها .. وكانت بين من وضعت اسمها في الكشف واحدة تكاسلت عن الذهاب للبكا مع المجموعة، وقررت ان تدفع معهن للتمويه على عدم ذهابها، ولكن سرعان ما جاءها المرسال من صاحبة العزاء بقريشاتها مصرورات داخل صرة ومعها رسالة شفهية شديدة اللهجة مفادها:
قروشك ما لازمانا .. انتي البكا ما جيتي بكيتيهو !!
لا تقف حرفنة النساء في براعة الجمع بين البكا ومراقبة موقف توافد المعزيات، بل أيضا هناك من تبدع عديل عندما تجمع بين (الوصف والتعديد) وبين لوم من تتأخر في الحضور للبكا ساعة الحارة .. فعندما نعى الناعي (المختار ود النعيم) انطلقت نسوة الحي يتسابقن للوقوف مع زوجته (مريم) في مصيبتها، وفي الجانب الآخر من الحي كانت مجموعة من نسوة الحي مجتمعات في راكوبة الخدمة لتجهيز دعوة الافطار كرامة وصول حاجة (رضية) بالسلامة من الحج .. تسابقت الموجودات في الراكوبة لترك مافي ايديهن والخروج مسرعات للحاق بركب المعزيات وتركن خلفهن (التومة) أمام صاج الشية تتلفت .. انتظرت حتى عادت وواحدة من المعزيات لتستلم محلها مهمة حراسة اللحمة .. وبعدها انطلقت (التومة) مسرعة لتؤاجر (فردتها) وصديقتها الحميمة (مريم)، التي ما أن رأتها تدخل من بعيد حتى ناحت ووصفت:
الليلة انتي وييييييين يا التومة؟ .. ما جيتي شفتي العلينا يا التومة .. يا حليييييلو ود النعيم ما فات وخلانا !!
فلاقتها (التومة) بـ (الحي وب) وقالت تبرر تأخرها:
يا حلييييلو يا مريم .. أنا ما حرسووووووني صاج اللحمة يا بت أمي وجرن خلّني !!
وهنا دخلت (فردتهن) التالتة (رقية) وهي تضع كلتا يديها على أم رأسها و(تثكلب)، فإلتفتت إليها (مريم) وضمتها بيدها الأخرى وهي تنوح:
الليلة وينك ليا يا رقية .. ما جيتي شفتي العليا يا رقية !!
قلدتها (رقية) وهي تبكي وتشرح عذرها:
كنتا ماااااافي يا مريم .. مشيت فريق فلااااااااتة يا بت أمي .. ود النعيم يا حليييلو .. مشيت عشان يدقوا لي الوييييكة .. يا حليلو زين الرجال .. مستور الحال !!!
لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com
والله عالم النساء عجييييب وغرييييب؟
مشكووووووووووووره يا ست الكل……
ودمتي يا بت أمي
أنتِ رائعة حقاً أُختىي منى، تجسدين عادات و تقاليد مجتمعاتنا بحس يراع كاتب أنيق، أنتِ حقاً كاتبةً بارعة و أنيقة!!!!
لك تحياتي و تقديري !!!!
أخوكم/ محمداَ
الله يديك العافية يا أمنينة ضحكتينى بعدما أبكيتينى أمس ( عندما تخيلت والدك وهو لابس العراقى الأبيض النضيف وبت حشاها تتناساهو وما ترسل له رسالة ) عندما كتبت عن وفاة والدك كانت لحد كبير تشبه ظروف وفاة والدى التى حكاها لى اخى ويومها كتبت لك معزياً ذاكراً الشبه فى الزمان والمكان… والغربة حرمتنا كثير من الخصوصية منذ ذلك الوقت كلما قرأت لك أحساس قوى يلازمنى بأن هنالك شبه كبير بين والدى ووالدك ….
نسأل الله ان يوفقك ويستر عليك ………….
اختي المنينه أم الرير الله يعطيك العافية من اول كلمة اضحك حتي نهاية المقال
فعلا هذا اهلنا في السودان التواصل في السراء والضراء . هل جيل الزمن بيعرف يوصف زي الجيل السابق ولاتوصيف بصورة جديده
اختي المنينه ام الرير والله اضحك من اول كلمة الي نهاية المقال هذا حال مجتمع النساء في السودان
الله يجازيك !!! ضحكتيني لاااااامن قطعتي ” مصاريني ” ، وخليتي الناس بمركز
ال نت القاعد فيهو هسه بحي عليشه جنب مستشفى الشميسي بالرياض يقولوا
الزول ده يمكن عندو ” ربع ” نفس الكلمه اللي كان بيقولوها : عمر اسحق وعمر
صالح ( كلية العلوم – جامعة الاسكندريه ) لي ” عاطف ” الطالب الظريف والهادي لكنو ” مدبرس ” شديد بتاع الجيلوجيا اللي من الشجره بالخرطوم ، والذي حسب معلوماتي لاحقا تركها لدراسه الحقوق والقانون ” بالفرع سابقا ” النيلين الان . اعتقد
الان بانني تحققت من ظنوني بانك نفس منى ، عموما فأنا عماد “البرلوم ” زميل محمد امين وعمر المرحوم كلنا بتاعين قسم ” رياضيات وفيزياء ” والسكرتير الاكاديمي البرلوم بتاع اسرة الكليه … زمن …
الله عليك استاذة المنينة هذا الوصف الدقيق خلانى تخيلت ان بيت البكاء امامى والادوار التى وصفتيها كاننى اراها امامى – عموما حقو تعملى كمان وصلة للموضوع وتصفى فيه ناس شهد ومنال وسوسو ولولو النساوين البجو البكاء وآخر بهرجة لتكتمل الحلقة ربنا يعينك ويقويك 😉 😉 😉
الاخت الكريمة مني ,,,
حفظك الله ,,,
طبعا انتي والله اكثر من رائعة وكما قالوا ( لم تتركي لنا ما نقول ) ,, لكن لازم تراعي حاجة مهمة نحنا اولاد خرطوم وفى حاجات وكلمات ما بنعرفها لازم تعملي حاشية او شرح بين قوسين مثلا زي (ام قللو ) دي والله ما عرفناها فى اي معجم لاقديم لا حديث ,,,,;)
وانا خايف انو ( سيد الاسم ) زاتو بعد مرات الا يتصل بعد على الاستاز عبدالمطلب الفحل عشان يوقع ليهو كلامك ويفهموا …
ولكي التفرد دوما فوق صهوات الخيول الجوامح ,,,
ابو شهد
الرياض
مشكورة اخت منى
بس كدى دقيقة هل بنات الزمن دا وجيل الانترنت والموبايل بقدرن على جنس دا ما اظن
عزاهم ونواحهم حيكون شى غير اللهم اعلم
والسلاااااااااااااام
ماقلت ليك دنياكم فيها ( بدع وحكاوى ) والاجمل انها بتحلو وتبقى عسل عديل بسردك واسلوبك ومفرداتك الجميله الرائعه حقآ ودومآ تتحفينا ،، وعيونا غلبت معاك ، مره حذاينى وتدمعيها ومره فرايحى وبرضو تدمعيها ( رغم انو دموعنا دايمآ بنضاريها ) فلك التحيه والتقدير ودمتى .
هههههههههههههههههههههههههههههههه
تسلمي يا رب…
انا بحتار في حاجه واحده يا استاذه في بيوت البكاء الواحده تجي تبكي
ناس البيت وبعد شويه هاك يا ونسه سمح ما تشيل الفاتحه وخلاص…
طبعا اكتر شي بيصعب علي لما امشي بكاء لي ناس والفقيد ما بعرفو لكن
لزوم العزاء ما بقدر ابكي بقيف محتاره اشيل الفاتحه ولا اسوي شنو
اها ولما يقلدو ناس العزاء يا الله اجيب دموع من وين بكتفي بالتصبير لكن قصه البكاءومافي دموع دي صعبه
عديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل
استاذتنا بنت سلمان
موضوع البكا ونسوانا لهم طريقة خاصة في طريقة البكا المسحوبة النغمة نحن في شرق السوان وارتريا يحكى ان واحده من النساء كانت ذاهبة مع جارتها الى بيت عزاء واحده منهم قالت لصاحبتها عندما اصل الى بيت البكا امسكيني لما تشوفيني اقع على الارض واتفقة معها الا الزولة زودتها شوية صارت تقول وووووووب بعلى وارادت ان تقع وصاحبتها ماسكاها صارت تقول فكيني صحبتها ما قصرت فكتها وقعت وكسرت رجلها وبعد فتره جائتها البيت
ياختي ما فكيتيني اقع قالت لها ما انتي قلتلي فكيني
ابو وردشان الارتري